أمام ركام المنزل والدمّار شرق رفح جنوب قطاع غزة، يجلس المواطن الحاج جمعة أبو ماشي كلّ يومٍ يقلب ناظريه متحسراً متألماً على جهد سنوات انتهى في لحظات , تفرق الأبناء وعائلاتهم, وبقي الوالد الكبير في السن في كوخٍ صغير بجوار الدمار. هذا التقرير يسلط الضوء على معاناة عائلة "أبو ماشي" شرق رفح جراء تأخير صرف بدل إيجار وإعادة الإعمار بعد قصف بيتهم وتشريد أربع عائلات في معاناة متجددة بلا مساعدة ولا مأوى. [title]يوم الجمعة والمعاناة[/title] المواطن هشام أبو ماشي يروي ل[color=red] "فلسطين الآن" [/color]تفاصيل بداية المعاناة ويقول:"صلينا عصر الجمعة 1/8 وجلسنا في بيتنا فاستهدفت طائرة الاستطلاع الإسرائيلية المنزل بصاروخ واحد", وأسفر هذا القصف الإجرامي عن استشهاد زوجته وإصابة جميع أبنائه الخمسة بالإضافة إلى إصابة ابنة أخته, في يومٍ دامٍ على مدينة رفح خلال العدوان الأخير على القطاع. بعدما أخلى جميع من في البيت وهرعوا لإنقاذ المصابين وتوجهوا بهم إلى المستشفى قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية من نوع ""F16 , ودمّرت بالكامل منزلاً بمساحة 180م وثلاث طوابق يأوي أربع عائلات في منطقة حي النصر شرق رفح. الحاج جمعة قال إنه "لا يوجد كلمة الإنسان يعبر عنها, عائلة كاملة مشردة, وهذا مشهد إجرامي وحقد", وأوضح أنه الآن يعيش في كوخ لا يصلح لعيش الدجاج كما يصفه. "راح بغمضة عين" هكذا تابع حديثه بألم, وأضاف:" كل يوم أقف هنا وأتألم لبيتي الذي بنيته من الصفر خلال عدة سنوات, وإلى الآن يوجد دين بقيمة 300 جرام ذهب جراء بناء البيت". [title]انتظار مؤلم ومماطلة[/title] واضطر الوالد الخمسيني أن يعيش في كوخٍ يعاني قرص الشتاء وبرودته, وبعد شهر من المعاناة والتشريد بلا مأوى اضطر الأبناء أن يستأجروا, ومما يزيد فصول المعاناة أنه لا يوجد أحد من أفراد العائلة موظفاً أو يتلقى راتباً من عمل. هشام أبو ماشي أفاد أن وكالة الغوث مضى على تسجيلها للأضرار قرابة الشهرين وإلى الآن لم يتلقوا أي مساعدة منها, معزياً السبب في ذلك هو عدم قدوم المهندس المخول من الوكالة لفحص الأضرار. وقال "إن هناك مماطلة كبيرة جداً من قبل الوكالة حيث يتم مراجعتها أكثر من مرة لتقديم بدل إيجار فيكون الجواب هو انتظار قدوم المهندس, وعندما يتم مراجعة المهندسين في رفح يكون الجواب هو أن أسماءكم في غزة ولم تصلنا بعد. والجدير بالذكر أن البيت موجود في منطقة نائية عن حيوية المدينة ومركزها والأماكن المتضررة بكثافة. الأوضاع المادية الصعبة التي تعيشها العائلة جعلت أحد أبنائها يتداين 200 دولار شهرياً ليسد عقد الإيجار, يقول:"من أين أحضر 200 دولار, فأضطر أن أتداين لكي أدفع عقد الإيجار, وصاحب البيت سيقول لي في وقت اخرج منه في حال لم أدفع", هذا حاله أما الثلاثة الآخرون فمستأجرين تحت صبر أصحاب البيوت وحلمهم. وطالبت العائلة المهندسين أن يعجلوا في تقييم الأضرار وكذلك التعجيل في صرف بدل إيجار لهم في ظل عدم تلقيها أي مساعدة من أي جهة سواء الوكالة أو الحكومة, وقالت:"نطالب المهندسين أن يأتوا وينظروا إلينا بعين الرحمة", كما وطالبت الحكومة أن تقدم لهم المساعدة إلى أن يتم صرف بدل إيجار لهم من قبل الوكالة كونهم لاجئين. "ما حد اطلع فينا خالص" كلمات تختصر مأساة العائلة المشردة شرق رفح، التي توجهت " إلى كثير من المؤسسات وسجلوا فيها ولكن دون أي مساعدة, في حين تم تقديم بدل إيجار وتوزيع مساعدات على كثير من الناس والعائلة لم تتلق أي شيء". [img=112014/view_1414913631.jpg]جانب من المأساة[/img] [img=112014/view_1414913633.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_14149136321.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1414913633.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_14149136331.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_14149136341.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_14149136351.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_14149136331.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img]