17.21°القدس
16.94°رام الله
16.08°الخليل
23.52°غزة
17.21° القدس
رام الله16.94°
الخليل16.08°
غزة23.52°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

خبر: القرآن يعلو بقارئه لأعلى المراتب في الدارين

كتاب الله هو الطريق الوحيد الذي يرشد الناس إلى أقوم السبل وأسلمها في الوصول إلى السعادة الحقيقية في الدنيا، ويبشرهم بالأجر العظيم يوم القيامة في حال امتثالهم للحق والقيام بالأعمال الصالحة، وذلك مصداقًا لقوله (تعالى): "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرًا كبيرًا", فما أثر تدبر القرآن على الفرد والمجتمع؟ [title]رفعة الفرد [/title] قال عضو رابطة علماء فلسطين د.جودت المظلوم: "مما لا ريب فيه أنّ الأخذ بالقرآن وتعلمه من صفات المؤمنين الصادقين، ومن واظب على ذلك فإنه يتنعم في رحمات الله، ويسمو في مقام عال في الدارين، روى أبو هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)". وبين أن ذلك أمر لاشك فيه؛ لأن القرآن رحمة وسكينة أودعهما الله في كتاب محكم، وأنزلهما على عباده المؤمنين، قال (سبحانه): "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ". وأضاف د. المظلوم: "وأهم خصلة يكتسبها المسلم بتعلمه وتدبره للقرآن هي حسن الأخلاق؛ نظرًا إلى الإرشادات والنصائح القيمة التي تتضمنها آياته الكريمة، وقد كان حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وسلم) خلقه القرآن، فكان مثالًا لطهارة الخلق ونبلها مع الأعداء قبل الأصحاب، وهذا ما يشهد به حديثه الشريف: (إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخرِينَ)". وأكد أن كتابًا يحوي كلام رب السماوات والأرض يتشرف به كل مسلم يسعى لمرضاة الله (تعالى)، ولابد لأصحابه الاقتباس من نوره وهديه المبين؛ فقد صح عن النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم) أنه قَالَ: "لاَ حَسَدَ إِلا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاء اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ"، وعن أبي ذر (رضي الله عنه) قال: قلت: "يا رسول الله أوصني"، قال: "عليك بتقوى الله؛ فإنه رأس الأمرِ كلِّه"، قلت: "يا رسول الله زدني"، قال: "عليك بتلاوة القرآن؛ فإنه نور لك في الأرض، وذخر لك في السماء". وبين د.المظلوم أن أبرز ما يستفاد من هذا الحديث الشريف معنيان: الأول أنه يعلو بقارئه والعامل به إلى أعلى المراتب في الدنيا والآخرة، والثاني أنه هداية ورشاد، يقول (تعالى): "قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ"، وهذا مرادف تمامًا لما قاله الصحابي الجليل ابن عباس (رضي الله عنهما): "ضمن الله لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة"، ثم تلا: "فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى". وتابع حديثه: "بهذه الفضائل والمزايا وغيرها كان القرآن قيمة روحية تطمئن معه النفس بالسكينة والرحمة، وتسمو ذات المسلم في رحاب الله ونوره العظيم، فاستحق أصحاب القرآن أن يتشرفوا بأن يكونوا أهل الله وخاصته، وما أعظمه من شرف!، جعلنا الله وإياكم منهم". [title]أثره على الأمة [/title] أما بخصوص أثره على الأمة والمجتمع فأكد د.المظلوم أن القرآن قبل كل شيء هو دستور الأمة وأساس نهضتها، وبه أخرجها الله من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، وهو بذلك تجسيد لسفينة نوح (عليه السلام) أمام أمواج الفتن العاتية، والضامن لعز الأمة وشموخها أمام تكالب الغرب عليها في هذا العصر. واستكمل: "فنحن بتنا _يا للأسف_ نعيش في زمن الانحطاط الفكري والأخلاقي، والتطاحن وانتهاك دم العبد والانغماس في الملذات والشهوات، فطلبنا الدنيا ونسينا الآخرة، واحتكمنا إلى غير ما أنزله الله (عز وجل) على عباده". وبين د.المظلوم أنه لذلك كان لابد من عودة المسلمين سريعًا إلى الارتباط بالله (تعالى) وهدي نبيه الأمين، ولن يتحقق ذلك إلا بالتمسك بكتاب الله المبين، وعده المرجع الرئيس للحكم والأحكام لبناء أساس متين لأمة تحتل مراتب الريادة بين الأمم ومواكبة للركب الحضاري العالمي. وختم حديثه: "فإذا كانت الأمة الإسلامية بأسرها مطالبة باتباع الرعيل الأول والسلف الصالح أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لسلامة دينهم وعقيدتهم ومنهجهم، ولشهادة الله لهم ورضاه عنهم؛ فإننا اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالتمسك بكتاب الله (تعالى) والاحتكام إليه، وتعلم مبادئه وأحكامه واجتناب نواهيه، وتدبر آياته؛ ففي ذلك سلامة من الفتن، وانتصار على الشهوة، وعلو للهمة ورفعة للدرجة".