17.21°القدس
16.94°رام الله
16.08°الخليل
23.52°غزة
17.21° القدس
رام الله16.94°
الخليل16.08°
غزة23.52°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

خبر: رد الإساءة بالإحسان.. مكسب عظيب

وضع الإسلام منظومة أخلاقية كبيرة، احتلت منزلة عظيمة لما لها من أهمية في صلاح وفلاح الفرد في الدنيا والآخرة، ومن هذه الأخلاق الحميدة التي أمر بها وعظم من شأنها رد الإساءة بالإحسان، فيه يحافظ المسلم على مكانته ووقاره وأخلاقه السامية الرفيعة، وإنه من أخلاق وصفات العظماء، ودليل على علو النفس، فما هو جزاء من يرد الإساءة بالإحسان؟، وما هي شروط رد الإساءة بالإساءة؟، هذا ما يبينه الداعية عمر نوفل رئيس محكمة الاستئناف بغزة. [title]التسامح والصفح [/title] قال نوفل: "إن الله (سبحانه وتعالى) يأمر بالعدل والإحسان، فالعدل أن يعامل الإنسان غيره بالمثل كرد الإساءة بالإساءة، أما الإحسان فهو أن يتنازل المسلم عن شيء من حقه للآخرين". وأضاف: "فيقول الله (تعالى): "وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ"، فجعل الله (سبحانه) الصفح في منزلة عالية وعظيمة عنده (عز وجل)، وهو من عزم الأمور، يقول (تعالى): (فمن عفا وأصلح فأجره على الله)". وبين نوفل أن المعنى: من عفا عمن ظلمه فلم يقابل السيئة بمثلها، وأصلح بالعفو بينه وبين ظالمه؛ فسيكسب بذلك أجراً عند الله، والمراد بمن عفا: من لم يأخذ بحقه ممن ظلمه فتركه ابتغاء وجه الله. وأشار إلى أن المراد بمن أصلح من أسقط حقه وزاد على ذلك بأنه قابل السيئة بالحسنة، وأهدى إلى ظالمه هدية أو دفع عنه مضرة؛ فالحاصل أن من عفا وأصلح ليس كمن عفا فقط، فلذلك كان الجمع بين الأمرين محتاجاً إلى كثير من الصبر، وكان الجامع بينهما ذا حظ عظيم. وذكر نوفل من السيرة النبوية أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال لأصحابه وهو يجلس معهم: "الآن يدخل علينا رجل من أهل الجنة"، فدخل رجل نعلاه بيديه ولحيته يتقاطر الماء منها، وفي اليوم الثاني والثالث كان الرسول يقول: "يدخل علينا رجل من أهل الجنة"، فيدخل الرجل نفسه، فتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص وقال له: "إن بيني وبين أبي حالاً، وأريد أن أمكث معك في بيتك"، فوافق الرجل، فكان عبد الله بن عمرو يراقب الرجل ويرى عبادته، فما رآه يزيد من عبادة، وبعد ثلاثة أيام قال عبد الله بن عمرو للرجل: "أما والله ليس بيني وبين أبي حال، ولكن سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "يدخل عليكم رجل من أهل الجنة" فتدخل أنت، فأردت أن أعرف ما الذي بلغ بك تلك المرتبة، فما رأيتك كثير صيام ولا صلاة، فقال الرجل: "آوي كل ليلة إلى فراشي، وليس في قلبي حقدٌ على مسلم". [title]ضوابط وشروط [/title] وبين أن المسلم مأمور بالصفح والتسامح وأن يغفر الزلة، وله أن يرد الإساءة بالإساءة، ولكن هناك ما هو أفضل من ذلك وأحسن، مضيفًا: "فالمسلم بذلك يكسب أجرًا عظيمًا، ويتقرب إلى الله برد السيئة بالحسنة". ونوه نوفل إلى أن ردّ الإساءة بمثلها ليس مباحاً على إطلاقه، فهناك ضوابط وشروط تتحكم بذلك، كأن يغتاب أحدهم الآخر فلا يرد بالمثل، وكذلك السرقة، أي أنه لا يجوز الرد بما فيه حرمة؛ لأن المعاملة إذا أفاضت إلى محرم فهي محرمة. وختم حديثه: "لا يمكن رد الإساءة، إذا كانت تؤدي إلى ما هو زائد عن الحد، كالجروح والظلم، فلابد أن تكون هناك بدائل لأخذ الحق بها، أي لا يجوز رد الإساءة بمثلها، إذا كانت ستفضي إلى مفسدة أو تزيد عن الحد، لذلك يمكن استثمار إساءة الآخرين في تطبيق خلق المسامحة".