في غزة لا تدري من أين يأتيك الموت، خمدت نار الحرب التي حصدت أرواح الكثير، وما زالت نيران الحصار مشتعلة تحصد المزيد، تعددت الأسباب والمصير واحد وكذلك الضحية. أربع حالات وفاة تم توثيقها في غزة، حسب ما قال مصدر لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]، بسبب تأخر التحويلات الطبية للعلاج في الخارج. قبل ثلاثة أسابيع، قررت أميرة الهندي مدير دائرة التحويلات الطبية سحب الصلاحيات الممنوحة لدائرة العلاج في قطاع غزة، بتعليمات من وزير الصحة في حكومة التوافق. ويعني هذا القرار أن المسؤولين في غزة غير مخولين باتخاذ أي قرار يتعلق بالعلاج بالخارج، سواء تجديد التحويلات حسب الحاجة، أو سفر المريض على عجل للعلاج. دور المسؤولين في غزة، يقتصر فقط على ارسال التقارير الطبية إلى رام الله التي بدورها تقرر الموافقة من عدمها. وأكد المصدر أن هذا القرار يهدد حياة كثير من المرضى ينتظرون السفر للعلاج، سواء في القدس وفلسطين المحتلة، أو في مصر ودول عربية وإسلامية. واعتبر المصدر، قرار تقليص صلاحيات الدائرة في غزة، بمثابة مزيد من التضييق وتهديد لحياة المرضى. وأشار إلى وجود بعض التدخلات في هذا الملف لسفر مرضى على حساب آخرين، مؤكدا بذلك قوله أن "الأمر لا يتعلق بالشفافية في إدارة الملف بقدر ما هو مزيد من التضيق والضغط على الناس". أهالي المرضى كانوا نظموا وقفات احتجاجية أمام مقر دائرة العلاج الخارجي في غزة، واشتكوا من تأخر وصول التحويلات الطبية، فضلًا عن اتهامات موجهة للدائرة بتسهيل التحويلات لمرضى، وفق الواسطة والمحسوبية. ويقول مدير الإغاثة الطبية في غزة "عائد ياغي" إن ملف دائرة العلاج بالخارج يعاني من مشكلات منذ قدوم السلطة، مؤكدا أن الأشهر الأخيرة شهدت موت عدد كبير من المواطنين بسبب تأخر تحويلاتهم الطبية محملا المسؤولية لوزارة الصحة. وطالب ياغي بضرورة اعطاء القائمين على دائرة العلاج بالخارج في غزة صلاحيات أكثر لأنهم الأقدر على تقييم أوضاع المرضى". الطفلة رزان محمد صلاح (11 عاما) من سكان مدينة رفح جنوبي القطاع التي توفيت منتصف نوفمبر الماضي، هي إحدى ضحايا تأخير التحويلات الطبية. وكانت الطفلة ناشدت رئيس السلطة محمود عباس من أجل التدخل للإسراع في تنفيذ قرار التحويلة الطبية، حيث كانت تشكو من هبوط في مكونات الدم وحاجتها لزرع نخاع في مستشفى إسرائيلي، لكن التحويلة وصلت بعد فوات الأوان، ومفارقة رزان للحياة. الأمر ذاته تكرر مع مراسل تلفزيون "فلسطين" الرسمي في رفح محمد جودة، الذي توفي هو الآخر أواخر العام الماضي، بعد صراع مع مرض سرطان الدم. واتهمت نقابة الصحفيين في الضفة في حينه، حسب بيان وصل "[color=red]فلسطين الآن[/color]"، وزارة الصحة بتجاهل حالة الزميل جودة "في تحويله إلى المستشفيات المختصة بالسرعة الكافية، حيث مكث في مستشفيات غزة ونابلس رغم خطورة حالته التي كانت معروفة منذ البداية". ودعا بيان النقابة رئيس السلطة محمود عباس بالإيعاز الى وزارة الصحة بتغيير سياستها فيما يتعلق بعلاج المرضى في المحافظات الجنوبية، والذين يواجهون إجراءات روتينية ولجان متعددة، ما يعرض حياتهم للخطر كما حصل في حالة الزميل جودة. وما بين سندان تجاهل وزارة الصحة برام الله لمعاناة المرضى بغزة، ومطرقة المرض الذي ينهش الأجسام، يبقى سكان القطاع المحاصر يدفعون ضريبة باهضة من أرواحهم وأرواح فلذات أكابدهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.