غادر رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية معبر رفح الحدودي مع مصر ، إيذانا ببدء جولته الخارجية إلى عدة دول عربية (مصر و تركيا وقطر والبحرين وتونس ) بعد حصار سياسي واقتصادي على غزة زاد عن خمس سنوات. وعززت زيارة هنية قلق حكومة الاحتلال من النتائج السلبية للربيع العربي الذي أطاح بأنظمة كانت بمثابة "كنز إستراتيجي لإسرائيل" كما في مصر وتونس وليبيا. ووفق مراقبين فإن الزيارة هي ثمرة من ثمرات الربيع العربي وخطوة نحو كسر الحصار السياسي والاقتصادي المفروض على القطاع وتأكيد على أن القضية الفلسطينية عادت إلى حضنها وعمقها العربي والإسلامي الأمر الذي أثار قلقا صهيونيا. وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن اسماعيل هنية يخرج بصفته رئيسا للوزراء وسيستقبل بهذه الصفة لدى الدول التي سيزورها " لافتا إلى أنه ما كان له أن يخرج بهذه الصفة لولا التغيير الذي حدث في البيئة السياسية العربية" ، في إشارة إلى الربيع العربي خاصة في مصر. ورأى في حديثه ل[color=red]فلسطين الآن [/color]أن "الانزعاج الإسرائيلي" من الزيارة مرده إلى " الهدف الذي ربما يتحقق من ورائها وهو كسر الحصار السياسي على الحركة و قطاع غزة" إلى جانب الحصار الاقتصادي المتمثل بدعم إعادة إعمار القطاع الذي دمرته آلة الحرب الصهيونية عام 2008. وأوضح الصواف أن هنية سيناقش خلال زيارته ملف القدس وكيفية تقديم الدعم لهذه المدنية التي تتعرض لعمليات متسارعة من التهجير والتهويد من قبل الاحتلال. وقال هنية قبيل مغادرته معبر رفح ، إنه سيشارك في مؤتمر القدس العالمي المنعقد في العاصمة السودانية الخرطوم ، مؤكدا على العمق العربي والإسلامي في دعم القضية الفلسطينية. وأكد الكاتب الفلسطيني أن حماس الآن ومن قبل الربيع العربي وفوز الإسلاميين كانت "طلب الكثير من المؤسسات الدولية والعربية" . وقال " كانوا يخطبون ود حماس سرا وعلانية ، مستدركا "لكن مع صعود الإسلاميين والأهم هو التغيير للأنظمة التي كانت أداة من أدوات الإدارة الأمريكية وأحد أدوات حماية الاحتلال اعتقد باتت فلسطين هي الباب للدخول إلى العالم العربي وعلى رأسها القدس" . وأشار إلى أن " من يريد الدخول إلى العالم العربي " عليهم أن يدخلوا من باب فلسطين الذي يمثله القيادة الفلسطينية التي فازت بأغلبية في انتخابات عام 2006 " [color=red]جولة هنية..انفتاح بعد حصار[/color] بدوره ، نبه الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة إلى أن " السيد هنية الذي كان محاصرا قبل سنوات ويحظر عليه الخروج من قطاع غزة ، بات الطريق أمامه مفتوحا الآن من غزة حتى المغرب دولة واحدة بلاد واحدة عربية إسلامية ". ولفت الانتباه إلى قضية هامة وهي أن الدول العربية الآن لا "ترحب بهنية كشخص وإنما ترحب بالمقاومة التي يمثلها والتي كسرت الطوق وشقت جدار الصمت واجتازت الحدود حتى الساحات الخضراء وميادين التحرير واجتازت الحصار الإسرائيلي". ولم يستغرب خلال حديثه[color=red] لفلسطين الآن [/color]"الخوف والقلق الإسرائيلي" من الزيارة الأولى الرسمية لهنية منذ فوز حماس في انتخابات 2006 ، وقال "(إسرائيل) كانت ترتعد وتغضب من هذه الزيارة ، هي كانت ترتعد من حماس وهي حركة المقاومة محظورة في غزة فكيف هي اليوم تستقبل في تونس ومصر ودول عربية عدة ، المقاومة لم تعد تقتصر على البندقية والقذيفة بل امتدت صواريخ بعيد ة المدى وجيوش عربية تستعد للزحف إلى فلسطين ". وأضاف أن "الخوف من انعكاسات هذه الزيارة التي تؤكد أن قضية فلسطين تمس كل العرب والمسلمين هو ما يخيف إسرائيل ، وشدد على أن "حماس لم تعد محاصرة الآن هي التي تحاصر أعدائها جميعهم تحاصر إسرائيل والخط التفاوضي ".