22.23°القدس
21.99°رام الله
21.08°الخليل
22.19°غزة
22.23° القدس
رام الله21.99°
الخليل21.08°
غزة22.19°
الإثنين 21 ابريل 2025
4.89جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.19يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.89
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو4.19
دولار أمريكي3.69

خبر: "فضفضات" الزوجة تصبح حمماً تصب في أذن "الحماة"

يعاني بعض الأزواج من فضفضة زوجاتهم لما يعتبرونه (أسرار الزوجية) لوالداتهن؛ مما يؤرق الزوج ويثير غضبه وقد ينتج عنه الهجر ولربما الطلاق؛ دون أن يعوا أنهم يدفعون بزوجاتهم إلى ذلك بسبب صدهن ومنعهن من الحديث. هذه المشكلة طرحت على عينة عشوائية عبر "الفيس بوك"، لنستطلع آراءهم وكيف السبيل إلى حلّ هذه المشكلة؟، وهو ما يجيب عنه المرشد الاجتماعي صالح العتيبي. [title]الثقة معدومة [/title] يبدو أن جسر الثقة بين "آدم" و"حواء" مهزوز، حيث إن العينة التي استطلعنا آراءها كانت نظرتها لحواء سلبية؛ وجميعهم أبدوا آراء تنمّ عن انعدام الثقة بها، ومن بين هذه الآراء نختار ما قاله محمد فضل، شاب أعزب في الـ25: "هذا الأمر في دم النساء, وإن كانت هناك نماذج قديمة من الصالحات إلا أن زمنهن اندثر, والتطور التكنولوجي له من المخلفات السلبية على عقولنا ما وصل بنا إلى هذا الحال". أما رضوان سليم، وهو متزوج ووالد لطفلتين, فيرى أن النساء لا يستطعن حفظ سرّ أبدًا, وهو مؤمن بمقولة: "إذا قالت لك المرأة: (سرك في بئر), اعلم أن الجميع سيشربون منه"، مضيفًا: "هكذا حال النساء". بينما يرى عماد عبد الله -شاب أعزب- أن سيكولوجية الرجل والمرأة هي من العلوم الإنسانية التي لا تتغير إلا بشكل طفيف جدًا على مرّ الزمان، وأن من عاش تجارب غيره فكأنما أضاف سنوات إلى عمره، وهو ما يعطي الشباب الكثير من الخبرات عن النساء قبل أن يقعوا في شَرَك الزواج". أبو ناصر خمسون عامًا، كان صاحب تفكير نسمّيه علميًّا (مقلوب), إذ يرى أن حواء إنْ أفشت سرَّ زوجها لوالدتها تستحق الهجر بتركها عند أهلها حتى يملّوا منها ويرسلوها لزوجها ثانية, وعندها هو من سيسمع القصص عنهم لا العكس. بينما أحمد مصطفى, وهو والد لأربعة أبناء، كان له رأي مختلف، إذ يقول: "ليس بالضرورة أن تلجأ حواء إلى والدتها, فلعلها تكون أكثر ذكاء مما نعتقد فتلجأ إلى نظام (التطنيش) ولربما (التطفيش)". [title]الحلّ بالاحتواء [/title] أما نصيرات حواء فرأين الموقف من زاوية مختلفة، فهذه سلام محمد والدة لطفلين، تقول: "إن وجدت حواء مَنْ تفضفض له فلن تلجأ لآخر، وأرجو ألا تنسوا أنَّ أُمّنا خديجة هي أول من حفظ سرّ نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ووالدة نبي الله موسى عليه السلام وشقيقته حفظتا سرّه، وبعيدًا عن هذه الأمثلة التي في واقعنا الكثير منها؛ لكننا للأسف لا نرى إلا نصف الفارغ من الكوب". بدورها، رأت جويرية عمر، وهي والدة لطفلة، أنه في وقتنا الحالي تغير مفهوم الرجولة لدينا، لدرجة أنِ اعتقد الرجل الشرقي بأن عدم الحديث والخوض في تفاصيل حياته من قبل زوجته هو الأمر الأساسي؛ وتناسى أن لأهله عليه حقًا أن يحادثهم ويتكلم معهم ويعرف منهم، خاصة أن طبيعة المرأة تحب الحديث، فإن لم تلجأ لزوجها فلمن تلجأ؟. من جهتها رأت سوزان محمود، وهي أم لطفل واحد، أن أقل الضرر أن تلجأ حواء إلى والدتها أفضل من أن تلجأ لآخر، وقالت: "أعتقد بأنه علينا بذل الكثير من الجهد لتغيير الموروث الثقافي والعادات والتقاليد لدى الرجل؛ ليستوعب أنه يجب أن يسمع لزوجته، وهذا دور لا يكون فقط للرجل أو للزوجة, بل يمتد لكافة شرائح المجتمع في المساجد والخطب والندوات والإعلام". [title]خصوصية [/title] المرشد الاجتماعي صالح العتيبي، رأى أنه لا بدّ للمجتمع أن يعي أن للحياة الزوجية خصوصية معينة، وقواعد مهمة يبنى عليها البيت الأسري، وعلى سبيل المثال؛ الاحترام والتقدير والثقة والتضحية والعطاء, جميعها قيم نبيلة بين البشر وتسمو عندما تكون بين الزوجين. وقال: "لكن هناك مبدأ مهم وهو مبدأ السرية؛ فلنا جميعًا أن نتخيل أن هناك زوجين بينهما الاحترام والتقدير والثقة وغيرها من القيم السابق ذكرها, ولكن لا يوجد بينهما مبدأ السرية في خصوصيات حياتهما سواء بقصد أو بغير قصد من أحد الطرفين, فكيف ستكون حياتهما الزوجية؟!". وتابع: "في اعتقادي أشعر أنها ستكون بلا قيمة, خاصة إذا كانت تحترمني وتقدرني ولكن جميع ما بيننا يخرج للناس ويعلمون به، وللأسف أن الكثير من الأزواج لا يدركون خطورة إفشاء السرّ". [title]احذروا التقليد [/title] وأكد العتيبي أنه حتمًا عندما يفشي أحد الوالدين سرًّا من أسرار البيت, سيكون هناك من يقلدهم في السلوك السيئ وهم الأبناء، والأدهى من ذلك مما سيتسبب به من مشاكل بين الزوجين, ومن خلافات ربما تصل إلى حدّ الطلاق". وفي معرض رده على سؤال صحيفة "فلسطين", كيف نتصرف عندما يفشي أحد الزوجين سرًّا من أسرار المنزل؟، أجاب: "هناك الكثير من الأزواج يحتاجون لمعرفة أن للبيت الأسري قواعد مهمة لا بدّ أن يعملوا بها طوال حياتهم, وأولها مبدأ السرية؛ ويجب أن يتفق جميع الأزواج دائماً على عدم إفشاء أسرارهم الزوجية خارج نطاق المنزل، وأن تبقى هناك دائرة خاصة بين الزوجين لا يجب أن يدخلها أحد". ولمعالجة حالة إفشاء السرّ بين الزوجين، قال: "علينا أن نعمل بما فعله الرسول الكريم عندما أفشت إحدى زوجاته بسرٍّ بينهما، ماذا فعل عليه الصلاة والسلام؟ كشف لها عن جوانب من الموضوع ولم يستقصِ؛ ترفقًا وتكرمًا وإبقاءً للود بينهما، بمعنى أنه ذكر القصة وعاتبها عتابًا دون جرح أو توبيخ للمشاعر, عليه أفضل الصلاة والسلام". وتابع: "إذًا, المواجهة أولاً دون الدخول في التفاصيل (أنا وأنت..), وعدم شخصنة الأمور (أنت كذا وأنا كذا)، فقط ذكر الموضوع الأساس دون الدخول في التفاصيل, ثم الاتفاق بعدم التكرار، ولذا نحتاج لرفع مستوى الوعي بين الزوجين لمثل هذه القواعد السابق ذكرها".