(الاستيطان . التهويد . حرق المساجد . محاصرة فلسطين في الأمم المتحدة . معاقبة اليونسكو . انكار وجود الشعب الفلسطيني). هي مكونات الطقس السياسي في 2011م التي توشك أن تلفظ أنفاسها في غضون أسبوعين . إنها مكونات الطقس السياسي السائد في ( تل أبيب ـ وواشنطن). قبل يومين استقبل (محمد كامل عمرو) وزير خارجية مصر (ديفيد هيل) المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ، وقال له :( إن استفحال النشاط الاستيطاني الإسرائيلي أصبح ينذر بالخطر أكثر من أي وقت مضى) . الشكوى من الاستيطان الصهيوني هي مسبحة الشعب الفلسطيني اليومية ، وبحديث وزير خارجة مصر ربما تصبح مسبحة النظام العربي ، ولكن التسبيح بلعن الاستيطان ، وشجبه ليس عملاً منتجاً فيما أحسب ، وشكوى الاستيطان وأخطاره إلى (ديفيد هيل) ليس عملاً منتجاً أيضاً ، لذا يجدر بالقيادة الفلسطينية وبقادة النظام العربي بلورة عمل منتج ، وربما تكون المقاومة أداته المتقدمة . بالأمس أحرق المستوطنون مسجداً في رام الله ، وقبل أيام أحرقوا مسجد (عكاشة) في القدس ، وقبله أحرقوا مسجداً في نابلس ، ولا أحد ينسى حريق المسجد الأقصى ، وبهذا الإحراق المتعمد تترجم (إسرائيل) مفهوم (يهودية الدولة) عملياً، فما لا تستطيع السياسة الوصول إليه من خلال المفاوضات يمكن الوصول إليه بإشعال النار في المساجد ، وفي قلوب المسلمين ، لفرض حل يهودية الدولة كبديل عن هذه الأعمال التي تحظى برعاية الدولة والأحزاب بحسب استراتيجية قديمة ، لذا يجدر بقيادة الشعب الفلسطيني ، وقادة الأمة العربية والإسلامية إيجاد استراتيجية عملية لمواجهة النيران التي تحرق المساجد ، وتعلن تقدم (الحرب الدينية) إلى الأمام. بان كي مون أعلن، أمس، أنه يدعم عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ، ولكن أبو حسين أوباما قرر إسقاط عضوية فلسطين ، وإفشال جهود رئيس السلطة ، وجهود النظام العربي ، ليحرق قلوب المؤمنين بالفكرة ، في تماه سياسي مع من يحرقون قلوب المساجد في رام الله والقدس ونابلس . بالأمس احتفل الفلسطينيون ومحبوهم برفع علم فلسطين في مقر اليونسكو كعضو كامل العضوية ، ولكن أبو حسين باراك أوباما قرر أن يحرق قلوب اليونسكو بإيقاف التمويل الأمريكي للمنظمة عقاباً لمن أيد الحق الفلسطيني . البيت الأبيض الذي أسقط عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، وأسقط تمويله لليونسكو في العام 2011م، يتصدق على القيادة الفلسطينية والقيادة العربية بقول (هيلاري كلينتون): (إن تصريحات جينجريتش المنكرة لوجود الشعب الفلسطيني غير مفيدة). نعم بهذه العبارة المستحية (غير مفيدة) . إنها غير مفيدة لأنها ليست سياسية ، ولا دبلوماسية ، وإن كانت في نظر البيت الأبيض حقيقة جوهرية. هذا هو السياق العام، والطقس السياسي الذي غطى العام 2011م ، وهو بالتأكيد طقس معتم لا ضوء فيه ، لا في أوله ولا في آخره ، وهو الذي بمكنته تفسير حالة الإحباط عند عباس وقادة النظام العربي ، وهو الذي بمكنته تفسير تعلق الشعوب العربية بربيع الثورات العربية الذي يغزو العواصم العربية على التوالي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.