24.96°القدس
24.5°رام الله
26.08°الخليل
25.88°غزة
24.96° القدس
رام الله24.5°
الخليل26.08°
غزة25.88°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: القوة الأخلاقية باعتقال طفلة

عبر التاريخ؛ كانت الهزيمة تأتي من الداخل في المعارك الكبرى والمحطات الفارقة؛ التي صنعت التاريخ؛ وليس بقوة الأعداء مهما كان بأسهم وقوتهم؛ وكلما قويت الأخلاق لدى أي معسكر كانت النتيجة لصالحه؛ ومن هنا فإن ما يحصل في الغالب كان انتصار منظومة الأخلاق والحضارة الإنسانية الراقية برغم جبروت الطغاة وقتها، والأمثلة كثيرة. وجود طفلة أسيرة بعمر 14 عاما في سجون الاحتلال؛ دليل على فراغ الاحتلال وهزيمته القيمية والأخلاقية؛ فما الضرر الذي سببته أو كانت ستسببه طفلة صغيرة بحاجة للحماية والرعاية، وغير قادرة على حماية نفسها، ولا تدري ما يدور حولها؟!. لا قيمة للسلاح مهما بلغت قوته إن خلا من القوة الأخلاقية ومنظومة قيمية راقية تحكم استخدامه؛ وهو ما ينطبق على دولة الاحتلال؛ وهو سر فنائها القريب؛ فهي بلا أخلاق لقتلها المئات من أطفال فلسطين في غزة الصيف الفائت؛ وتلاحق طفلات صغيرات بمزاعم كاذبة من قبيل إلقاء الحجارة أو حيازة سكين. كل الحضارات والإمبراطوريات العظيمة انهارت وهزمت عندما تفككت الأخلاق لديها ولم يبقَ لها رصيد في العلاقة اليومية ما بين الناس أنفسهم، ولا بين قادتها، ولا بينها وبين خصومها وأعدائها في الخارج؛ ويكفي النظر والتأمل في دولة الاحتلال كيف أن الفساد ينخرها، وكيف أن ولاء جنودها صار للحياة ومتاعها، وليس لدولتهم المصطنعة في غفلة من التاريخ، وكيف يكذب "نتنياهو" بالقول إن جيشه الأكثر أخلاقية في العالم. كل يوم يجري استهداف للطفولة في كافة مناطق الضفة الغربية؛ من اعتقال أو جرح أو حتى قد يصل الأمر إلى القتل كما حصل مع الطفلة إيناس التي دهسها مستوطن وقت كانت راجعة من روضتها إلى منزلها. كما أن وجود الطفلة ملاك الخطيب في الأسر يشكل لطمة في وجوه من يدعون أنهم زعماء وقادة من العرب الذين يتغنون بالعروبة والإسلام صباح مساء؛ وكان الطفلة ملاك ليست طفلة عربية، ولا طفلة مسلمة من فلسطين المحتلة. ليضع كل واحد منا نفسه مكان ذوي الطفلة ملاك؛ وليكن مثلا مكان شقيقها أو والدها؛ وليتفكر كيف سيتصرف لو اعتقلت طفلته وهي ترتدي مريول المدرسة وهي ذاهبة إلى مدرستها من قبل جنود مدججين بمختلف أنواع الأسلحة؟!. لو كان هناك قيمة ووزن لـ12 مليون فلسطيني لدى "نتنياهو"، و300 مليون عربي؛ لما تجرأ على اعتقال طفلة. لو كان يعلم "نتنياهو" أنه باعتقال أطفال فلسطين سيدفع ثمنا لأنه اعتقلهم؛ ولكننا هنا على أنفسنا فتجرأ حثالة البشر على أمة المليار ونصف المليار من المسلمين؛ هم كغثاء السيل، لا يلون على شيء. صحيح أن دولة الاحتلال بلا أخلاق؛ ولكننا بحاجة لترميم أخلاقنا أولا؛ فنحن أولى بمنظومة أخلاقية راقية في مواجهة آخر احتلال في العالم؛ ولا تنقصنا؛ فهي موجودة أصلا وبحاجة للتطبيق، وليس من الأخلاق أن لا يكون هناك بواكٍ للطفلة ملاك وهي في الأسر؛ والاكتفاء بالشجب والاستنكار ولعن الظلام؛ بل يجب التحرك للضغط على دولة الاحتلال للإفراج عنها وهو أضعف الإيمان. نعم سيزول الاحتلال إلى مزابل التاريخ؛ وهو كلام مفكري دولة الاحتلال أنفسهم قبل أن يكون وعد رباني، وحقيقة جدلية تاريخية بزوال الطارئ الغريب وبقاء الأصيل؛ ولكن حتى يحين ذلك الوقت ؛ لا بد من تجميع الطاقات، وتوحيد الصفوف، وتقوية منظومة أخلاقنا قبل سلاحنا؛ وعدم ترك الميدان للمفسدين أو المغالين الذي لا يتكلمون إلا بالفاحش من القول.