تناقلت وسائل الاعلام خبرا مفاده ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعتزم تنحية ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن الاشراف على الاعلام الرسمي الفلسطيني، في ظل تعالي الأصوات المطالبة بإقالته. وفي حال كانت المعلومة دقيقة، فهذا يعني ان الضغوط المتواصلة التي تمارسها حركة فتح ومجلسها الثوري على وجه الخصوص على عباس لاقالة عبد ربه قد أتت ثمارها. تلك الضغوطات التي لم تتوقف طيلة 5 سنوات أي منذ تسلم عبد ربه مسؤولية الاشراف على الاعلام الرسمي، وهي التي اشتدت بعد مؤتمر فتح السادس الذي عقد في بيت لحم في حزيران 2008، بسبب منعه لقيادات فتحاوية ومن باقي الفصائل من الظهور على شاشة تلفزيون فلسطين الرسمي او على إذاعة صوت فلسطين. أكثر المطالبين بإقالة عبد ربه هو بسام زكارنة رئيس نقابة الموظفين العموميين في الضفة الغربية الذي يشغل بذات الوقت منصب عضوية المجلس الثوري. فقد اصدر زكارنة العديد من البيانات خلال الفترة السابقة كشف فيها النقاب عن أنه وبصفته ممثلا للموظفين الحكوميين مغيب عن الاعلام الرسمي بقرار من عبد ربه. ونُقل عنه قوله: إنه "ممنوع منذ عام تقريبا من الظهور على تلفزيون فلسطين، وياسر عبد ربه يمنع العاملين في هيئة الاذاعة والتلفزيون من تغطية اخبار النقابة"، مشيرا الى ان جميع النقابات العاملة في المجتمع الفلسطيني "التي ولا تتوافق مع وجهة نظر عبد ربه ممنوعة من الظهور او تغطية اخبارها في الاعلام الرسمي". واصفا تلك الخطوات بانها تسيء لمنظمة التحرير التي كانت تطرح شعارها الديمقراطية في ظل غابة البنادق، "والآن نجد ان عبد ربه يقوم بمنع النقابات من الظهور على تلفزيون فلسطين دون اي حسيب او رقيب". وهدد زكارنة باللجوء لتنظيم فعاليات للمطالبة بإقالته. وتشير المعلومات إلى ان العلاقة ساءت بين عباس وعبد ربه على خلفية الذهاب الفلسطيني في ايلول (سبتمبر) الماضي للامم المتحدة لتقديم طلب الاعتراف بدولة فلسطين، حيث قام الاخير بنشر أنباء في صفوف المسؤولين العرب والأجانب بان عباس غير جدي في سعيه لتقديم طلب العضوية، الامر الذي اثارة حفيظة الاخيرة حيث دخلت العلاقات بينهما في حالة من التوتر بحيث امتنع الرئيس الفلسطيني في الاونة الاخيرة عن اصطحابه في جولاته الخارجية التي يقوم بها. كما كشف النقاب عن توجيه رسالة لعباس من 40 عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح تطالبه باقالة عبد ربه من امانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.