11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
17.4°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة17.4°
الأربعاء 04 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: ميس شلش: لم أغنِّ لأيّ حزب فصوتِي يعشقُ فلسطين

منشدةٌ فلسطينية ولدت في الكويت عام 1989م.. تميّزت بصوتها القويّ الشجيّ الذي أبصر النور مع بدايات انتفاضة الأقصى. حين كان عمرها عشر سنواتٍ فقط أنشدت "صوت الحرية" وألحقته بـ "أسطورة جنين"، ثم تلتها العديد من الألبومات التي كان أبرزها "خنساء فلسطين" والذي جسّدت فيه مشهد أم نضال فرحات وهي تودّع ابنها نحو الشّهادة.. نالت ضيفة "الشباب" عددًا كثيرًا من الجوائز، منها "جائزة مهرجان أغنية الطفل في القاهرة"، كما شاركت في العديد من اللقاءات على مستوى الوطن العربي، على رأسها "الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية في المغرب".. فهل عرفت عزيزي القارئ من تكون؟ نعم إنها المنشدة فلسطينية الأصل ميس سعود شلش. [title]عقباتٌ على الطريق..[/title] المنشدة شلش التي تبلغ من العمر اليوم 23 عامًا، بدأت ترسم أغوار شخصيتها بعباراتٍ موجزة، اختزلت فيها "هدفها، وعشقها، وسر تميزها"، فقالت: "هدفي الوحيد العودة إلى بلادي، وفلسطين هي كل شيء في حياتي، وتوكلي على الله والدعاء سر نجاحي، وأسرتي مفتاح إبداعي"، محاولةً الرجوع بالذاكرة إلى ذلك العمر الغضّ حين أتمّت سبع سنوات، فاكتشف موهبتَها والدها المرحوم سعود شلش، الذي شجّعها على إنشاد كلماتٍ كان يكتبها هو مع بداية انتفاضة الأقصى، حتى عرضت عليها شركة "الصوت الجديد" إنشاد شريطٍ تحت عنوان "صوت الحرية"، بدأت بعد نجاحه الباهر بإنتاج الألبومات تباعًا والمشاركة في المهرجانات داخل الأردن حيث تقطن. وتضيف طالبة قسم الصحافة والإعلام في جامعة البتراء الأردنية: "واجهتني في طريقي العديد من العقبات التي كادت أن توقف مسيرتي، لكنني بفضل الله تغلبت عليها، والسبب أنني امتلكت طوال مشواري الفني هدفًا عظيمًا لا يمكنني أن أتخلى عنه"، مشيرةً إلى أن الفرقة التي أسستها مع والدها لم يدعمها أحد بدايةً (إلا بشروط احتكار، أو الإنشاد لطرف فلسطيني دون الآخر)، فرفَضت لا لشيء، بل لأنها كانت تغني لكلّ فلسطين، وتحاول إظهار معاناة أبناء شعبها المحاصر والمضطهد، والمناداة بحقوقه المشروعة بعيدًا عن أي أهدافٍ تجارية.. فقرّرَت هنا أن تدعمها بنفسها. [title]مفاتيح النجاح[/title] تبعًا للكاتب "منسيوس" فإن لكل شخص "باب نجاح" خاصًّا به، ولكل باب مفتاح لا يملكه أحد سواه.. وهذا كان حال شلش التي لم تمتلك مفتاحًا واحدًا فحسْب لباب نجاحها، بل كانوا ثلاثة: "توفيق الله عز وجل، ودعم الأسرة المادي والمعنوي بكل صدق، ثم الرفض التام لكافة عروض الاحتكار". في هذا الصدد أكملت: "كان هدفي أن تصل رسالتي إلى الجميع، وقد تربيت على مبدأ الإنشاد للقضية، وشربت حب فلسطين منذ الصغر، وعرفت وطني وحق العودة ومعاناة الطفل الفلسطيني، فرفضت الإنشاد لطرف دون آخر وحملت اسم فلسطين فقط"، ماضيةً بالقول: "والدي بعد فضل الله رفع اسمي إعلاميًّا؛ حيث كان يعمل في مجال الصحافة فساعدني هذا كثيرًا على إيصال رسالتي". ولعل الحلقة الأصعب في حياة أي نجمةٍ في مثل عمر شلش كانت التوفيق بين الدراسة، وحياة العمل والإنشاد، ومن أجل ذلك حاولت شلش كثيرًا أن تنظم وقتها بكل الطرق، لكن خططها كانت تخونها مرارًا، تعقّب: "لم أستطيع ذلك؛ فكلما وضعت برنامجًا يوميًّا لألتزم به، تطرأ بعض الأمور كحفلات داخل الأردن أو في أحد الأقطار العربية تضرب البرنامج وتجبرني على إلغائه". [title]تواجد تلفزيوني ضئيل..[/title] في الآونة الأخيرة ارتفعت نسبة الاتجاه إلى الفن الإسلامي، وظهرت على الساحة الإنشادية العديد من الوجوه، وكذلك اختفت وجوهٌ كثيرةٌ أيضًا، لكن شلش بقيت الوحيدة من الفتيات التي اخترقت مجال الإنشاد بقوةٍ لم ينافسها أحدٌ فيه حتى اليوم. وعن ما ميزها عن غيرها من المنشدين –تبعًا لما ترى شلش- "إن كلمات أناشيدها حملت معاني مباشرة وأهدافًا واضحة، فأنشدت ضد أمريكا والاحتلال "الإسرائيلي" بشكل مباشر دون أي تبطين أو تلوين"، ولعل ذلك هو ما حدّ من ظهورها على شاشات التلفزة، قائلةً: "لا يرغب كثيرون من رؤساء القنوات الفضائية بعرض أناشيد تعادي أمريكا و(إسرائيل) بشكلٍ صريح، ولذلك تجد تواجدي التلفزيوني ضئيلا، لكن تواجدي الدائم على شبكة الانترنت عوّض ذلك". [title]مواقف ورسائل..[/title] أكثر المواقف تأثيرًا في حياة شلش الإنشادية كان يوم أنشدت –وهي في الرابعة عشرة من عمرها- في مخيم حطين بالأردن، في حفلٍ حضره رجالٌ مسنّون، تفصّل ما حدث بقولها: "بعد انتهاء الحفل وجدت هؤلاء الرجال يبكون، وجاء إليّ رجل كبير في السن وقال لي "أنتِ أرجعتي الأمل إليّ بالعودة"، مصرًّا على تقبيل يدها، فأبت إلا أن تقبّل هي يده أولاً بسبب إصراره. أما أصعب ما مرّت به فكان يوم وفاة والدها، فبعد ذلك اليوم سيطر اليأس على حياتها، وأقسَمَت على عدم الرجوع إلى الإنشاد، معلّقةً: "ولكن حبي لفلسطين وهدفي بالعودة والحرية أعاد إليّ الأمل". وأبرقت شلش برسالةٍ إلى شباب فلسطين الذين يملكون مقومات الإبداع، ولكن ظروفهم لا تسمح لها بإبصار النور، فقالت: "لا يملك هؤلاء سوى أن يمتلكوا النية الصادقة لإرضاء الله عز وجل، والدعاء، والعمل الجاد والمثابرة حتى يتمكنوا من تحقيق كافة أهدافهم". أما رسالتها للفتيات الفلسطينيات فكانت تنصّ على: "نحن الفلسطينيات يفتخر بنا الناس ويعتبروننا مثالاً ونموذجًا يُحتذى به (..) ديننا وسمعتنا الصالحة وأخلاقنا الإسلامية هي كل ما نملك لذلك يجب أن نحافظ عليها ونحافظ على حبنا لفلسطين ونفعل كل شيء لنؤكد انتماءنا لها".