17.8°القدس
17.79°رام الله
16.64°الخليل
22.85°غزة
17.8° القدس
رام الله17.79°
الخليل16.64°
غزة22.85°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: العالم المنافق بين ملاك...وملالا

في أجواء عاصفة وقارسة البرد، وبينما كانت الشمس تختفي خلف الغيوم خجلا من افعال بني صهيون، خرجت ملاك وهي تحمل كيسا صغيرا وضعت فيه ما تيسر من أمتعتها البسيطة، حيث لم يسمح الاحتلال لعائلتها منذ اعتقالها بزيارتها أو إدخال الملابس أو الكتب المدرسية لها عبر المحامين رغم ان الاعتقال دام شهرين مؤلمين في سجن هشارون البغيض. ملاك الخطيب (14 عاماً)، اُعتقلت بشكل وحشي وهمجي أثناء عودتها إلى منزلها ببلدة بتين قرب رام الله وسط الضفة يوم 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي بذريعة كاذبة مفادها ان ملاك الطفلة البريئة "ألقت الحجارة على "إسرائيليين" وانها كان لديها سكين". ملاك تم التحقيق معها لوقت طويل، وسط ظروف اعتقاليه صعبة وأوضاع داخل السجون الصهيونية مزرية. أربعة جنود صهاينة مدججين حاصروا البراءة المتمثلة في الطفلة ملاك لدى خروجها من مدرستها بعد الامتحان الأخير في الفصل الأول، وقاموا بمهاجمتها بوحشية وإلقائها على الأرض كإرهابي فار وقاموا بتقييدها بشدة ومن ثم اعتقالها وإلقائها ككومة مهملات في مركبة عسكرية خرساء. وفي مركز تحقيق "بنيامين" خضعت ملاك الطفلة للتحقيق لمدة ساعتين من دون حضور عائلتها، ورُحلت بعد ذلك مباشرة إلى سجن هشارون المخصص للأسيرات الفلسطينيات قرب تل أبيب عاصمة الاجرام الدولي. اضافة للاعتقال الذي دام شهرين قاسيين، تلقت الطفلة البريئة حكما بما يعرف "وقف التنفيذ" لمدة ثلاث سنوات تفرض عليها إذا عادت لأي نشاط. خلال الشهرين المرعبين التي مرت على ملاك الخطيب خلف القضبان القاسية، اصيب العالم بالخرس واصيبت المحافل الدولية بالصمم، وغيبت المنظمات الحقوقية الدولية ضميرها بين اسطر النصوص الجافة والميتة. في المقابل ثار هذا العالم المنافق لنصرة ملالا يوسف زاي الفتاة الباكستانية (17) عام، لأنها تعرضت لمحاولة قتل من قبل رصاصات اطلقتها طالبان وهي في حافلة ذاهبة إلى المدرسة، في وادي سوات لأنها كانت تدافع عن تعليم البنات في باكستان. ولم يكتفي العالم المنافق بتوفير العلاج لها في افخم المشافي الدولية، بل وقام بمنحها جائزة نوبل للسلام 2014، مناصفة مع ناشط حقوق الأطفال الهندي كايلاش ساتيارثي، لتصبح ملالا بذلك أصغر من حاز على جائزة نوبل سنا في التاريخ. ملالا طفلة باكستانية تبلغ 17عاما، اطلقت عليها النار وهي في حافلة متوجهة الى مدرستها، بينما ملاك طفلة فلسطينية تبلغ 14 عاما اعتقلت بقسوة وعنف مفرط اثناء خروجها من مدرستها. ملالا حظيت بتكريم دولي واعلان لقصتها على مستوى العالم ومنحها جائزة نوبل، لمجرد ان المعتدي كان طالبان المصنفة ارهابية. بينما ملاك لم تنبس بقصتها أي من محافل العالم واغمضت المنظمات الحقوقية اعينها واصمت اذنيها لمجرد ان المعتدي "اسرائيل" المصنفة انسانية وديمقراطية. يبدوا ان الطفولة عند هذا العالم المنافق تتجزأ، ويتوقف كونك طفلا مظلوما ومنتهكا على جنسية المعتدي، فان كان المعتدي له علاقة بالحركات الاسلامية المسلحة فانت انسان تستحق التكريم والتركيز الاعلامي لفضح الجاني. وإما إن كان المعتدي على الطفولة مصنف ديمقراطيا فانه لا معنى لطفولتك، وهناك نظر في ادعائك للبراءة، وللجاني الحق في ضربك وسجنك وسحقك ثم سحلك، فقط لأن المعتدي ديمقراطي...!! سحقا لهذا العالم الظالم المنافق، والذي يثبت كل لحظة انه لا يحترم سوى الاقوياء. ومن المفارقات ان رئيس وزراء باكستان نواز شريف احتضن ملالا في حينه وعدها بطلة قومية وكرمها في حفل بهيج. في حين لم نرى من رئيس السلطة محمود عباس ولا من رئيس وزراءه الحمد لله أي تحرك لتكريم الطفلة ملاك حتى ولو من باب فضح ممارسات الاحتلال..!!