18.26°القدس
18.19°رام الله
18°الخليل
24.89°غزة
18.26° القدس
رام الله18.19°
الخليل18°
غزة24.89°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: عماد عقل.. رجل أرّق "الشاباك" في مطاردته

تطل ذكرى استشهاد أحد قادة كتائب القسام الجناح المسلح لحماس عماد عقل، والذي واجه الاحتلال الإسرائيلي في بداية التسعينيات، واستطاع أن يحوّل غزة مع رفاقه، إلى جحيم حقيقي لجنود الاحتلال، حتى وصل بهم الحال أن يقولوا لبعضهم في لحظات الغضب والنزاع اذهب إلى غزة أي "اذهب للجحيم". وكان شكل عقل، مجهولاً للاحتلال، إذ لطالما تساءلوا عن أوصافه، حيث كان يمر بينهم وعن حواجزهم دون أن يظفروا به، فلم يكن يسمح على الإطلاق بأن تلتقط له صور، وعلى عكس مطلوبين عديدين، حرص عماد على عدم الظهور علنًا. وعُرف الشهيد القائد بخفة حركته وسرعة بديهته وخبرته العسكرية التي أذهلت القادة العسكريين، وجعلتهم يعدونه أخطر مطاردي الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى أطلقوا عليه اسم (المطارد ذي الأرواح السبعة)، وذلك لتمكنه من الإفلات من قبضة جيش الاحتلال أكثر من سبع مرات، رغم وجود عشرات الحواجز العسكرية في الطرقات ووجود صورة الشهيد لدى الجنود والضباط الإسرائيليين. وشارك عقل في تأسيس كتائب القسام، واستطاع أن ينفذ عشرات العمليات العسكرية، فقتل أكثر من 15 جندياً إسرائيلياً وأصاب العشرات من جنود الاحتلال، في ذلك الوقت اعتُبر قطاع غزة كابوساً بالنسبة للإسرائيليين يجب التخلص منه بأي ثمن. وساد ارتياح كبير في الأوساط السياسية والأمنية والعسكرية الإسرائيلي عقب عملية استشهاد القائد البطل عماد عقل في حي الشجاعية، وأعرب مسؤولون صهاينة عن سعادتهم لمصرع المطارد الذي يصنف لدى دوائر الاستخبارات الإسرائيلية والجيش كأخطر مطلوب فلسطيني. واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إسحق رابين" "مقتل عماد عقل يمثل إنجازًا مؤثرًا وهامًا في الحرب ضد (الإرهاب)"، وكان قال بعد إحدى عمليات الشهيد قولته المشهورة "أتمنى لو أستيقظ من نومي فأجد غزة وقد ابتلعها البحر". وأشار أحد قادة جهاز الأمن العام الإسرائيلي"شاباك" إلى أن "مطاردة عقل كانت من العمليات الصعبة والمعقدة والمحبطة في تاريخ عمليات المطاردة التي قام بها الشاباك" منذ تأسيسه". فيما وصفه ضابط إسرائيلي كبير بأنه "كان من أخطر المطلوبين الذين عملوا في قطاع غزة، رجل ميداني بارع لم يخش شيئًا… كان من الخطورة بمكان الاصطدام به ليلاً". وما ميز عماد عقل إضافة إلى إيمانه العميق بحقه وقضيته، جرأته في تنفيذ العمليات، فقد كان يطلق الرصاص على بعد أمتار قليلة من سيارات المستوطنين وآلياتهم المدججة، كما أنه برع في حرب العصابات والكمائن والتخفي والتمويه ومفاجأة الخصم، وخفة حركته ومواصلته الدائمة بحثاً عن جنود الاحتلال. وبقي الشهيد القائد يعمل على خداع الجنود الإسرائيليين وضباط الاستخبارات الذين يلاحقونه ويتابعون تحركاته بالتنقل داخل قطاع غزة وبين القطاع وجبال الخليل متنكرًا في صور مختلفة، حتى إنه كان أحيانًا يلبس لباسًا أشبه ما يكون بلباس اليهودي أو (المستوطن) المتدين بطاقيته المميزة، ويستخدم سيارات تحمل لوحات تسجيل صهيونية صفراء للمرور بين الحواجز العسكرية دونما تفتيش ولا مساءلة. وأصبح عقل كالشبح يطاردهم فيقتل ويصيب منهم في غزة ورفح وجباليا، فتحول القطاع إلى فخ كبير يقع فيه المحتلين بشكل متسارع ومستمر فأصبح الشاب عماد أسطورة ورمزاً فلسطينيًا يتغلغل في الوجدان الفلسطيني.