10.01°القدس
9.77°رام الله
8.86°الخليل
15.9°غزة
10.01° القدس
رام الله9.77°
الخليل8.86°
غزة15.9°
الخميس 05 ديسمبر 2024
4.6جنيه إسترليني
5.1دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.6
دينار أردني5.1
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

لكل مجتهد نصيب

خبر: مشاريع السبع صنايع.. لا للبخت الضايع !

إنه أحد الذين فكروا في امتلاك مشروع خاص، ونتج عن تفكيرهم تنفيذ فكرة يتحدث الكثيرون عن حتمية نجاحها. يعتقد أن هناك الكثير من النصائح والخطوات التي ينبغي اتباعها لتصير خطوات أي مشروع "في السليم"، ويتحول الحلم إلى حقيقة. هو "عبد الحليم أبو زعيتر" الذي افتتح حضانة وروضة للأطفال، أسوة بالعديد من رياض الأطفال الكثيرة في قطاع غزة، والذي قرر أيضًا أن يروي قصته ليعطي بها خير برهان على ضرورة البحث والتقصي قبل إنفاق ولو شيكل واحد بغرض الربح. وعن أولى خطوات تنفيذ مشروعه على أرض الواقع فهناك العديد من الخطوات التي قام بها أبو زعيتر كقراءة الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة التي أراد افتتاح روضته فيها، وزيارة مشاريع مشابهة والاطلاع على العديد من الملفات التي تفيده أثناء إدارة المشروع، وماهية الفائدة المرجوة من هذا المشروع، وعمل دراسة حالة للأسر التي تعيش في محيط المشروع، تبيّن من خلالها بأن الأطفال بحاجة ماسة لمشروع يعتني بالطفولة. [title]نخبة من المدرسات[/title] أبو زعيتر قام أيضًا بعمل دراسة جدوى للمشروع، تبين كمية المصروفات والإيرادات، وكمية الأرباح المتوقعة كل عام، واعتمدها عند التنفيذ، وقام باستئجار المكان، وبالفعل بدأ المشروع؛ حيث قامت العديد من الأسر بتسجيل أبنائهم في الروضة، وكانت الأمور على ما يرام، وجهزت الروضة بأحسن ما يمكن من الأثاث، كما اختيرت نخبة من المدرسات الحاصلات على الشهادة الجامعية، ووفرت ألعابًا للأطفال لم تتوفر في روضة أخرى. وبرغم أن الأمور على الأرض كانت مختلفة نسبيًّا عما استعد له أبو زعيتر، إلا أن الخطوات التي اتبعها قبل التنفيذ ساهمت في تسهيل الأمور، وتلطيف حدة العقبات التي على رأسها افتتاح ثلاث روضات جديدة أغلبها غير مرخص، ولم تكن موجودة من الأساس في المنطقة المستهدفة. ويضيف أبو زعيتر:" لا أنكر أن المشروع تأثر بالمستجدات، لكن البحث والتقصّي الذي بذلته قبل البدء ساهم بشكل أبو بآخر في الحفاظ على حياة المشروع طوال السنة الدراسية الأولى، فلكل مجتهد نصيب، والناس قادرة على تمييز من يقدم الأفضل من حيث الخدمة وطريقة التدريس ومعاملة المدرسات للأطفال، وأنا مؤمن بأن البقاء للأفضل، إن طال صبره". [title]دراسة جديدة دقيقة[/title] وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهته في مشروعه الأول مقارنة بما توقعه، إلا أن أبو زعيتر قام مجددًا بافتتاح روضة جديدة في منطقة سكنه، اعتمدت على بحث وتقصٍّ جديدين واستشارات لمختصين ذوي علاقة. أما "رامز وادي" خريج قسم الصحافة من الجامعة الإسلامية، فسافر للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة لعدة سنوات، عاد بعدها لوطنه الأم ليفتح مشروعه الخاص ألا وهو مكتب تاكسيات. ويتحدث وادي عن مشروعه: "أنا مقتنع كل الاقتناع بفكرة مشروعي، لقد أتيت بها من خلال الواقع الذي أعيشه ومن خلال دراستي للعلاقات العامة، لأن مثل هذه المشاريع يمكن الاستفادة منها بشكل كبير في إنشاء علاقات مع كافة الناس، وأنا بطبيعتي اجتماعي، لذا فإن هذا المشروع يحقق لي فرصة الاختلاط بالجميع"، معتقدًا أن أي إنسان يريد البدء بمشروعه الخاص، فليتوكل على الله، ومن ثم يبدأ التخطيط، حتى يتسنى له التفكير جيدًا ويحدد مدى الاستفادة. لقد قام وادي من البداية بعمل دراسة جدوى طويلة الأمد دقيقة ومحكمة عن كل جوانب المشروع من حيث اختيار المكان، والإعلان، واختيار السائقين بدقة متناهية، وتحديد كمية الأرباح المتوقع الحصول عليها خلال الفترة المحددة، وغيرها. ويلفت وادي إلى أن كيفية التعامل مع العقول وأساليب تفكير الناس المتغيرة، والمزاجات المختلفة من زبون لآخر هي أبرز ما يواجهه من مشكلات، خاصة أنه يتعامل مع جميع فئات المجتمع. وادي الذي افتتح مشروعه منتصف يونيو المنصرف سعيد جدًّا بتجربته التي "تسير حسب الخطة التي وضعها لها"، مما يشعره بالرضى التام، خاصة أنه يدرك أن كل تجربة تحتاج إلى صبر كبير وإدارة جيده للنجاح، وهو ينصح الشباب فيقول: "في العمل الاقتصادي يتعلم الإنسان بأن عليه أن يفكر بعقله لا بقلبه، وأن يضع العاطفة جانبًا، وأن يكدَّ ويجتهد من أجل الحصول على لقمة العيش". [title]كمية الأرباح[/title] محمد مقداد البروفيسور في علم الاقتصاد والمحاضر بالجامعة الإسلامية ينظر إلى المشاريع الجديدة في غزة، على أنها مشاريع صغيرة جدًّا؛ أغلبها يعمل في مجال التجارة والخدمات، بالإضافة إلى أنها مشاريع عائلية أو منزلية يتم تمويلها ذاتيًّا، وقدرتها على التوسع محدودة، أما المشاريع الصناعية والزراعية فهي شحيحة جدًّا. ويرى مقداد أن الشباب الأذكياء يلجأون بالفعل إلى البحث والتقصي الذاتي قبل البدء بالمشروع، ويستشيرون الآخرين، ومن ثم يقررون مرادهم، ويبدؤون، فيما يلجأ آخرون إلى تقليد المشاريع الناجحة بدون دراسة فيكون مصيرهم الفشل في أغلب الأحوال. وفي الوقت الذي يشيد فيه مقداد بجهود كل من يتبع الخطوات السليمة لافتتاح مشروع، يؤكد على أن السياسة المتبعة في التقليد خاطئة جدًّا؛ لأن ذلك يزيد درجة المنافسة ويزيد العرض، وبالتالي تقل فرص النجاح ما يؤثر سلبًا على كمية الأرباح، كما تختلف فرص النجاح باختلاف المكان والزمان الذي تم فيه المشروع الناجح، ويرتكز نجاح المشروع إلى علاقات مديره الواسعة، وهذا ما لا يتوافر عند مدير المشروع الجديد. أما عن المعيقات التي تقف حائلا أمام طموح الشباب في مشاريعهم الخاصة فيقسمها مقداد إلى قسمين: معيقات ذاتية من الشباب أنفسهم تتمثل في ضعف روح المغامرة والإبداع، وضعف الثقة بالنفس وقلة التمويل الذاتي، ومعيقات خارجية تتعلق بالبيئة المحيطة مثل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عام 2006، وصعوبة السفر إلى الخارج، وضعف حركة الاستيراد والتصدير المرتبطة دائمًا بفتح المعابر، وصعوبة إدخال المواد الخام. وينصح مقداد الشباب بأن يختاروا المشروع الذي يناسب قدراتهم وخبراتهم وإمكانياتهم المادية والإدارية، وألا يقتصر اهتمامهم على الوظيفة الحكومية، بل عليهم الانتباه إلى فرص التوظيف الذاتي عبر المشاريع الصغيرة في حدود معرفتهم وقدراتهم الإدارية بالتعاون مع الجهات المعنية، مع ضرورة أن يقوم الشاب المستثمر بعمل دراسة جدوى محكَمة خاصة بمشروعه، حتى لو كان نسخة مكررة عن مشروع سابق ناجح، لأن التجربة الناجحة ارتبطت بوجود مدير وحجم تمويل مختلف وبمنطقة محددة وبظروف أخرى غير المتوفرة في المشروع المقلد، مما يعني تغير الظروف بالمطلق. ويطالب مقداد في ذات الوقت الجهات الحكومية بالقيام بدورها على أكمل وجه في مجال دعم الشباب والمشاريع الصغيرة، ولو بالنصيحة، حتى يعيش الشباب حياة كريمة ويكون قادرًا على توفير فرصة عمل لنفسه.