سالت دمائه الطاهرة بعدما خرج من مسجد مخيم الفارعة بمحافظة طوباس وكان انتهى من أداء صلاة الفجر الأخيرة في حياته، لكنه عاد مجددا للمسجد لكن محمولا على الأكتاف شهيداً لصلاة الظهر والجنازة، فتحول لـ "شهيد الفجر" وهو إبراهيم سرحان . مع ساعات الفجر الأولى تسللت أيدي الغد الصهيونية إلى أزقة المخيم لتكسر صمت النيام برصاص لاحق شبانا انتهوا من أداء صلاة الفجر، فكان الشاب ابراهيم عمر سرحان (22 عاماً) شهيدا مضرجا بدمائه بعدما تركه جنود الاحتلال ينزف لساعات رغم أن إصابته في قدمه ولم تبلغ درجة الخطورة الطبية . بعد ساعات تسلمت الطواقم الطبية جثمان الشهيد بعد وقت طويل من إصابته، وتبين أن إصابته كانت بالفخذ في شريان رئيسي أدت إلى نزيف حاد، ولم تفلح الجهود الطبية في إنقاذ حياته، حيث توفي بعد وقت قصير من وصوله إلى مستشفى رفيديا في مدينة نابلس، ويقول أحد الممرضين الذين ساعدوا بإخلاء إبراهيم إنهم حاولوا إنقاذ حياته فور استلامه، لكن ما أن انطلق الإسعاف مسرعا باتجاه المستشفى، حتى لفظ إبراهيم أنفاسه الأخيرة. والدته تقول أنه استيقظ باكرا على صوت أذان الفجر كعادته، توضأ وخرج للصلاة في المسجد، مشى خطواتٍ قليلةً في زقاق المخيم برفقة ابن عمه، وفجأة هاجمهما عددٌ من جنود الاحتلال، وبدأوا بإطلاق النار عليهم بشكلٍ مباشرٍ، حاولا المقاومة، لكن رصاص حقدهم كان الأسرع. إبراهيم وهو طالب في كلية العلوم في جامعة النجاح في نابلس اعتقله جنود الاحتلال جريحا وسحبوه على الأرض رغم جراحه وآلامه.. واحتجزوه لديهم ورفضوا تسليمه للهلال الأحمر، وبعد ما يقارب ساعة من الزمن -وإبراهيم يصارع الألم- سمح لطواقم الإسعاف بالاقتراب . حركة حماس نعت الشهيد وأكدت أنه من نشطائها في مسجد "أبو بكر الصديق" حيث كانت أخر محطاته قبل استشهاده، كما أنه من نشطاء الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، ولم يسلم من استدعاء واعتقال أجهزة فتح بالضفة . آلاف المواطنين وأنصار حركة "حماس" شاركوا في تشييع الشهيد سرحان تقدمهم عدد من النواب الإسلاميين في طوباس ونابلس بينهم حامد البيتاوي, ياسر منصور, داود أبو سير, حسني البوريني, منى منصور، والنائب محافظة طوباس الشيخ خالد أبو طوس، ما أكد النائب البيتاوي والذي أمّ الجموع في صلاة الجنازة على الشهيد على فضل الشهادة والشهداء, مثمنا صبر وثبات عائلة الشهيد واحتسابهم في مصابهم. سرحان الذي حرص على صلاة الفجر منذ سنوات رغم الوضع الأمني ختم سيرة حياته القصيرة بكلمات "ساعدوني ساعدوني" حينما لاحقه رصاص الغدر أمام منزله، فيما أعدم الاحتلال فرحة عائلته بانتظار تخرجه من الجامعة بعد أقل من عام . [img=072011/re_1310627153.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=072011/re_1310627169.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=072011/re_1310627209.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.