25.01°القدس
24.77°رام الله
23.86°الخليل
28.21°غزة
25.01° القدس
رام الله24.77°
الخليل23.86°
غزة28.21°
الأحد 06 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.72دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.34دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.72
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.34

خبر: "المدمرة بيوتهم" للحكومة: الإعمار أو الرحيل

لا زالت أنظار مئات الغزيين المدمرة بيوتهم جراء العدوان الإسرائيلي الأخير شاخصة ترقب من يهتم بأمرهم ويبني بيوتهم في ظل أمل منعدم وأفق قاتم يهدد مستقبلهم. ويعتري أولئك المشردين الإحباط واليأس جراء المناكفات السياسية الدائرة وتنصل حكومة التوافق الوطني من مسئولياتها وتأخير إعادة إعمار غزة. ودمّر الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة الذي استمر 51 يومًا أكثر من 10 آلاف منزل بشكل كلي فيما تضرر 30 ألف بشكل جزئي، في حين تجاوزت خسائر البنية التحتية وإعادة بناء المنازل المدمرة 5 مليار دولار. "[color=red]فلسطين الآن[/color]" استطلعت آراء عدد من المواطنين الذين أجمعوا أن الحكومة لم تغير من حالهم شيئاً بل فاقمت من مأساتهم رغم توفر أموال الإعمار. المواطن "أبو العبد الجعيدي" المدمر منزله شرق مخيم البريح وسط قطاع غزة أكد أن الحال الذي تعيشه أسرته بات أصعب من ذي قبل بعد أن تكدس أفرادها في إحدى زوايا البيت التي لم يطالها الضرر رغم عدم أهليته للعيش الآدمي. ويوضح أن اثنين من أبناءه المتزوجين اضطروا إلى السكن في بيوت الإيجار من جيبهم الخاص ولم تعد شققهم صالحة للسكن. ويدعو الجعيدي حكومة التوافق لأن تأتي إلى المخيمات والأزقة لتري بعينها حجم الكارثة التي لحقت بهم، منوهاً إلى أن صبره قد نفذ في ظل ألم وتشرد دون مجيب. أما المزارع "محمد أبو عيسى" من سكان المنطقة الحدودية فيؤكد أن من حقه العيش بكرامة وأنه غير راضِ أبداً عن دور الحكومة وتخليها عن مسئولياتها وتجاهلها لويلاتهم وعدم الشروع بتجريف ركام منزله وإعادة بناءه. ويقول بينما يلوح بيده: "شو الذنب الي عملناه علشان يصير فينا هيك؟! (..) شو ذنب المواطن المسكين الي تدمر بيته وما حد بيسأل عليه، حتى متى بدنا نصبر ؟ ملينا وزهقنا وسننفجر ولن نرحم كل من تآمر علينا". ويشير أبو عيسى إلى أن حالة من البؤس واليأس أصابت أسرته في ظل الإلتزامات الكبيرة الملقاة على عاتقه خصوصاً بعد تجريف مزرعته التي يحصل منها قوت يومه. وتابع "أرضي صبرت عليها سنين وتجرفت 3 مرات وبكل سهولة الجرافات تقتلعها وهي رزقتي الوحيدة وأصحا كل يوم وأحرثها وأزرعها لكنها مسحت كأن شيئاً لم يكن". ويوجه الأربعيني نداء استغاثة إلى الحكومة التي يعتبرها المسئولة عنه بأن تنظر بعين الرحمة إلى وضع أسرته المأساوي دون بيت آمن يأويها، قائلاً "إن لم يهمها أمرنا فعليها الرحيل". ويضم المتضرر محمد صيام صوته إلى من سبقوه، داعياً إلى تكوين جهات حيادية تتولى مهمة الإعمار بسرعة بعيداً عن ما وصفه "ويلات السياسة والحكومة". ويبين أن الأطراف السياسية إذا توفر لديها النية في التصالح وإنهاء الخلافات مع إرادة قوية على تجاوز الصعاب "ستنجح ويكون لذلك آثار إيجابية عليهم وسيتوحدون حينها لنجدتهم وإعمار بيوتهم". ويوافقه المواطن أبو شادي الرأي ويرى أن الحل الوحيد لمعاناتهم يكمن في تشكيل لجنة فصائلية من كافة الأطياف تضم لجان متعددة وتوفير بيئة مناسبة لعملها ووضع أموال الإعمار في خزينتها للبدء في بناء ما دمره الاحتلال. ويعتبر أن مواصلة الاحتلال إغلاق المعابر ومنع إدخال الأسمنت ومواد البناء يشكل عائقاً رئيسياً أمام إنفراج الأمور وتحسن الحال، داعياً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالوفاء بإلتزاماتهم والضغط على "إسرائيل" لتمكين إعادة الإعمار. كما طالب الحكومة بأن تتولي مسئولياتها بسرعة وأن تقف بجانب المتضررين وأن تتحسس حالهم الصعب وأن تبدأ بإعادة الإعمار فلم يعد الأهالي يتحملون صبراً أكثر. ويبقى المواطن الغزي أسيراً للمعاناة، تعصف به الظروف يوماً تلو الآخر، منتظرًا بفارغ الصبر الموعد الذي يحين لإعمار منزله المدمر، ولاسيما أن الحكومة لم تدير الأمور وهي منشغلة بعيداً عن قضيتهم.