سبعة لاعبين أساسيين من فريق "بيت أمر" داخل سجون الاحتلال، لا كرة تجمعهم ولا ملعب، صوت المشجعين اختفى، وإرشادات المدرب لا تأتي إلا عندما يضعون رؤوسهم على البرش (السرير في السجن). والمعتقلون هم: عيسى عوض (الحارس الأساسي)، محمود عوض (قلب الدفاع)، أيمن إخليل (المدافع الأيسر)، وهيب علقم ومحمد إخليل (وسط الملعب)، مؤيد طومار (مهاجم الفريق)، رشيد عوض (المهاجم)، وجميعهم تتراوح أعمارهم بين (19-25) عاما، اعتقلتهم قوات الاحتلال خلال الأشهر الثلاثة الماضية على فترات متفاوتة بعد مداهمة منازلهم في بلدة بيت أمر شمال الخليل، وإخضاعها للتفتيش والتنكيل بالأهالي. رئيس نادي رياضي "بيت أمر" إياد خليل أوضح، أن محكمة الاحتلال لفقت للاعبين السبعة لوائح اتهام أمنية، حكمت إثرها على اللاعب محمود عوض بالسجن سبعة أشهر ودفع غرامة بقيمة أربعة آلاف شيقل، وحكمت على اللاعب وهيب علقم بالسجن لسنة ونصف ودفع غرامة مالية، مشيرا إلى أن محكمة الاحتلال وجهت لوائح اتهام للاعبين الآخرين، ولكن لم تصدر بحقهم أي حكم حتى الآن. وأكد خليل على أن اعتقال اللاعبين السبعة هو استهداف للنادي ولبلدة بيت أمر، التي تعاني الأمرين لموقعها الاستراتيجي بين مدينتي بيت لحم والخليل، والذي جعل منها أكثر نقاط الاحتكاك مع الاحتلال حيث تندلع فيها مواجهات يومية بين أهالي البلدة وجيش الاحتلال. وبيّن، أن غياب اللاعبين السبعة الأساسين عن الفريق لا يترك فجوة فقط بينهم، بل دمر معنويات اللاعبين الآخرين والهيئة الفنية والإدارية في النادي الذي تأسس عام 1983، ويعد فريقه من أقدم الفرق الرياضية في فلسطين. ولفت خليل إلى أن الفريق ارتقى؛ لينافس في الاحتراف الجزئي وسجل أهم انجازاته العام الماضي، وسعى لتطوير مستواه وقدراته هذا العام، داعيا لاحتساب هذا العام عام أبيض للفريق بحيث لا تحتسب أي نقاط سلبية أو ايجابية له، والحفاظ على مستواه الرياضي؛ نظرًا للظروف التي تعرض لها. وأوضح أن نجم الفريق مؤيد طومار المعتقل الآن في سجون الاحتلال من أهم العناصر في النادي وكان مرشحا للانضمام للمنتخب الفلسطيني، كما أن النادي يخرج دوما أفضل للاعبين للمنتخب الفلسطيني والفرق الرياضية الأخرى. وأشار خليل إلى أن الفريق خاض مباريات العام الماضي مع عدد من النوادي في الدرجة الأولى من دوري الضفة المحتلة. وأضاف أن الاعتقال اللاعبين يشكل عبأ ماديا على النادي أيضا، والذي يتكلف بـ(16) ألف شيقل شهريا كأجور للاعبين، مشيرا إلى أن الحصول على لاعبين جدد في النادي أمر صعب جدا في ظل الظروف المادية التي يمر بها النادي وانحسار الداعمين له. وبالرغم من اعتقال اللاعبين الأساسين في فريق بيت أمر إلا أنه استطاع في الأيام الماضية خوض عدد من المباريات مع هلال أريحا، والقوات، والسموع، رغم عدم وجود اللاعبين السبعة، مشيرا إلى أن خوض هذه المباريات كانت بغاية. وأكد خليل على النادي سيعقد عددًا من الاجتماعات مع اللجنة الأولمبية والشخصيات الرسمية والسياسية في محاولة لإيصال صوت الفريق للفيفا؛ لتضغط على الاحتلال في الإفراج عن اللاعبين السبعة، في ظل عدم تحركها حتى الآن. وقال: "بالرغم من كل الظروف فلن تنكسر مجاديف النادي، سنبقى في الميدان الرياضي وسنواصل طريقنا وصولا لتحقيق أحلامنا، وسنسمع صوتنا للعالم أجمع".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.