17.21°القدس
16.94°رام الله
16.08°الخليل
23.52°غزة
17.21° القدس
رام الله16.94°
الخليل16.08°
غزة23.52°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

ما أصعب أن تتواجد في الرجل

خبر: هل تأبى حقاً "النذالة" أن تفارق أهلها؟!

من هو النذل بالنسبة لك؟!..مهلاً لا تشتت تفكيرك فلا بد وأنه سيتبادر إلى ذهنك عشرات الأجوبة، وربما يكون الجواب الجامع المانع: "النذل هو النذل" وفي حالة كهذه لن تكون كمن فسر الماء بالماء، فكل الخصائص التي يحملها متفقٌ عليها ولا تقبل الاختلاف بشأنها، أنه من يخذل ويتخلى في لحظة الاختبار، هو ربما عزيز عليك قد يطعنك من الخلف، ، هو من يرد إحسانك إليه بإساءةٍ غير متوقعة، وينكر جميل الوفاء، قانونه المفضل أن يأخذ ولا يعطي، هو من يجبن في المواقف الحاسمة، فتظهر حقيقة المعدن ليتبين أن ما كنا نعتقده ذهباً ليس إلا "قطعة تلمع". ويرتبط تعريف النذل في مخيلة البعض كرسام الكاريكتير د.علاء اللقطة بأخلاق الضباع، فهي حسب قوله "حيوانات ذميمة عندما تتملك الفريسة فإنها تمزقها مع أنها في الحقيقة حيوانات جبانة، تغدر وتحتال وتفتقد للأنفة والعزة والمروءة". لكن السؤال ماذا لو ابتلاك الله في حياتك بعزيزٍ طُبُع بــ"النذالة"؟..هل تكون القطيعة حلاً عمليا أم أن الإبقاء على شعرة معاوية هي الأنسب.. للتعرف على السمات الشخصية للنذلاء- أعاذك الله عزيزي القارىء أن تكون واحداً منهم- فلسطين أعدّت التقرير التالي: [title]الأنانية والمصلحة [/title] يقول د. درداح الشاعر أستاذ علم النفس المساعد في جامعة الأقصى أن لفظة "الندالة" تطلق على رزمة من الصفات السيئة أو المذمومة وجملة غير محمودة من السلوكيات تجتمع في شخص ما، وتتميز بالثبات النسبي، وهي لفظة تنطوي على العديد من المعاني مثل الكذب والغش وعدم الوفاء بالوعد والجبن والخداع والخيانة والتخلي عن شخص عزي ، والإساءة لمن أحسن إليك، ويتسم صاحبها بالأنانية وتفضيل مصلحتهم. ويضيف أن "النذالة" ليست أصلاً في الأسوياء، كما أنها ليست أمراً فطرياً أو عضويا تتناقله الأجيال، وإنما هي خلقٌ مذموم يكتسبه المرء متأثراً بتنشئته الاجتماعية والتي تعد المسؤول الأول عن مستوى نضج الشخصية، موضحاً:"الأب والأم هما القدوة الأساسية في حياة الإنسان، فحين تلجأ الأم إلى الغيبة والوقيعة، ويلجأ الأب إلى التخلي والتقاعس والغش، سيتخلّق الطفل بتصرفاتهما، إذاً المشكلة تكون في الوالدين وليس في الطفل". ويلفت استاذ علم النفس المساعد أن النذالة أحياناً- مع الأسف- تكون ثقافة مجتمع، مثل انتشار بعض القيم السيئة كــ"اللف والدوران" والمحسوبية، إذ يدافع عنها المجتمع بجملة من المبررات، فيسوّغ الحلال بالحرام ويقلب القيم، ولعل المجتمع نفسه يكون مسؤولاً عن نضج أو تخلف أفراده، مما يتوجب على أولي الأمر فيه أن يتيقظوا للمنظومة الأخلاقية. وينوه إلى نقطة مهمة مفادها أنه من الوارد جدا وربما من المبرر أن يجبن الإنسان في بعض المواقف من أجل مصلحته الشخصية شريطة ألا يترتب على جبنه ضرراً بالآخرين، لكن النذالة بعينها أن يوقع "موقفه الجبان" الذي كان يتطلب منه موقفاً معاكساً إيذاءاً بالغاً بأطراف أخرى خاصة إذا كانوا من المقربين. [title]امنحوه الفرصة ولكن [/title] ومن صور النذالة الشائعة يلفت أن التخلي عن عزيز في وقتٍ عصيب واحد من أقساها، مؤكداً أن النذل يلجأ عادةً إلى حيلة التبرير حين يتورط في الخطأ، وعندئذٍ لا بد من مواجهته بمبرراتٍ منطقية، ومطالبه بتصرف اخلاقي يليق بالرجال وفق منظومة تربوية رشيدة، ولا يلجأ إلى الانسحاب والتبرير والنكوص وفق قوله. أما الطريقة المثلى للتعامل مع الندل خاصةً إذا ما وضعته الحياة في طريقك وكنت مضطراً للتعاطي معه، يواصل الشاعر حديثه:"لا بد ألا نقطع بهم السبل، فنحاول جاهدين تصحيح مفاهيمه في الحياة بأن نريه قدوة حسنة حتى يبدأ في تعديل مساره الفكري، فمثلاً لو استهجنا سلوك الخيانة وقمنا بمدح شخصيات ايجابية والشجاعة، عندئذ قد يحاول أن يتغير ليتكيف على الأقل مع المجتمع الذي ينظر له بشكلٍ مستهجن، فتعديله لنفسه سيمنحه كرامةً واحتراماً من قبل الناس، وهنا يمكننا أن نلعب على وتر إحساسه بأنه لن يكون مقبولاً على المستوى المجتمعي والنفسي مما سيشكّل له هاجساً أن يعيش في عزلة، لكن إن هيأّنا له البيئة الصالحة للتغيير قد يتحسّن". ويُسدي الشاعر هذه النصيحة: "امنحوه فرصة ثانية وثالثة، واذا ما انقطع الأمل منه عاملوه بجفاء". [title]عجمة مُرة [/title] من جهة أخرى يؤكد لــ "فلسطين أون لاين" أن تواجد سمة النذالة في الرجال أصعب وأسوأ بكثير من النساء، لأن حركة الحياة الأساسية تعتمد على الرجال بالدرجة الأولى وبناءاُ على ذلك يكون حجم الضرر أكبر، مشيراً أن النذالة لا يشترط أن تكون في مواضيع كبيرة بل يمكن أن تمتد إلى دقائق الحياة وأصغر تفاصيلها، كما أنها لا ترتبط بالمهنة أو المكانة الاجتماعية، فالمعلم قد يكون ندلا في عمله، والمرأة قد تكون "ندلة" في علاقتها مع زوجها، حسب قوله. ولأن الأمر متشعب إلى حدٍ ما فإن الشخص الذي تأذى من نذالة أحداهم لا بد أن يضع مسافة بينه وبين النذل يتوخى فيها الحذر وفقاً لقول الرسول:"لا يُلدغ المؤمن جحره مرتين"، موجهاً تحذيراً "للأندال" بإن منظومة علاقاتهم الشخصية على صعيد المحبة والصداقة سيكون انهيارها مرجحاً، وهذا يعرف بـــــ"قانون المرة الواحدة" في العلاقات الإنسانية والذي ينذر بانهيار العلاقة برمتها. ومن عجائب الأمر أن النذل قد يكون طيباً وكريماً كما يقول ضيفنا، فهو بالرغم من بعض محاسن أخلاقه إلا أنه قد يكون نذلاً في بعض المواقف، والعبرة في أن يراجع نفسه ويتوب عن سقطته. وعلى سيرة خلطة الطيبة والنذالة فإن د.علاء اللقطة رسام الكاريكتير يسوق هذا التشبيه المناسب لهذه الحالة حين يقول: "الانسان عبارة عن كوكتيل فواكه يحتوي في تكوينه على الحلو والمر، وأنت ونصيبك بتوزيع نسب الفاكهة في مكوناتك ، قد تسود المانجا أو الموز أو العنب ، وقد يسود الحنظل، ولا يوجد "إنسان عصير" من صنف واحد، وأحيانا يكون كوكتيل طيب وفجأة تباغتك "عجمة مرة"، عليك تحملها".