ارتقى المقدسي إبراهيم عكاري (38 عامًا) من مخيم شعفاط شمالي القدس، شهيدًا بعد أن أطلق عليه جنود الاحتلال ثلاث رصاصات اخترقت رأسه ورقبته، إثر تنفيذه عمله دهس في شارع "عناتا" غربي القدس، قتل فيها إسرائيليين وأصيب 13 آخرون بينهم ثلاث إصابات خطيرة. أقارب الشهيد أوضحوا أن إبراهيم تناول صباح اليوم الفطور مع زوجته كالعادة، وتابع المواجهات التي اندلعت في باحات المسجد الأقصى، ثم غادر المنزل بشكل طبيعي جدا ككل يوم، وودع أطفاله بطريقة عادية. وإبراهيم، أب لخمسة أطفال أكبرهم حمزة يبلغ من العمر 10 أعوام، وأصغرهم عمره عامين، ويعمل في قسم المبيعات في إحدى الشركات الفلسطينية. وكان خبر استشهاد إبراهيم صادمًا ومفاجئًا للجميع، إذ لم يظهر عليه أي نية لتنفيذ العملية. ويشير الأقارب إلى أن الشهيد ابراهيم يتسم بالهدوء والتفكير العقلاني والجاد، كما أنه ملتزم دينيًا ومنتمٍ لقضيته، وهو كذلك محبوب في المخيم ولطالما نال احترام الأهالي لمواقفه الاجتماعية. وقال ابن عمه زياد، إن الشهيد إبراهيم كان دائما مستفز ويشعر بالقهر والغضب مما يرتكبه الاحتلال في باحات المسجد الأقصى، وكان يرتاد المسجد باستمرار ويرابط في باحاتها كلما استطاع. وأوضح، أن قوات الاحتلال اعتقلت الشهيد ابراهيم مرات عديدة، لفترات قصيرة ومتفاوتة كانت تمتد لأيام، لافتًا إلى أن اعتقاله كان يتم كإجراء استفزازي له ولعائلته ولم يكن لها أي مبررات أو ذرائع. والشهيد إبراهيم فقد والديه قبل سنوات، وهو شقيق الأسير المقدسي المحرر المبعد إلى تركيا موسى محمد عكاري، الذي خرج ضمن صفقة "وفاء الأحرار" قبل ثلاث سنوات، بعد أن أمضى 19 عامًا داخل سجون الاحتلال، إذ كان يمضي حكمًا بالسجن المؤبد بعد إدانته بالعضوية في كتائب القسام وأسر الجندي "نسيم توليدانو".