أربعون يومًا مرت على دخول الأسير رائد فيصل موسى، من بلدة سيلة الظهر بمحافظة جنين، إضراباً مفتوحًا عن الطعام احتجاجًا على استمرار اعتقاله الإداري، منذ 29-11-2013. وعقابًا له، وضعته إدارة سجن بئر السبع، في عزل "ايله"، إذ عانى من ظروف سيئة، ومورست بحقه أساليب ضغط شديدة لإجباره على وقف إضرابه، لكنه أصر على مواصلته. ولاحقا امتنع موسى عن تناول الأملاح والمدعمات الغذائية، وفقد القدرة على الحركة وهبط وزنه بشكل حاد. وحسب قريبه عماد القاضي، فالأسير يعاني من فقدان للتوازن، كما أنه يتقيأ بشكل مستمر، وخسر من وزنه نحو 17 ميلو غراما، وجراء تدهور حالته الصحية، تم نقله إلى مستشفى "برزلاي" في الداخل المحتل. وأوضح في حديثه [color=red]لـ"فلسطين الآن"[/color] أن موسى اعتقل في سجون الاحتلال سبع سنوات، تنقل خلالها في عدد من المعتقلات، وما لبث أن أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقاله بعد مرور فترة قصيرة على الإفراج عنه. وأضاف "كان يفترض أن يطلق سراح رائد يوم 27-9 الماضي، بعد أن دخل في إضراب عن الطعام لـ45 يوما، وجرى اتفاق مع إدارة السجون على عدم التمديد له، لكننا فوجئنا كما فوجئ هو بنقض الاحتلال للاتفاق، فاتخذ على الفور قراره بالعودة للإضراب عن الطعام". وشدد القاضي على أن الأسير موسى في حالة يرثى لها، وممنوع من الزيارة، ولا يعرف أهله أخباره إلا من خلال المحامي الذي تفرض مصلحة السجون تشديدات أيضا على زيارته للأسير، مناشدا المؤسسات الرسمية والحقوقية المحلية والدولية ضرورة التدخل لإطلاق سراحه قبل فوات الأوان. [title]تجربة مريرة [/title] وعدّد رئيس نادي الأسير في جنين راغب أبو دياك، مناقب الأسير، مشيرا إلى أنه يتمتع بعلاقات مميزة مع كل من عرفه في الخارج، وداخل السجون، كما أنه معروف بقوته وصلابته في مواجهة صلف السجان. وحمّل أبو دياك في حديثه لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] المخابرات الإسرائيلية المسئولية الكاملة عن حياة موسى وجموع الأسرى في السجون، وخاصة الإداريين منهم. وكان الأسير موسى علّق إضرابه المفتوح عن الطعام، بعد أن استمرّ 43 يوماً، عقب تلقيه وعودات بتحديد سقف الاعتقال الإداري له، والإفراج عنه بتاريخ 27 أيلول الماضي. وجرى نقله حينها من مستشفى "سوروكا" إلى سجن "النقب" بحسب طلبه، وهناك تناول أولى وجباته، إذ أنه رفض القيام بذلك في المستشفى بسبب ما تعرّض له من معاملة سيئة. [title]فعالية تضامنية [/title] ونظم العشرات من ممثلي القوى والفعاليات الوطنية وذوي الأسرى والأسرى المحررين في جنين وبلدة السيلة، أمس اعتصاما تضامنيا مع الأسير موسى، وسط هتافات تأمل بزوال الاحتلال، وكلمات تشد من عضد الأسير الذي عانى من ظلمة الزنازين لسنوات عدة. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور الأسير، واليافطات والشعارات المنددة بسياسة الاحتلال الإسرائيلي تجاه ما يتعرض له الأسرى داخل السجون، خاصة الإداريين منهم من ظلم وعدوان. ودعا المتحدثون إلى الوقوف بحزم تجاه سياسة التسويف والمماطلة والأحكام الجائرة غير المبنية على اية تهمة أو مسوغ قانوني، التي تنفذ بحق الإداريين. وفي هذا الإطار، تعالت الأصوات بضرورة نصرة بقية الأسرى في سجون الاحتلال، الذين يتعرضون لموجة غير مسبوقة من الانتهاكات والإجراءات العقابية بحقهم. وتدريجيا بدأ ملف الأسرى يطفو على السطح مجددا، لا سيما مع ارتفاع أعداد المعتقلين، والانتهاكات التي يواجهونها.