انجاز فلسطيني غير مسبوق، سطرته مدينة نابلس باحتضانها بطولة القدس الدولية الثانية للكاراتيه، التي اقيمت في الصالة الرياضية التابعة لجامعة النجاح الوطنية، بمشاركة محلية ودولية واسعة. حفل الافتتاح كان مشهودا، ونقل عبر الاقمار الصناعية للعالم أجمع، وشارك به بطلي العالم التركيين "اوكاي اربا" و"مسلم باشتورك" -الذين قادا معسكرا تدريبيا للمشاركين قبل انطلاق البطولة-، إضافة لممثلي أندية فلسطين في الكاراتيه وحكام البطولة، وممثلي مؤسسات المجتمع المحلي وعدد من الشخصيات الاعتبارية. واجريت المباريات وفق نظام الاتحاد العالمي للكاراتيه، بمشاركة حكام آسيويين ووطنيين مصنفين، ولأول مرة في فلسطين تم استخدام ساعات توقيت الكترونية لتحديد وقت المباريات، واستخدام نظام "السبورت داتا" العالمي. البطولة اشتملت على منافسات الكومتيه (القتال) والكاتا، وجرت المنافسات في ظل ترتيبات عالمية اعطت اللاعبين شعورا بانهم في بطولة العالم، من حيث التنظيم والتجهيزات. وشارك في البطولة 350 لاعبا ولاعبة من فلسطين والأردن وتركيا وبريطانيا وروسيا، حيث شارك نادي النجار الأردني ومثله اللاعب سيف ابو سرحان، ونادي بلدية اسطنبول، واللاعبة الروسية "سارة عمار محمد"، ولاعبان من المملكة المتحدة، بالإضافة لمشاركة 38 ناديا من مختلف محافظات الضفة الغربية. فيما حالت إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في منع عشرات اللاعبين والاندية من القدوم لفلسطين للمشاركة في البطولة، فقد سُمح للاعب أردني واحد فقط من أصل 75 لاعبا من المرور، كما منعت أندية من غانا والسويد وألمانيا من المشاركة بعد حرمانهم من التأشيرات. المنافسات استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل، وشهدت ندية واضحة بين اللاعبين، التي شملت ألعاب "الكاتا" ثم القتال الفردي والجماعي. وجمعت المباراة النهائية في فئة الرجال وزن -84، اللاعب التركي مسلم باشتورك، والفلسطيني عبادة دويكات، وعلى منصة التتويج تعانق المتنافسون، كما عانقت الميداليات اعناقهم، في جو سمت فيه الروح الرياضية، والفرحة بانجاح بطولة حملت اسم القدس وفلسطين. وفي ختام البطولة، حاز فريق أكاديمية الأقصى على المركز الأول في الترتيب العام، بعد حصوله على 12 ميدالية ذهبية، و14 فضية، و20 برونزية، في حل بالمركز الثاني نادي صور باهر من القدس بجنيه لـ9 ذهب و7 فضة، و2 برونز، وثالثا كان مركز الصمود في بلدة حوارة جنوبي نابلس، بـ4 ذهب و3 فضة. [title]بطولة القدس.. أهداف وغايات[/title] البطولة التي جاءت بمبادرة من أكاديمية الأقصى للكاراتيه تعد الأضخم فلسطينيا بما احتوت عليه من مشاركات ولاعبين واحتياجات أساسية وبمواصفات عالمية، من حيث القاعة المخصصة وشاشات النتائج والتحكيم بأدواته المختلفة وبتنوع الفئات المشاركة. رئيس اللجنة العليا للبطولة تيسير نصر الله، أوضح أن البطولة حملت اسم القدس، تضامنا مع مدينة القدس الشريف العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، التي تتعرض في هذه الأيام لهجمة إسرائيلية شرسة، كما أنها تؤكد أن الشعب الفلسطيني ومؤسساته بمختلف أنواعها قادرة على تنظيم نشاطات واخراجها بامتياز مشهود له، رغم كل الظروف التي يمرون بها. وتابع "هي رسالة للأمة العربية وللشعوب الآسيوية والعالمية أننا في فلسطين نشارك في بطولات عربية وعالمية، وآن الآوان أن يأتي المشاركون إلى فلسطين، حتى يكونوا خير سفراء لهذه القضية النبيلة". ودخلت البطولة ضمن بطولات الاتحاد الدولي للكراتية وبالتالي باتت اليوم بطولة دولية أسوة بتلك التي تنظم في مختلف أنحاء العالم. وعن هذا يقول رئيس الأكاديمية الحكم الدولي أمين بشارات -الذي حاز مؤخرا على الشارة الدولية في التحكيم- "أردنا ان نمنح الأمل والحرية للاعبينا الذين الآن يكبرون، ولشعبنا برمته، أن لدينا القدرة على تنظيم بطولات دولية، ولدينا حكام مصنفون واداريون ومدربون رائعون لهم بصمة رائعة من خلال مسيرتهم الوطنية لنشر هذه الرياضة". معربا عن تقديره للجهود التي بذلتها اللجنة الأولمبية برئاسة اللواء جبريل الرجوب في سبيل اعلاء اسم فلسطين عاليا في مختلف المحافل الرياضية الدولية، ولدعمهم المطلق للبطولة. وأشاد بشارات بالدور الكبير للأهالي في انجاح ونشر هذه الرياضة من خلال تعبهم ورعايتهم لأبنائهم، قائلا "نحن في الأكاديمية نؤمن بالشراكة التامة مع مختلف فئات المجتمع، وفي مقدمتهم الأهالي، ونسعى لتحفيز وتطوير أبنائهم على مستوى محلي ووطني وعربي ودولي، وإكسابهم الأخلاق الرفيعة والانضباط والاحترام والثقة بالنفس ومساعدة الآخرين". [title]ارتياح كبير[/title] بدوره، قال رئيس مجلس إدارة شركة الخلود للمفروشات فراس القتلوني إن شركته ترعى بطولة القدس الثانية للكاراتيه ضمن المسئولية المجتمعية لها، التي تسعى من خلالها أن تشارك مؤسسات الوطن في تنظيم العديد من المبادرات الوطنية بهدف إيصال رسائل سامية وهامة. وتابع القتلوني "رعاية البطولة جاءت ايمانا من شركة الخلود أن الرياضة الفلسطينية الفردية استطاعات ان تنافس في شتى محافل العالم، وتقدم انجازات لفلسطين من خلال الحصول على العديد من الجوائز والميداليات العالمية". من جهته، عبر اللاعب الأردني أبو سرحان عن إعجابه بما شاهده من تحضيرات وتنظيم فاق التوقعات، وتابع "لم نتوقع أن نشاهد تجهيزات في بطولة تقام في فلسطين على مستوى دولي بهذا الشل الرائع، سواء بالترتيبات اللوجستية أو المكان والأبسطة، وحتى منصة التتويج تحاكي تلك العالمية، وكذلك مستوى الجوائز، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على العمل بروح الفريق الواحد، فقد كانت أكاديمية الأقصى تعمل كأسرة وعائلة ولاعبين". [title]ختام يليق بفلسطين[/title] وبعد ساعات مضنية من العمل المتواصل، والتنسيق عال المستوى، والتنظيم الجيد، وصلت البطولة إلى محطتها الأخيرة.. حفل التتويج والختام. فبحضور المحافظ وممثل الجامعة وكافة المؤسسات الداعمة والراعية والمشاركة، جرى تتويج الحكام والمدربين والداعمين واللاعبين واللاعبات الفائزين بجميع الفئات العمرية للفئات الفردية والجماعية، كما تم تكريم طواقم الإسعاف والشرطة والأمن الوطني والخدمات الطبية العسكرية، وكل من ساهم في إنجاح هذه البطولة الوطنية. ووجه بشارات شكرا خاصا إلى المجلس الاستشاري في اكاديمية الأقصى وأسرة الاكاديمية ممثلة بالأهل واللاعبين واللاعبات والمدربين وجميع طاقم الاكاديمية، وكل من ساهم في توفير الراحة لجميع المدربين والحكام والمراكز المشاركة، متمنيا ان تقام هذه البطولة السنة القادمة على ارض القدس، شاكرا كل من ساهم ودعم وآزر هذه البطولة.