كعادتها لا تزال تفاجئنا بخيراتها يومًا بعد يوم، ففلسطين المحتلة عام 1948م لا تزال تنبض حبًّا وكرامة وعشقًا للوطن المغتصب، وتدفق الدم في عروقها أبنائها دافئًا ينثر اسم القدس عبقًا مختارًا، وإن كان المكان مسلوبًا. هي إحدى نبضات الوطن الأسير، التي عملت خلال السنوات الأربع الأخيرة على إشهار ألق طفولته بإنشائها فرقة أطفال تشدو نغمًا، يرسم وردًا وطوق ياسمين على معصم كل فلسطيني. وتستضيف صحيفة فلسطين المخرجة فاطمة كمال الخطيب مديرة فرقة "فتافيت" الفنية للأطفال لتعرفنا على أحد أشكال الفن الفلسطيني الأسير عندما يرى النور على الفضائيات العربية، والتفاصيل نسوقها عبر الحوار التالي: [title]ناصرية المنشأ [/title] في بادئ اللقاء كان لابد لنا أن نتعرف إلى شخصية المخرجة الخطيب، من قرب أكثر، فهي فلسطينية من مواليد 1980م، ومسقط رأسها "كفر كنا" بمنطقة الناصرة شمال فلسطين المحتلة، وهي سيدة وأم لثلاثة أطفال. تهوى الخطيب كل ما له علاقة بالفن، ومنذ نعومة أظفارها في سن العاشرة من العمر كانت عضوًا في فرقة إنشادية، سقتها شهد الفن الملتزم حتى أغرمت بها، وسارت على دربه تطلب المزيد وتعطي المزيد والمزيد. وبعد زواجها أسست فرقة "فتافيت" من أطفال فلسطينيين في الداخل المحتل في عام 2002م، أما عالم الإخراج فدخلته عام 2010م، وكان أول (كليب) من إخراجها على قناة "فتافيت"، واسمه "على خير". وقالت: "كانت لحظات لا تنسى من التوتر والانتظار، خاصة أنه أول (كليب) للفرقة وسيبث على قناة فضائية، لكن بحمد الله وتوفيقه كان بداية ناجحة شكلت نقطة انطلاقي إلى هذا العالم، الذي لم أخطط لدخوله يومًا، ولكنه جاء قدرًا". وتابعت: "وبعد نجاح أول عمل قررتُ أن أخوض التجربة ثانية، وبدأت التدريبات في شركة إنتاج ضخمة تعمل على إعداد أفلام لقناة الجزيرة داخل الأراضي المحتلة عام 1948م، وبعد انتهاء دورة متخصصة في فن الإخراج أصدرت (كليب) "الدار داري"، وتوالت بعده (الكليبات)"، مستطردة: "وحاليًّا أستعد إلى إطلاق (فيديو كليب) رقم (10)". [title]تحديات وأمنيات [/title] وعن التحديات التي واجهتها عند الانخراط في هذا العمل، لاسيما أنها أول مخرجة "محتجبة" من الأراضي المحتلة عام 1948م، قالت الخطيب: "هي الصعوبات نفسها التي تواجه كل ما هو جديد، إضافة إلى كوني أول مخرجة محتجبة، الأمر الذي لاقى تأييدًا من بعض ورفضًا من آخرين". وأضافت: "مع المثابرة والثقة في العمل لا تبقى صعوبات أمام الإنسان"، لافتة إلى أنها لم تجد بيئة حاضنة لعملها حتى الآن. وتابعت: "لكني على ثقة بالله، وبأن جميع أحلامي وطموحاتي ستتحقق يومًا ما، ومنها حلمي بزيارة غزة"، مشيرةً إلى أن وقع الخبر على العائلة قد أحدث "ضجة جميلة"، خاصة أن أول عمل كان موجهًا إلى الأطفال، ونفذه أطفال من الداخل المحتل وبث عبر قناة فضائية. وعن جديدها في عالم الإخراج قالت: "هو العمل السياحي الفني في مدينة القدس، وهو عمل ضخم يحمل عنوان (عطر القدس)"، مشيرة إلى أنه عمل مصور يتحدث عن المناطق السياحية في المدينة المقدسة من أسواق وأماكن دينية كالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة.