25.55°القدس
25.51°رام الله
24.42°الخليل
26.32°غزة
25.55° القدس
رام الله25.51°
الخليل24.42°
غزة26.32°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: في شارع الشهداء ... تُهجر البيوت ويُسرق التاريخ

لم تكن قضايا التهويد والتفريغ من الاحتلال الإسرائيلي، وحدها هي ما تهدد البقاء الفلسطيني في بعض الأماكن، فهناك ربما مسببات أخرى يلعب بها الفلسطينيون دوراً، سواء بقصد أو دون قصد، لكنهم في النهاية يتركون الباب مشرعا للصوص لسرقة الأرض والتاريخ. بيوت الفلسطينيين في شارع الشهداء تشهد منذ فترة عدة محاولات لمصادرتها، أو محاصرة ما تبقى وصعب عليها مصادرته ، من خلال الأوامر العسكرية ووضع اليد تارة، وأساليب أخرى تارة أخرى ، وبات الأمر و كأنه حرب ضروس بين استماتة الأهالي في المحافظة على إرثهم، وتغول المستوطنين في سرقة هذا التاريخ ونسبه لهم . الحاج مفيد الشرباتي أحد المتجذرين في البلدة القديمة منذ ولد ، والذي عانى ويعاني من قطعان المستوطنين في كل لحظة من خلال سكنه في منطقة أحاط بها السرطان الاستيطاني من كل الجهات ، ترك وحيدا في الميدان، ليتقدم المواجهة دون نصير، فهو لا يملك سوى إيمانه بحقه في البقاء في بيت ولد وعاش وتزوج وأنجب أبناءه فيه. ورغم معاناته من إصابة في عموده الفقري تعرض لها خلال اعتقاله والتحقيق في سجن المسكوبية قبل ثمانية عشر عاما، وتفاقم وضعه الصحي مع اعتداءات المستوطنين المتتالية عليه والضرب على ظهره، خلال تصديه لهم في محاولاتهم لتهجيره من بيته، والتضييق عليه بمنعه من إضافة غرفة صغيره لمنزله الذي لا يتسع لعائلته ذات الأفراد التسعة ، وتعرض أبنائه للضرب ولمحاولات الاختطاف كما حدث مع ابنه " مروان "، إلا أنه ورغم ذلك يصر على الصمود و المواجهة. الحاج مفيد يقول "إن نقطة ضعفنا المواطنين وعدم تعاونهم في المحافظة على هذه المنازل، وتركها مشاعا للمستوطنين لسرقتها وتهويدها ، حيث يأمل الشرباتي بإسكان البيوت المحيطة بعائلات قادرة على التصدي ومواجهة المستوطنين. وعند سؤاله حول الدور الذي تقوم به الجهات الرسمية ، أوضح أن المحافظة والبلدية حاولت مع أهالي البيوت لكن دون جدوى، في ظل حالة من الخوف التي تتملك أصحاب هذه البيوت، والذين رغم تركهم لها إلا أنهم ما زالوا يخافون على مصالحهم الشخصية إن قاموا بإعادة إعمارها أو السكن بها أو حتى فتح المجال للآخرين للسكن بها والاستفادة منها . [title]الاعلام والدعم الرسمي مهم[/title] ودعا الشرباتي " الجميع لزيارتهم ليروا عن قرب وضعنا المحاط بالمخاطر في كل لحظة، أتمنى أن يزورنا الصحفيين والإعلاميين والفضائيات العربية،ويقوموا بالتواجد في المنطقة لرصد وتصوير الأحداث وعرضها للعالم". وأوضح" خلال أقل من نصف ساعة رصدت أكثر من ثلاث حالات اعتداء على المواطنين والمنازل من قبل المستوطنين، ولولا رباطة جأش سكان المنطقة ومعرفتهم بطريقة صد هؤلاء المستوطنين لكان حجم الاعتداءات أكبر بكثير". ويحتاج الأهالي" إلى تعزيز للصمود" حسب الشرباني الذي تمنى" أن يقوم المسؤولين بزيارة سطح بيتي لرؤية الدعم الذي يقدم للمستوطنين ابتداء من الخضار واللحوم انتهاء إلى أثاث المنازل في كل عيد لهم . واقترح الشرباتي بأن يتم صرف راتب شهري لأهالي المنطقة . ومنع المستوطنون المواطن الفلسطيني " من البناء في منزله من خلال التوجه للشرطة الصهيونية والإدارة المدنية ، حيث تحججت الأخيرة بأن اتفاقية الخليل تنص على منع البناء والتوسع للفلسطينيين ، فيما أكد الشرباتي حسب تعبيره بأنه مطلع على تفاصيل هذه الاتفاقية والتي لا يوجد اي بند فيها يساند ادعائهم . [title]الخوف سيد الموقف [/title] عيسى عمرو والذي يعمل كمنسق لشباب ضد الاستيطان ويقيم بشكل شبه دائم في المنطقة يقول بأن الأمر يحتاج إلى جهد رسمي وشعبي وحزبي لإعادة الحياة للبلدة القديمة عموما، ولشارع الشهداء تحديدا. وأضاف أن "الجميع لديه إجماع بأهمية المحافظة على هذه المنطقة بالتحديد ، مشيرا إلى علم الجهات الرسمية كلها بالوضع الخطير والمحدق بالمنطقة، في حين أن الردود التي يتلقاها عند التوجه للمسؤولين لا تتعدى عبارة ( ان شاء الله ) من باب التسكين ليس أكثر. وذكر عمرو على سبيل المثال بأنه منذ فترة حاول عمل فلم وثائقي قصير لتوضيح ونشر المشكلة إعلاميا ، وتوجه إلى أصحاب خمس عشر محل متضررين ومغلقين في شارع الشهداء ، حيث قبل التعاون معه أصحاب خمس محلات فقط،". وكان السبب المعلن أو غير المعلن هو خوف أصحاب هذه المحلات من البوح بالضرر اللاحق بهم جراء إغلاق محلاتهم ، حيث أنهم يخشون منع الاحتلال لهم من السفر أو سحب تصاريح الدخول إلى أراضي ما قبل 1948 ومصالح أخرى . وأكد عمرو أن هذه البيوت متروكة، ولا يوجد أي خطة رسمية لإعمار أو إسكان هذه المنازل،حيث يتم وضع اليد على هذه المنازل من قبل المستوطنين ، وتظل الأمور معلقة بيد القضاء الصهيوني لسنوات طويلة حتى يفصل بها، وتعود لأصحابها بعد اثبات عمليات التزوير في ملكيات هذه العقارات ". ويشير عمرو إلى أصعب تحدي يواجه هذه المنطقة هو ادعاء المستوطنين بأن الخليل مدينة يهودية ،وبالتالي فإن المشروع الاستيطاني متزايد ، وفي مقابل تقصير الفلسطينيين فإن التواجد الاستيطاني متزايد وبدعم حكومي قوي . وحذر من " خطة لزرع فئات مشبوهة من المجتمع في هذه المنطقة الحساسة من المدينة ، لتشويه صورتها ولجعل المواطنين ينفرون من السكن بها، وفي المقابل ترغيب السكان بترك منازلهم في المنطقة H2 والرحيل الى مناطق H1 التي تم تسويقها جيدا في أعين السكان لتصبح وكأنها عالم آخر. [title]الدور القانوني والشعبي [/title] عماد عبد الله حمدان مدير عام لجنة اعمار الخليل ، اعتبر استيلاء المستوطنين على المنازل الفلسطينية في البلدة عملا غير قانوني ،حيث تم بوضع اليد وبمناصرة من قبل الحكومة الصهيونية من خلال حماية الشرطة لهؤلاء المستوطنين . وأكد على أن لجنة الاعمار من خلال وحدتها القانونية، فإنها تقوم بالتصدي لهذه الاعتداءات بمساعدة المالكين الفلسطينيين، الذي يتم التحري عنهم والتنسيق معهم لدفع هذه السيطرة الاستيطانية . وتتمثل الخطوات القانونية في التوجه للشرطة والقضاء الصهيونيتان ، ورفع شكوى إزالة ضرر ، كما أن هناك دور سياسي يتم من خلال مخاطبة المسؤولين والجهات الرسمية الخارجية ". وأكد حمدان على أن اساس التصدي يتم من خلال العمل الميداني للجنة والمناصرة الشعبية ومساندة المجتمع المحلي حين ان هناك تعويل كبير على حركات التضامن . وبين شكاوى أهالي المنطقة ، والجهود الرسمية المبذولة الخجولة ،تظل معاناة اهالي وبيوت اللبلدة في الخليل قائمة ، تنتظر حلا قريبا يعيد المنازل لأصحابها ، والحرية لساكنيها، فيما يؤكد الجميع على أن الدور الشعبي هو الأهم، مما يعني أن هناك مسؤولية لا نبالغ إن قلنا بأنها فردية، ملقاة على عاتق كل فرد في مدينة الخليل خاصة ومحافظات الوطن عامة .