خسائر فادحة لحقت بالمزارعين في مناطق الأغوار ومحافظة طوباس وبلدة طمون ومنطقة سهل "سميط" في وادي الفارعة وقرى شرقي جنين، جراء حالة الصقيع التي تبعت المنخفض الجوي الأخير. مراسل[color=red] "فلسطين الآن"[/color] جاب تلك المناطق، وتحدث إلى المزارعين الذين حلت بهم كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبلغت خسائرهم حسب تقديرات أولية نحو خمسة ملايين شيكل. فموسم المحاصيل المكشوفة كالبطاطا والكوسا والباذنجان وغيرها من الخضار أُتلفت عن بكرة أبيها. وسجلت جنين ثاني أكثر منطقة فلسطينية تضررت فيها الزراعة بشكل كبير نتيجة العاصفة القطبية "هدى"، بعد محافظة طوباس والأغوار الشمالية التي تجاوزت أضرارها 50%. هذا يضاف إلى المشاكل الكثيرة التي يعاني منها القطاع الزراعي، إذ يشكو الفلاحون من ضعف الرقابة على الأسمدة المستخدمة في الزراعة وأساليب الري الجائز وارتفاع سعر المياه، إضافة لضعف التسويق ومنافسة المنتجات الزراعية الإسرائيلية. [title]آلاف الدونمات [/title] يقول المزارع خالد زيد من جنين إن "موجة الصقيع هي الأكبر منذ عقود، ولم تفلح معها محاولاتهم حماية المحصول". "كما ان عددا كبيرا من الفلاحين تكبدوا خسائر مادية مباشرة وغير مباشرة، تمثلت بتطاير البلاستيك عن عشرات الدفيئات، واقتلاع عدد آخر، جراء الرياح العاتية، ما ألحق أضرار بالمزروعات داخلها". بحسب زيد. وأضاف أن المزارعين تكبدوا خسائر مادية بدفيئات زراعية مقامة على ما يزيد عن 300 دونم، ووصلت نسبة الخسائر في الخيار المزروع على مساحة تقدر بـ100 دونم إلى حوالي 95 %، والبطاطا إلى حوالي 80%، والبندورة إلى حوالي 40%. وبين أن ما يزيد عن 200 دونم في بلدتي برقين وعرابة مزروعة بالخضار تضررت جراء المنخفض بنسبة تراوحت بين 40-60%. أما المزارع محمود معين أبو ياسين من قرية وادي الفارعة شرقي نابلس، فأوضح أنه "رغم الاحتياطات التي أخذت، إلا أن المنخفض الجوي ألحق أضرارا بمحصولهم الزراعي، خاصة البندورة المزروعة على مساحة تزيد عن 1200 دونم". وأشار إلى أن ما يقارب من 1200 دونم من الدفيئات الزراعية تضررت بشكل متفاوت؛ من تدمير وتطاير أجزاء منها، إضافة لدخول المياه إلى بعض مخازن الثروة الحيوانية التي تضررت جراء ذلك. وأضاف أن نسب الأضرار تفاوتت حسب المحصول، إضافة لغرق بعض البيوت البلاستيكية بالمياه، كما أن هناك مزرعة نباتات طبية في منطقة الكفير تضررت وتأثر المحصول فيها بنسب متفاوتة. كما ان حالة الانجماد التي حصلت ألحقت أضرارا بالمزروعات خاصة القرع، والكوسا، والبندورة والخيار، واليقطين، وبعدد من مربي الثروة الحيوانية. إذ أن مساحات تقدر بأكثر من 500 دونم في سهل مرج ابن عامر مزروعة بالخيار والبندورة والفاصولياء والفراولة، تضررت جراء المنخفض. [title]الكارثة .. حلت [/title] ويشير رئيس جمعية طمون الزراعية محمد حسين بشارات إلى أن أكثر من 90% من زراعة الدفيئات -التي تزيد مساحتها عن خمسمائة دونم- تضررت بالكامل. ولفت إلى أن 2900 دونم من الأراضي الزراعية المحمية داخل الدفيئات تضررت بفعل موجة الصقيع، كما أن 5450 دونما من الأراضي المكشوفة أصيبت بالضرر ذاته، وهو ما راكم خسارة المزارعين بمدينة جنين وفاقم معاناتهم. وأشار إلى أنهم قدموا خدماتهم للمزارعين عبر برامج التوعية وطرق الوقاية من الصقيع وغيره، إلا أن انخفاض درجات الحرارة لما دون الصفر أصاب المزارع بضرر مباشر. وتابع بشارات "نتعرض كمزارعين للخسائر في كل عام، ولا نتلقى من السلطة إلا الوعود التي لا ينفذ أيٌّ منها، ولا نتلقى أية مساعدة، إلا بعض المساعدات البسيطة التي لا تذكر بالمقارنة مع حجم الخسائر، من بعض الجمعيات والمؤسسات الزراعية، ولا تعدو عن كونها لفافة نايليون بلاستيكي بدل التالف منها". ويؤكد بشارات أن "رئيس السلطة محمود عباس أقرَّ العام الماضي، تشكيلَ صندوق للكوارث الطبيعية، لتعويض المزارعين الفلسطينيين، بما يحل بهم من خسائر نتيجة الاحتلال والعوامل الجوية، وننتظر منه مدَّ يد المساعدة للمزارعين". [title]رد السلطة [/title] ومع إقرار المسئولين بقلة حيلتهم تجاه هذه الكارثة، وتأثيرها البالغ على القطاع الزراعي، لا يجدون أمامهم من حلول إلا بإحصاء الخسائر وتقديم كشوفات للجهات المانحة. يقول وكيل وزارة الزراعة الفلسطينية عبد الله لحلوح إن المناطق الشمالية في الضفة الغربية، وبالذات محافظة طوباس، هي الأكثر تضررا جراء المنخفض. وأوضح لحلوح أن 50% من الزراعات المكشوفة موجودة في طوباس والأغوار الشمالية، وأن معظمها تضرر، كما أن 60% من زراعتها المحمية (الدفيئات) تضررت بنسب كبيرة. وقال المسؤول إن أكثر من 1500 دونم من البطاطا أصابها التلف في طوباس، تلتها محافظات جنين وقلقيلية وطولكرم.