تلوح الأعشاب والنباتات البرية في الأفق ككابوس يأرق الفلاح الغزي، الذي لا يزال يعاني آثار العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. عشبة "جزر أبو علي" بدأت تظهر بكثافة بين محاصيل القمح، وتتكيف بيئيًا وبيولوجيًا معه؛ مما يساعدها على التكاثر في الظروف الحقلية، وتسبب معاناة للمزارعين وأضرارًا بمحاصيلهم. [color=red]تكلفة باهظة[/color] بين ثنايا حقول القمح يتجول المزارع الشاب؛ ليرعى سنابل حقله، ويعتصره الألم إثر تعرض محصوله والأراضي المجاورة لأمراض غريبة بدأت تطفو على السطح مؤخرًا. المزارع "إياد الحواجري" (23 عامًا) من سكان مخيم البريج، وسط قطاع غزة، قال في حديثه لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]": "نمر بمرحلة صعبة جداً بعد العدوان الإسرائيلي الأخير علينا الصيف الماضي؛ فالاحتلال دمّر المزروعات، بعدما ألقى آلاف القنابل، التي نثرت كحلها في التربة". وتابع "ندفع تكاليف باهظة؛ لنبقى صامدين في أرضنا رغم محاولات المحتل إبعادنا عنها". وبيّن المزارع الحواجري أن أسعار الأسمدة الكيماوية ارتفعت بوتيرة جنونية؛ ففي السابق كان الفلاح يشتري "50" كجم سماد بـ"70" شيكل، أما الآن فيدفع "110" شيكل ليحصل على "25" كجم فقط. [color=red]معاناةٌ لا محدودة[/color] وأكد الحواجري أن معاناته لم تقتصر على غلاء الأسمدة حتى داهمته الأعشاب، التي لم يجد لها حلاً, مرجعاً أسباب نموها الغزير إلى سقوط صواريخ الاحتلال الممتلئة بالمواد الكيميائية شديدة السمية في أراضيهم. وأشار"هذه الأعشاب تتطفل على المزروعات، وتنافس المحاصيل على الغذاء والماء والضوء؛ مما يلحق بها أضرار بالغة". وتابع: "لم نترك طريقة لمكافحتها إلا استخدمناها حتى أصابنا العجز"، مطالباً مهندسي الزراعة بزيارة المناطق الشرقية؛ ليساعدوهم على إيجاد وسائل مثلى للقضاء عليها. [color=red]مطالب عادلة[/color] وطالب الحواجري وزارة الزراعة والجهات المختصة بتقديم العون للمزارعين؛ لمساعدتهم على الصمود والبقاء في أراضيهم ومجابهة الاحتلال النازي. وناشد الفلاح الشاب المؤسسات، التي تعنى بالزراعة؛ للمساهمة بقدر الاستطاعة في توفير بعض المستلزمات الضرورية كالأسمدة والأدوية والبذور، التي تعوض المزارعين شيئا من خسائرهم، معتبرًا بقاء الفلاح في أرضه مقاومة لغطرسة الاحتلال.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.