قبل أيام استطاع الدفاع المدني في احدى قرى جنين شمال الضفة الغربية ضبط أفعى بطول متر ونصف في باحة إحدى المنازل، وهو ما منع كارثة كادت تصيب افراد العائلة في حال تمكنت تلك الافعى من لدغ احدهم. ويشهد فصل الصيف من كل عام ارتفاعًا في حالات الإصابة بلدغات الأفاعي والعقارب، وبعضها يشكل خطراً على حياة الإنسان. لكن ألا يوجد مصل ضد لدغات الافاعي والعقارب؟ الجواب صحيح، لكن عدد الامصال المتوفرة في خزينة وزارة الصحة الفلسطينية قليل جدا ولا تكاد تفي بالغرض بسبب رفض الاحتلال تزويد المستشفيات الفلسطينية بهذه الأمصال. وفي حال كانت اللدغة من أفعى او عقرب سام قد يضطرون الى نقل المصاب الى مستفشيات الكيان الصهيوني لعلاجه هناك، وفي حال تأخرت اجراءات النقل والتنسيق لادخاله قد يلقى الملدوغ حتفه. [color=red][title]رأى الموت بعينيه[/title][/color] الشاب مصطفى زيادة من إحدى قرى نابلس تعرض الصيف الماضي للدغة أفعى سامة خلال تواجده في حديقة منزلهم كادت تودي بحياته. ورغم هذه المدة الطويلة إلا ان تفاصيل تلك القصة المريعة لا تزال عالقة في ذهنه. يقول "نقلوني بعد إصابتي مباشرة للمستشفى الوطني الحكومي في نابلس لتلقي العلاج، فكانت المفاجأة عدم توفر المصل الخاص بمعالجة لدغات الأفاعي، فنقلت إلى مشفى داخل الكيان المحتل". ويضيف "أدخلوني إلى غرفة العناية المركزة، فكانت المفاجأة الثاني، فقد التقيت بعدد من المصابين من مدن فلسطينية مختلفة جاءوا لذات السبب..". وبقي مصطفى تحت المراقبة الحثيثة لثلاثة أيام متواصلة قاموا خلالها بإعطائه خمس جرعات من المصل. تكلفة الجرعة الواحدة 13 ألف شيكل أي المجموع 65 ألف شيكل هذا غير المبيت والأدوية والصور. [color=red][title]حتى المصل.. بحجة أمنية[/title][/color] وزارة الصحة كانت تستورد الامصال من مصنع مصري لكنه أقفل أبوابه، فباتت تصل من مصنع "سيرل" الصهيوني الذي استغل حاجة الفلسطينيين ورفض إعطائهم المصل بحجة أمنية. وقالت الوزارة إن الكيان الصهيوني يريد أن يضغط على السلطة الفلسطينية حتى تستمر بتحويل تلك الحالات لمستشفياته كسبا لمزيد من الاموال كون فاتورة العلاج تكون باهظة جدا. ووزعت الوزارة "بروتوكولا" خاص على المستشفيات والمراكز الصحية بهذا الخصوص، جاء فيه "يرجى التأكيد على جميع الأطباء بضرورة الالتزام بالبروتوكول الخاص بلدغات الأفاعي الذي تم تعميمه على جميع المستشفيات ومناقشة وتدريب الأطباء عليه سابقا، حيث تم توضيح الحالات التي تحتاج إلى إعطاء الترياق وطريقة إعطائه، خاصة انه ليس كل حالة لدغة أفعى تحتاج إلى إعطاء الترياق.. علما أن الترياق المتوفر حاليا خاص بـ Anti – Vipra Palaestinae. [color=red][title]اعراض الاصابة[/title][/color] وتتفاوت أعراض الإصابة بلدغة الأفعى، وهي تبدأ بانتفاخ بسيط وحكة إذا كانت غير سامة، وقد يصاحبها تقيء وهزلان، لكنها قد تتطور إلى هبوط الضغط وضيق بالتنفس وفي بعض الحالات تؤدي إلى الوفاة. وبحسب المختصين فهناك اثنان وأربعون نوعًا من الأفاعي في فلسطين تنتشر في جميع المناطق, في الجبال والأغوار والساحل والمناطق الزراعية، منها تسعة سامة، أشهرها الأفعى الرقطاء الفلسطينية. ويطلق السكان القرويون على الأفاعي أسماء تختلف عن أسمائها العلمية, ويصفون الأفعى القصيرة السريعة بـ "الزعرة" فيما يصفون الأفعى السواء الطويلة بالحنيش. و"حيايا التبن" كما يقول بعض السكان عنها، هي تلك الأفاعي التي تعيش في التبن "محاصيل قشية مطحونة تستعمل لإطعام الحيوانات" لا تصدر صوتاً أثناء حركتها وتكون عضتها قاتلة. ويمكن معرفة السام من هذه الأفاعي من غير السام يكون من خلال شكلها الخارجي ولونها أو شكل رأسها فذات الشكل المثلث المتساوي الساقين هي السامة والقاتلة. ومن اشهر الأفاعي السامة في فلسطين هي: *الأفعى الفلسطينية: تلك الموجودة في معظم المناطق الجبلية وقد سجلت في مدينة أريحا. *أفعى السجادة: وتوجد في مناطق السفوح الشرقية والأغوار. *الأفعى الصحراوية: وتوجد في مناطق السفوح الشرقية والأغوار. *الكوبرا المصرية السوداء: وتوجد في منطقة جنوب الضفة الغربية.