30.23°القدس
29.7°رام الله
28.86°الخليل
28.89°غزة
30.23° القدس
رام الله29.7°
الخليل28.86°
غزة28.89°
الأربعاء 26 يونيو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.74

خبر: الحاج "قوزح" يأسره الحنين لقريته "قاقون"

يروي الحاج الثمانيني "عبد الرازق حسين قوزح" تفاصيل مسقط رأسه قرية "قانون" المدمرة، وعلاقته بالأرض، ومقاعد الدراسة، وملامح بيت عائلته، ولحظات الاقتلاع من القرية، التي تستلقي على أرض سهلية، في الشمال الغربي من طولكرم وعلى بعد ستة كيلومترات منها، مثلما باح بفصول الحنين لذكرياتها. يقول قوزح، لمراسلة "[color=red]فلسطين الآن[/color]": "كانت تجاورنا من الشرق قرى شويكة وبير السكة ويما، ومن الناحية الغربية وادي القباني ووادي الحوارث، وخربة الجلمة وخربة المجدل وجت شمالًا، ومن الشمال الغربي زلفة والمنشية. وكانت تمر من بلدتنا سكة الحديد الموصلة بين طولكرم وحيفا". ويتتبع بتجاعيد وجهه وكوفيته: "لا أنسى أراضي قريتنا، فقد كنا نزرع البطيخ والشمام والكثير من الخضروات الصيفية، وأتذكر كيف كان والدي يحفر عدة حفر بعمق ثلاثة أمتار، وبعرض مترين لنجمع فيها الماء، ثم نأخذ ونوزعها على المزروعات. وقد كانت أرضنا خضبة، ورأين في طفولتنا الكثير من حفر جمع المياه، ومن أراد أن يروي بيارات الحمضيات كان يحفر بئراً عميقًا". كان قوزح يوزع وقته بين المدرسة والحقل ورعي الأغنام، وفي بعض المناسبات أعتاد على الذهاب سيراً على الأقدام إلى البحر، فقد كان يحتاج لساعة مشي، ولم يكن يجيد السباحة، وفي الصيف، كان يساعد والده في غسل قطيع الماشية. [title]تفاصيل قاقون [/title] يسرد قوزح تفاصيل قريته قائلاً كانت بيوت القرية من الحجارة وبعضها من الباطون، واشتهرت قاقون بأبي اسعد راعي الأبقار"يُسمى بالعمّال"، الذي كان يجمعها ويرعاها للأهالي مقابل مادي، وانتشرت بها قطعان الأغنام، فيما استخدم السكان بضعة جمال لنقل القمح إلى البيادر، وكان لكل مجموعة عائلات بيادر منفصلة، استخدمت فيها الخيول لجر ألواحها الخشبية، ولم تكن في قاقون غير سيارة واحدة، ومسجد بمئذنة، وخمسة دكانين. [title]بيوت وعائلات[/title] يستذكر الراوي، الذي أبصر النور عام 1933 عائلات قريته، ومنها: أبو هنطش (أكبر حامولة)، وعائلات صغيرة وأخرى متفرعة مثل عرفة، والهوجي، الشوربجي، والحافي، ونايفة، والشيخ غانم، والشولي، وبرية، والقوزح، وكوكاز، وغيرها. ويضيف، في حزيران عام 1948 كنت أرعى الغنم في حقل للذرة البيضاء، وشاهدت دخناً قريب من بيتنا، وعندما عدت، أخبرني والدي أن قوات "الهاغاناه" اطلقت قذيفتين على القرية بجانب منزلنا، وقد أدت واحدة منهما إلى مقتل أربعة عشر وجرح 26. وبعد وقت قصير قرّر والدي الخروج. [title]رصاص واقتلاع[/title] مما لا يسقط من ذاكرة قوزح، كيف أن والده فر من الموت، وعاد إليهم بأعجوبة من وسط الرصاص، الذي ثقّب سرواله. فيما أصرت والدته على الاحتفاظ بأموالها التي كانت توفرها لشراء بيارة ليمون، في صفقة تأخرت قليلاً، لكنها لم تحدث. يقول: "خرجنا وقت العصر، وذهبنا إلى عمتي آمنة في قرية عتيل، وشاهدنا الناس يذهبون إلى طولكرم وشويكة، ولم نحمل معنا غير بعض الأغطية والفراش، وأصر والدي على إحضار قطيع الأغنام. وتابع قوزح "عزت عليّ قاقون كثيرًا، وأصدقاء الطفولة فيها، فقد كنت ألعب مع يوسف الحاج قاسم وإبراهيم كنعان الطابة (الكرة)، والعود (وهي لعبة نحضر فيها عودًا ونجعله مثل القلم، ثم نتنافس على من يغرسه في الأرض بعد رميه في الهواء). وأتذكر الأعراس، والشبان الذين كانوا يشعلون الحطب ويغّنون ويدبكون". تنقل قوزح بين طولكرم ومخيم بلاطة ومنطقة البقيعة، ثم استقر في الفارعة، لكنه لا ينسى قاقون، التي تفيد مراجع تاريخية أنها تعني باللغة التركية البطيخ الأصفر أي الشمام؛ ووفق سميت القرية لاشتهارها بزراعة البطيخ. بينما بلغ عدد سكانها عام 1948 نحو 2300.