16.64°القدس
16.41°رام الله
14.34°الخليل
19.13°غزة
16.64° القدس
رام الله16.41°
الخليل14.34°
غزة19.13°
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
4.57جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.79يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.79
دولار أمريكي3.65

خبر: وفاء الأحرار 2، بقية الإنجاز ومؤشّر النديّة!

ما أن أكمل أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام مؤتمره الصحفي قبيل الإفراج عن الدفعة الثانية من أسرى صفقة (وفاء الأحرار) حتى تجلت أمامنا جميع مفردات التفوّق التي خطّها هذا الإنجاز العظيم لكتائب القسام، والذي ما عاد هناك شكّ بأنه انتقل بالمقاومة خطوات سريعة ومتقدمة في مسيرة بذلها المتواصلة. تحدّث أبو عبيدة عن تحرير نحو خُمس الأسرى في سجون الاحتلال عبر هذه العملية، وتطرّق لعوامل التفوّق المعنوية التي قيل وكتب عنها الكثير منذ إتمام الشقّ الأول من الصفقة وحتى اليوم، غير أن ما كان يستحق التوقف بالفعل هذه المرة هو التزام الاحتلال بالإفراج عن الدفعة الثانية في موعدها وبالعدد المتفق عليه، رغم أن كثيرين شككوا فيما سبق بإمكانية التزام الاحتلال بتنفيذ البند الثاني من الصفقة بعد تسلّم جنديه الأسير، كونه ظلّ حتى اللحظة الأخيرة من مراحل الصفقة الأولى يحاول المراوغة، ويسعى لمعرفة مكان أسيره في غزة، قبل أن يسلّم بأنه لا مفرّ من الرضوخ لإرادة المقاومة والنزول عند شروطها. إن التزام الاحتلال بإطلاق الدفعة الثانية لا يمكن يُقرأ إلا في سياق إذعانه وإقراره بأن المقاومة وتحديداً كتائب القسام باتت طرفاً مقابلاً وندّاً حقيقياً لحكومة الاحتلال، وأن التخوّف من تبعات الإخلال بالاتفاق كان الدافع الأهم وراء إنجازه كما تم الاتفاق سابقا. ولستُ أرى وجاهة كبيرة للرأي القائل بأن الوسيط المصري كان صاحب الفضل في إلزام الاحتلال بتنفيذ الشق الثاني من الصفقة. صحيح أن لمصر الرسمية دورها الذي بدا أكثر انحيازاً للحقّ الفلسطيني منذ سقوط نظام مبارك، وصحيح أن التغيرات على الصعيد العربي جاءت لصالح موقف المقاومة. غير أن حجر الزاوية الفعلي في إخضاع عنجهية الاحتلال وحمله على النزول عند معايير المقاومة هو صمود الأخيرة، وإصرار فريقها المفاوض على التمسك بمطالبه، واستعداد حماس بشكل عام لأن تدفع المزيد من التضحيات لقاء استمرارها في الاحتفاظ بجلعاد شاليط، بهدف إنجاز صفقة مشرفة توازي الثمن المقدّم منذ تنفيذ عملية الوهم المتبدد، وتليق بسابقة أسر جندي صهيوني داخل حدود فلسطين، والاحتفاظ به حياً مدة خمس سنوات. كان الجزء الأول من الصفقة هو لبّها الفعلي، ولذلك أصرّت حماس بأن يتم بالتزامن مع تسليم جلعاد شاليط، لكن الشقّ الثاني من الصفقة يحمل بقية الإنجاز، ويؤكد على أصالة منهج المقاومة التي تجد نفسها ملتزمة بالدفاع عن أبناء شعبها وحمل همهم مهما اختلفت أطيافهم، فمحصلة الصفقة تقول إن الفرحة دخلت أكثر من ألف بيت فلسطيني معظمها من حركة فتح التي كان وما زال خطابها الغالب منتقداً للصفقة ومبخساً من قيمتها، متناسية معنى تحرير 450 أسيراً من ذوي المؤبدات، إضافة للأسيرات، ومعنى تحرير 550 آخرين رغماً عن الاحتلال، وليس كبادرة حسن نية تقدّم للمفاوض الفلسطيني ليجبي الاحتلال مقابلها أثماناً أمنية باهظة. لن نبالغ إن قلنا بأن المقاومة الفلسطينية قد سجلت هذا العام إنجازها الأكبر على مرّ تاريخها، بعد إنجاز تحرير غزة ودحر المحتل عنها، وإنها تؤكد اليوم بشكل عملي على أنها في طور الصعود حتى وإن بدا للمتابع من بعيد بأن المقاومة تمرّ في مرحلة جمود، فالمقاومة مشروع متكامل وكبير وليس مجرد ردات فعل أنية ومشتتة، وهي كما تعبّر عنها كتائب القسام في غزة غدت طوداً شامخاً وبناءً راسخ الأساس، يحقّق الأهداف تباعاً، ويبعث أملاً أكيداً في نفوس الظامئين للحرية، بأن ساعة الفرج لا بدّ آتية، ما دامت هناك عزيمة ونيّة لتبديد الوهم مجدداً، ثم الوفاء للأحرار.