25.56°القدس
25.08°رام الله
24.42°الخليل
27.38°غزة
25.56° القدس
رام الله25.08°
الخليل24.42°
غزة27.38°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

خبر: الحاجة أم أحمد.. خادمة المجاهدين وفارسة الإمداد

لم تكن الحاجة "أم أحمد" بدعا عن نساء فلسطين اللاتي سطرن صفحات عزّ حق لها أن تكتب بمداد من ذهب في كتاب التاريخ الذي شوهه أشباه الرجال. في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، كمن مجاهدون من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلّح لحركة "حماس" في منزلها المتواضع في بيت حانون شمال قطاع غزة، فكانت خير سند وعون لهم. اشتد القصفُ الإسرائيلي واحتاج المجاهدون إلى الذخيرة وبعض الأسلحة بعد نفاذ كمية كبيرة ممن كانتْ بحوزَتهِم، وعندما همَ أحد المجاهدين بالتوجهِ إلى باب البيت لجلبِ الأسلحةِ، اعترضت طريقه الحاجة "أم أحمد" وأقسمت أن تذهب هيَ بنفسِها إلى مكانِ الإمداد لجلب السلاحِ اللازم للمجاهدين. يوماَ بعد يومٍ، تعرفت الحاجة أم أحمد على كثيرٍ من أمورِ مجاهِدي القسامِ، فأصبحت على علم بأمكنة تواجدِ "الزمر"، فكانت على تواصل مستمرٍ مع الزمرِ، تتفقدهم، هل تحتاجون إلى شيء يا أبنائي المجاهدين؟ .. هل تحتاجون ماء، طعام، أحضر لكم السلاح، أوكلوا لي أي مهمة وأنا لن أرفض لكم طلباَ يا تاجَ رؤوسنا ويا رافعين كرامتا وعزتنا. تقول أم أحمد، لمراسل [color=red]"فلسطين الآن[/color]" إن "الدافعَ من خدمةِ المجاهدين، أن عملها كله لله .. " الجهادُ فرض عين على كل مسلم، وعلى المرأة أن تدفعَ أبناءها في سبيل الله عز وجل". ولم تكتف الحاجة المجاهدة بإعداد الطعام للمجاهدين المرابطين في بيتها، بل كانت تجازفُ وتخرجُ من منزلِها بكلِ شجاعةٍ وهي تحملُ الطعام للمجاهدين في أماكنَ أخرى، على الرغم من صعوبةِ الوضعِ الأمنيِ خلال معركة "العصف المأكول". وفي أحد الأيامِ التي تلوعت فيه بالفراق والوداع، فقد استهدفت الطائراتُ الحربيةُ الإسرائيلية زوج ابنتها واستشهد بالإضافة إلى ارتقاء ابن عمتها، وذهبت إلى المستشفى لتلقي نظرة الوداعِ عليهم، ولكن على الرغم من ذلك، أبت الانكسار والتراجع، واحتاج المجاهدون والذين استهدفوا في القصف ذاتِه إلى ملابسَ، فلم تتوانَ لحظةً عن خدمتهم، وذهب مسرعةً وأحضرت لهم كل ما يحتاجونَه. لم تقف أحزانُ أم أحمد على زوج ابنتها وابن عمتها، فلقد استهدفت قوات الاحتلال الصهيوني بعد أيامٍ قلائل، مدرسة تابعة لوكالة الغوث شمال قطاع غزة، وارتقى في القصف العديد من الشهداء، وعندما وصلت المدرسة تفاجأت باستشهاد أبناء عمها التسعة وابن خالها، فصبرت واحتسبتهم شهداء، ولم تنهار بل واصلت عملها ونقلت العديد من الشهداء والجرحى إلى سياراتِ الإسعافِ. زاد إصرار الحاجة أم أحمد على خدمة المجاهدين ، مع تكرار الاستهداف الإسرائيلي لأقربائِها، ، بل وحملت على عاتقها مواصلة دربها حتى تنال إحدى الحسنيين، إما النصر ودحر الاحتلال أو الشهادة في سبيلِ الله تعالى. وفي أحد أيام معركة "العصف المأكول" أطلقت طائرة حربية إسرائيلية، صاروخاً باتجاه مجموعة من المجاهدين، وقدّر اللهُ ألا يصيبهم الصاروخ، فانسحبوا من المكان بسرعة، وعجزوا عن إيجاد مأوى لهم بسبب حجم الدمار الكبير، فوفرت لهم الحاجة أم أحمد مكاناً للرباط فيه، وانتظار قدوم القواتِ الخاصة الإسرائيلية والاشتباك معهم. ومع دخول العدو أرض بيت حانون، أراد المجاهدون القساميون استهداف آلياتهم، ولكن مع صعوبة التحرك في المكان، واشتداد القصف واستعمال العدو طريقة " الأرض المحروقة" في التقدم براً، احتار المجاهدون في إيصال قاذف P29 إلى المكان، فكانت الحاجة أم أحمد في الموعد لتوصل لهم القاذف بطريقتها الخاصة. " ما حد بموت ناقص عمر .. الجهاد ما بقصر العمر .. والبيت وجميع ممتلكاتي ليست أغلى من دماء المجاهدين، وليست أغلى من رباطهم وأنفسهم .. وأنا ملك للمجاهدين وفداء لدين الإسلام والوطن .. وأسأل الله أن يتقبل هذا العمل" .. بهذه الكلمات التي تدل على العقيلة الإيمانية الفذة التي تتمتع بها هذه الحاجة ختمت كلامها.