21.67°القدس
21.32°رام الله
20.53°الخليل
26.21°غزة
21.67° القدس
رام الله21.32°
الخليل20.53°
غزة26.21°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: هي الميدان يا حميدان

في خيمة استقبال أحد المحررين في الدفعة الثانية من وفاء الأحرار, وقف ذاك الرجل "المشمئز" من نفسه, شاربه ممشوق, سيجارته في فمه, والدخان يحيط أرجاء محيطه, يهز برجله على جانب الكرسي, فتصدر كندرته صوتاً على الأرض, كأنه منهمك في شيئ معين. وما أن بادر أحد الجلوس بفتح سيرة الصفقة حتى تحدث صاحبنا بسرعة فائقة تفوق سرعة الضوء, وأسهب في حديثه, ثم انتقل لأهم صفقات التبادل وتحرير الأسرى المحلية والعالمية, حتى وصل لصفقة وفاء الأحرار وبدأ يفند عيوبها, خطوة بخطوة, حتى شعرت أنا وصديقى أن هذا الرجل والده قد تخرج من كلية خطف الجنود الروسية قسم "فنون المفاوضات في روائع كسب الصفقات", وأنه هو شخصياً قد قام بعشرات العمليات على الحدود الايرلندية, والتركية والفلبينية, والفلسطينية, تبشرت خيراً أن صفقة أخرى قد تلوح في الأفق, فنكزت جاري بما دار في أفكاري، "يا جاري هل نحن على أبواب شاليط جديد" تبسم جاري قائلاً هذا الرجل مناضل بالهالة, فقلت كيف؟ قال " لا بعجبه العجب ولا الصيام في رجب" هذا سمع أن فصيله كان مناضلا في يوم من الأيام فصار ينادي بما نادى به فصيله؟؟ كأني لم أفهم أو لم أقصد أن أتعمق في فهم حالة الرجل بقدر اشمئزازي من انتقاده لهذه الصفقة, على اعتبار أن خروج أي أسير من السجون هو انجاز وفرحة للشعب الفلسطيني, ومن كان يتوقع أن تذعن إسرائيل لشروط الآسرين وتطبق الاتفاق بالكامل؟, أو أن تتمكن المقاومة من الاحتفاظ بشاليط على مدار سنوات خطفه دون أن تعرف إسرائيل بقوتها وأمنها ومأمونها مكان إختبائه؟. صاحبي ولست أنا من رد عليه فقال" هناك فرق يا سيدي بين من يخطف الجنود ليخرج الأسرى, وبين من يحمي الجنود ويسلمهم للاحتلال بدون مقابل كما في الضفة..؟؟ نظر إليه صاحب الدخان والشارب الممشوق, و"الكندرة" المهتزة المتلقلقة على بوابات الصفقات وقال: "شو كنوا مش عاجبك الحكي؟". قال له صديقي" هذا أقصى ما استطاعت تحقيقه المقاومة في هذه الصفقة, كما أنها لن تستطيع تحرير كل الأسرى, والمقدسات, ومنع الاستيطان, وطرد اليهود, وامتلاك السلاح النووي مقابل شاليط؟ نظر الأسير المحرر إلى الرجل بعد 12 عام من الاعتقال و قد بقى 6 أعوام أخرى وقال لصاحب الشارب الممشوق " هي الميدان يا حميدان, روحوا حرروا الأسرى تنشوف".