جلس أبو حلمي مع زوجته وأبنائه السبعة بعد أن أشعل كانون الحطب ليعيش أجواء الرومانسية بطعم البطاطا المشوية بعد عناء يوم عمل مرهق. وبينما هم يقلبون حبات البطاطا على الفحم وأعين أطفالهم تتقلب من شدة النعاس همس أبو حلمي في أذن زوجته "لازم نعقد اجتماع الليلة على المستوى المصغر ونخطط ايش بدنا نعمل بالـ700 شيقل"... شخصت عيناي أم حلمي ونظرت إلى زوجها وكأنها تنازع الروح "ومن وين بدك تجيب الـ700 شيقل يا عمري" ... رد عليها بابتسامة –يمكن أعجبته كلمة عمري- "شكلك نسيتي إنه بكرة موعد صرف شيك الشئون". وبعد أن خلد الأبناء السبعة إلى النوم على "الفرشات" الثلاثة التي لا يملك أبو حلمي غيرهم في بيته المكون من غرفة وصالة تسللت أم حلمي إلى المطبخ وأعدت إبريق شاي وعادت إلى غرفة الاجتماعات. وفي طريقها أغلقت الأبواب والشبابيك وأشعلت "النواسة" وبدأ الاجتماع وقد سربت إلينا مصادرنا نصه كاملا... أبو حلمي: بكرة من الساعة 8 الصبح بدي أروح اصرف الشيك وبديش أروح على الشغل. أم حلمي: ممتاز. أبو حلمي: الله يرضى عليكي يا أم حلمي اكتبيلي كل الأغراض إلي بدك إياها علشان أجيبها وأنا جاي من البنك –زي الي عن صحيح-. أم حلمي: ما راح أنسى سجل عندك إيش بدنا غراض... جكيت لأبنك حلمي إلو من أول الشتاء بتناوب هو وأخوه على جاكيت واحد ... وبدنا كندرة لفتحي كندرته صارت متل الغربال... وبدنا "بلوزة" لخميس ما عندو إلا "بلوزة" وحدة... وابنك الشملول بدو كتب قال عده خلص الفصل في الجامعة وهو مش شاري الكتب... وبنتك بدها منديل وجلباب... ياريت كمان تجيب الك "بلطلون" لأنه البلطون الي بتلبسه اله من زمن الكنعانيين. قاطعها أبو حلمي: ولك ايش كل هالغراض هدول بدهم 700 يورو مش 700 شيقل مالك يا أم حلمي. أم حلمي: يلا هيني خلصت بس بدنا طحين وبدنا رز وبدنا فول وبدنا خضروات وبدنا عدس وبدنا سائل جلي ومسحوق غسيل. أبو حلمي: بس بس بكفي إن شاء الله بكرة الصبح بصرف الشيك وبجبلك إلي بقدر عليه من هالغراض وبعين ربنا. طلع الضوء عند الناس وعند أبو حلمي ما طلع شيء فتح عيونه وإذ "نواسة الاجتماعات" طافية.. نادى على مرته "يا أم حلمي مال النواسة شكلها خلص عمرها الافتراضي والاحتياطي"... ردت أم حلمي بصوتها الجهوري من المطبخ "لا بس اجو تبعون شركة الكهرباء من الصبح وقطعوا الخط عنا وعن دار أبو فلاح". سرح أبو حلمي في أفكاره بعد هالخبر "هذا إلي كان ناقصني شركة الكهرباء.. بدي أروح اصرف الشيك وأغرب على شركة الكهرباء أشوف إيش قصتهم". وما خيب خبر وبما إنه شقته ما بتصلها الشمس لبس متل العميان وراح على البنك صرف الشيك وراح على شركة الكهرباء وهي الي صار هناك: أبو حلمي :السلام عليكم. موظف الشركة: وعليكم احكي بسرعة. أبو حلمي: الكهرباء مقطوعة عن بيتي. الموظف: ادفع إلي عليك. أبو حلمي: الله يسامحك ليش أنا ملاقي آكل علشان أدفع كهرباء. الموظف: والله ما بعرف دبر حالك. أبو حلمي: ما في أمل ترجعوها والله الوضع صعب والحال على الله. الموظف: شكلك نسيت حالك في وراك جمهور من الناس ... والله يا أخي ما بنفع لازم تدفع أقل شيء مبلغ محترم علشان نرجعها. أبو حلمي: وقديش المبلغ المحترم ... رد عليه الموظف وكأنه عارف أنه ابو حلمي صرف شيك الشئون قبل شوي... "ادفع أقل شيء 700 شيقل بنرجعلك الكهرباء". تراجع أبو حلمي من الصدمة وبعد جولة خارج شركة الكهرباء أخد قراره وطلع كل إلي معاه ورجع على بيته ايد من وراء وايد من قدام و"يا فرحة ما تمت" ويارايت أبو حلمي ما حلم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.