24.96°القدس
24.5°رام الله
26.08°الخليل
25.88°غزة
24.96° القدس
رام الله24.5°
الخليل26.08°
غزة25.88°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: المشهد اليمني

إنك إذا تحدثت في المشهد اليمني الآن أعيتك البداية، قبل أن تعييك النهاية. لست أدري من أين أبدأ بعد أن تدهورت الأمور على هذا النحو الذي أسفر عن استقالة الرئيس المؤقت، واستقالة حكومة الإنقاذ، أو حكومة الكفاءات؟!. اليمن السعيد لم يعد سعيدًا الآن. اليمن يعيش الآن مرحلة الفراغ وغياب الشرعيات. اليمن في أخطر مراحل التحول منذ مائة عام خلت. لا أحد يملك مفاتيح الحلّ بعد أن تكسرت المفاتيح، واستقالت الشرعيات، وبات القرار للرصاصة والبندقية. استقال رئيس الجمهورية عبد ربه هادي، بعد شعوره بالعجز عن مواصلة مهام منصبه، وقدم استقالته لمجلس النواب، الذي لا تعترف بشرعيته قوات الحوثي، مع أن الغلبة في البرلمان لحزب علي عبد الله صالح الرئيس السابق. واستقالت حكومة الكفاءات، وقدمت استقالتها إلى الرئيس هادي قبل ساعات من استقالته، وعليه يمكن القول: إن اليمن الآن يعيش ظرفًا صعبًا بلا حكومة، وبلا رئيس, بعد أن تبخرت المبادرة الخليجية. وفي المشهد من زاوية أخرى, أنصار الحوثي الذين يبسطون سيطرتهم على صنعاء العاصمة ومدن أخرى، بعد أن استولوا على ٨٠٪ من عتاد الجيش اليمني، وهم الآن يحاولون علاج حالة الفراغ من خلال تشكيل مجلس رئاسي يضم عناصر من الجيش، ومن اللجان الشعبية، ومن كفاءات وطنية، بينما تعلن محافظات وأحزاب أخرى عن رفضها للمجلس الرئاسي وتمسكها بالرئيس المستقيل. وفي المشهد الدرامي هذا، أعلنت محافظات الجنوب، ومنها: (عدن، وحضرموت، وشبوة)، الانفصال عن الشمال ورفضها لأي تعليمات تأتيها من العاصمة، ووجهت المؤسسات الجنوبية لتلقي التعليمات من المحافظين في الجنوب، ومن قيادة الفرقة الرابعة للجيش في الجنوب. وفي ظل هذا الصراع الدرامي متعدد المستويات، خرجت المظاهرات الشعبية المنددة باستيلاء الحوثيين على السلطة في العاصمة، وطالبتهم بالخروج منها، وإعادة ما استولوا عليه من أسلحة الجيش للجيش. في خضم هذا المشهد الذي يتجه نحو الصدام، ونحو التقسيم والتجزئة، تتفكك الدولة وتضعف مؤسساتها، مع الأخذ بالحسبان أن الدولة اليمنية لم تكن قوية في بسط سيطرتها والقانون على كامل التراب اليمني حتى في أحسن أحوال حكم علي عبد الله صالح. ما يعانيه اليمن الآن يرجع في بعض أسبابه إلى عوامل خارجية إقليمية ودولية، وقد عبر المحللون, بسبب ذلك, عن خشيتهم من نشوب حرب داخلية بالوكالة عن الآخرين. وهنا لا يمكن فصل المشهد اليمني عن محيطه العربي والإقليمي، ومعاناة هذا المحيط متنوعة، وهي مكونة من مجموعة متفاقمة من مبررات الصراع المذهبي والطائفي، إضافة إلى العمل الإسرائيلي القذر في كل صراعات المنطقة.