16.97°القدس
16.79°رام الله
16.08°الخليل
23.01°غزة
16.97° القدس
رام الله16.79°
الخليل16.08°
غزة23.01°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

خبر: التعامل مع "الآخر" على اختلافه معك.. كيف يكون؟

وقفك من الشخص الآخر يعتبر من أبرز المشاكل التي يمكن أن يعاني منها مجتمعنا في التعامل مع من حوله، سواء كان الآخر مخالفا في الدين، أو في إطار الملة، إلا أنه يخالف في الاجتهاد، "فلسطين" تحاور مدير عام دائرة الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف د. يوسف فرحات لمعرفة المنهج الإسلامي في التعامل مع الآخر المخالف في الدين.. [title]التعاون على الخير [/title] يوضح د. فرحات أن الإسلام يعترف بداية بالآخر، انطلاقًا من قوله تعالى: "َلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ"، مبينًا أن الإسلام ينهى عن اعتماد سياسة القمع الفكري وإكراه الآخر. ولفت النظر إلى أن كون حقيقة الإسلام دعوة إلى الخير، فإنه يدعو أتباعه للتعاون مع الآخرين لتحقيق هذه الغاية، مهما كان هذا الآخر، لقوله تعالى: "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ". وأشار إلى أن الإسلام يدعو إلى التعاون مع الآخر كائناً من كان، لدرء المفاسد وجلب المصالح، كرفع الظلم، وتعزيز الحرية والعدالة والمساواة، وصون حقوق الإنسان، ومن أجل ذلك قال رَسُول اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ، وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْتُ". وشدد د. فرحات على أن الإسلام ينطلق في موقفه مع الآخر من منظومة أخلاقية تحكمه وتضبط أقواله وأفعاله وسلوكياته، لذلك يحذر الإسلام من الإساءة للآخر ولو كان مشركاً أو غير ذلك، مدللًا بقوله: "وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ". [title]لغة الحوار [/title] ونوه إلى أن الإسلام جعل دستور العلاقة في التعامل مع الآخرين هو قوله تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ". وبين أنه إذا كان الاختلاف بين الناس سنة من سنن الله، فعلينا أن نقوم لله تعالى بالقسط والعدل، لأن العدل في الإسلام قيمة مطلقة، مشيرًا إلى أنه من دلائل تسامح الإسلام مع الآخر وحرصه للتعامل معه دعوته أتباعه للاستفادة مما عند الآخر من خير وتجارب وخبرات، حيث جاء في الأثر: "خذوا الحكمة من أيّ وعاء خرجت". وختم د. فرحات بقوله: "الإسلام يعتمد لغة الحوار في التعامل مع الآخر، حيث إن الحوار من أحسن الوسائل لإقناع الآخرين وتغيير سلوكهم إلى الأفضل"، موضحًا أن فيه ترويضا للنفوس على قبول النقد والاعتراف بالخطأ واحترام آراء الآخرين، وهو مفيد في إيصال الفكرة للآخرين.