29.44°القدس
29.21°رام الله
28.3°الخليل
31.13°غزة
29.44° القدس
رام الله29.21°
الخليل28.3°
غزة31.13°
السبت 03 اغسطس 2024
4.87جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.87
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.81

خبر: كيف واجهت الشرطيات هذه المواقف الطريفة؟!

"أحقاً عدّ الملح" أسلوب تعذيب؟!، كان سؤالاً طرحته على أحد زميلاتي في "جلسة فرفشة" حمعتنا، لتجيبني ضاحكة:أجل إنه أسلوب يُستخدم لدى الشرطة بهدف التعذيب النفسي للسجناء، حيث يقوم المحقق بوضع كمية من الملح في يد السجين، ويأمره بعدّه ذرةً ذرة، وأثناء العدّ يسأله أكثر من مرة كم ملحةٍ عددت، فإذا نسى العدد يجبره على العدّ من البداية، ولكي يتسلى أكثر ينفخ المحقق على الملح ليتطاير ويضع كمية أخرى منه ويجبره على عدّها ثانية". "عد الملح" وصعود "السلم" "وركوب "الدراجة الهوائية" المرسومان على الحائط أساليب عدة لطالما سمعنا عنها، وتلك واحدة من الجزئيات التي يبقى لدينا فضول لمعرفة إن كانت حقاً تطبق في عالم السجن..تماماً كما الحكايا والمواقف التي وددَنا أن نعرفها من الجهة التي تتعامل مع السجناء، لذا اتجهنا إلى الشرطة النسائية في غزة، لمعرفة بعض مما لدى عناصرها خاصةً أثناء فترة التحقيقات، مع التنويه أنهن رفضن الكشف عن أسمائهن: [title]هاربة من المصحة[/title] تلك المتهمة "المهرّجة" لا يمكننا أبداً أن ننساها"..كان ذلك أول ما قالته الشُرطية "أ.ض" وهي تهم بالضحك قبل أن تروي التفاصيل:"كنا ثلاث شرطيات كلّفنا وقتها باستجواب متهمةٍ بجرم أخلاقي، لكنها كانت نائمة، عندئذٍ هزّتها زميلتي من كتفها لتوقظها حتى نحقق معها، فلم تستجب، حاولت مرةً ثانية ولكن بلا جدوى، فلم يكن أمامها إلا أن توقظها بقوة، فجأة قفزت من السرير كقنبلة منفجرة، تصرخ وتشتم وتركض علينا، ودبت فيها قوة خارقة فحملت طاولة يصعب على الرجال حملها وقذفتنا بها". لم تتمالك الشُرطيات الثلاثة أنفسهن من الضحك من هول منظرها، كانت تزين وجهها بـ "مكياج كامل ألوانه فاقعة كأنها تستعد للذهاب إلى "فرح".. ولكن أي فرح يقُام الساعة الواحدة ظهراً!!، فمنظرها يثير الشكوك، وحينما بدأن في استجوابها أجابتهن"مش حاكية إشي إلا لما تجيبوا سيجارة". "لكن التدخين ممنوع فمن أين لنا بـ"سيجارة"..هنا تدخلت شرطيةٌ أخرى وهي "أم.م" لتقول:"هدّأت من روعها، وقلت لها: أرسلت الشرطي ليجلب لك سيجارة، ومن خلال اعترافاتها تبين أنها مريضة نفسيًا هاربة من المصحة، ودهشنا حينما بدأت بالتحدث إلينا بالعبرية، فتساءلنا: أي متهمةٍ مثقفة هذه؟!..ليتبين لنا أنها من فلسطينيي 48، وانتقلت بالسكن إلى رفح، وحينما أطلقنا سراحها وإذ بها تودّعنا بأغنية عبرية". لا [title]عواطف[/title] وتمر العديد من المواقف الصعبة والمحزنة وما أكثرها في "حقل الألغام"، تذكرها الشرطية "أ.س":"مواقف تنفيذ "أوامر الحضانة" لحظات تدمي القلب، ولاسيما أننا مضطرون بقوة القانون فإن نأخذ الأبناء من والدتهم وتسليمهم لأبيهم بعد بلوغهم السن القانوني، وهذا ما حدث معي ليلة عيد الأضحى حينما ذهبت لأنفذ أمر الحضانة، فوجدت الطفلة متشبثة بأمها وتجهش بالبكاء، ووالدتها تضمها بين ذراعيها بقوة وفي المقابل تقف الجدة منهارة من البكاء". وتكمل:"القانون لا يعرف العواطف، فأنا مكلفة بتنفيذ الأوامر دون عواطف، حاولتُ نزع الطفلة من أمها وهي تصرخ وترفض ترك أمها، حينها لم أتمالك نفسي وبكيت، فأن أنفّذ أوامر حضانة لأخذ طفلة من والدها إلى والدتها أهون علي من أخذ طفلة من والدتها لحضانة أبيها". ومن جهةٍ ثانية أكدت الرقيب أم رامي أن مهمة الشرطة النسائية ليست المداهمة والتحقيق مع المتهمات وعرضهن على النيابة لأخذ إفادتهن، بل دورنا إرشادي ودعوي ويتطلب منا مراقبة المتهمة بعد الإفراج عنها، كي نتحقق من مدى التزامها، بعد دعوتها وإرشادها لترك الرذيلة. وبينت أن الشرطيات لا تستخدمن أساليب "تافهة" كـ"عدّ الملح" أو حتى أساليب التعذيب بالضرب والتعنيف، بل يعتمدن على انتزاع الاعترافات بالحديث الراقي والضغط النفسي فقط.