17.21°القدس
16.94°رام الله
16.08°الخليل
23.52°غزة
17.21° القدس
رام الله16.94°
الخليل16.08°
غزة23.52°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

"ما محبة إلا بعد عداوة"!

خبر: هل يتحول العدو إلى "وليٍ حميم"؟

هل ما انكسر يمكن أن يعاد ترميمه وكأن شيئاً لم يكن؟.. وهل تحل المحبة من جديد بعد أن أصاب علاقة ما عطباً اسمه "الكراهية"؟ وماذا لو عاد إليك شخصٌ أخطأ في حقك كثيراً يريد القرب منك؟ وإذا ما حدث ذلك هل تبقى الغصة في القلب تراوح مكانها؟.. أسئلةٌ عدة تفرض نفسها في معركة الحياة حين تفتح جبهاتها، والجواب يختلف باختلاف الظرف وطبيعة الشخص أيضاً. [title]لا عصا سحرية [/title] يقول د. علاء اللقطة رسام الكاريكاتير إن الناس درجات في العداء، والأصل في علاقتنا أن نحسن إليهم جملة واحدة، ثم نترك نتيجة إحساننا للأيام، في حين أن العداء السطحي الناتج عن سوء فهم أو موقف أو جهل أو عدم معرفة فإنه سيزول بسرعة، ويثمر فيه الاحسان، لكن هناك نفوساً العداء متجذر ومتأصل فيها، غلبها حقدها وحسدها، وأذكى نارها، وعمى بصيرتها، فحولها إلى نفوس مريضة، وهذه -حسب رأيه- لا يثمر فيها المعروف أبداً. وبخصوص النفوس المريضة يوجه نصيحة بشأنهم:" هؤلاء وبعد تكرار الإحسان أنصح بتجنبهم والإعراض عنهم، والتعامل معهم يكون لضرورة قصوى ناتجة عن قرابة أو جيرة في حدودها الدنيا". وعلى صعيده الشخصي يشير د. اللقطة أنه لا يسمح لأي (كلاليب) أن تتخطفه من طريقه المستقيم أثناء سيره نحو تحقيق أهدافه وطموحاته. وأضح مقصده: "أعمد في كثيرٍ من الأحيان إلى الإعراض عنهم، وأجيد التعامل في الحلقة الضيقة المفروضة علي بالعلاقة معهم. ورأى أنه لا توجد عصا سحرية يتحول بها الأعداء لمحبين، هذه سنة الحياة وطبيعتها .. لم يخل بشر منها، والخطر أن يستطيع هؤلاء ثنيك عن نجاحك أو هدفك، وأبلغ رد عمن تجذرت العداوة في نفوسهم المزيد من النجاح". [title]لو بقيت الغصّة [/title] من جهةٍ أخرى، يقول أستاذ علم النفس الاجتماعي د. درداح الشاعر إن العداوات تنجم عن مجموعة أسباب تكمن في الحاجات الأساسية التي تثير الصراع وهي المأكل والمشرب والأمن وتأكيد الذات، إذ ينشأ العدوان على خلفية هذه القضايا. وأشار الشاعر إلى أن العنف الآدمي ظهر منذ أن خلق الله البشرية، فبالإضافة إلى الحاجات الاعتيادية السابقة فإن هناك حاجات نفسية تنزع إلى الجشع والحسد، ونتذكر قابيل حينما قتل أخيه هابيل، لأن الله تقبل من هابيل ولم يتقبل منه. وعن الطريقة المثلى ليصبح الأعداء أحباء لاسيما إذا كانوا من المفترض أن تجمعهم علاقة وطيدة يضيف الشاعر أن الله عز وجل علمنا قاعدة أساسية تتمثل في:"وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان"، أي أنه عن طريق تقديم الجميل، ومقابلة الإساءة بالإحسان، والإخلاص في النية لله من شأن ذلك أن يترك أثراً طيباً في القلوب التي أوغر فيها الغل. ويلفت أستاذ علم النفس الاجتماعي أنه لو توصل المرء إلى قناعة أن الود والمحبة لا تجدي نفعاً فليترك هؤلاء جانباً، مؤكداً أن القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيفما يشاء، ومن الممكن أن يتحول العدو إلى صديق. وبخصوص المثل الشائع:" ما محبة إلا بعد عداوة" فهو يعده من الناحية النفسية "أسلوب تعويضي" لأن الأطراف المتناحرة تريد أن تعوض ضغائن الماضي بودٍّ صافٍ مضاعف. ويضيف:" الواقع يمتلئ بقصص تحول فيها أخوة الدم إلى أعداء ألداء، وفي لحظات معينة يشاء الله أن تؤلف القلوب، لكن في حال بقيت الغصة في نفس الإنسان بعد المصالحة فمعنى ذلك أن هذه المحبة لم تكن مخلصة، وكما يقال الحب صورة في مرآة بمعنى أنه إذا أحب إنسان بشكل خالص لله عز وجل، فإنه لا يجب أن يتساءل هل سيحبني الطرف الآخر أم لا". ويوجه رسالةً في ختام حديثه لكل من نشبت الخصومة بينهم:"إننا سنعيش الحياة مرة واحدة فمن الغباء أن نحياها بشكلٍ خاطئ، والأصل أن نحياها بطريقة صحيحة نكسب فيها ود الناس، فهذه مزرعة الدنيا التي نتجه فيها للآخرة".