17.8°القدس
17.79°رام الله
16.64°الخليل
22.85°غزة
17.8° القدس
رام الله17.79°
الخليل16.64°
غزة22.85°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: زيارة إدارة مشاكل لا حلها

لا سبب معلن، أو محدد، لزيارة توني بلير لغزة. توني بلير ممثل الرباعية الدولية، وحامل شروطها إلى حماس وغيرها. توني بلير هو اختيار جورج بوش الابن مكافأة له على المشاركة القوية في الحرب على العراق لإسقاط حكم صدام حسين. توني بلير أتهم بالكذب على البرلمان البريطاني، ومن ثمة لم يسمح له البرلمان بإكمال ولايته الأخيرة، فتنازل عن رئاسة الوزراء، وانسحب من الحياة السياسية البريطانية، ولكنه لم يغادر خدمة المشروع الصهيوني من خلال الرباعية الدولية، ومن ثمة فهو لا يحمل ودا للحقوق الفلسطينية المشروعة، وخطاباته تحكي هذا التشخيص السياسي الموضوعي. توني بلير يزور غزة لا ليساعدها من موقعه على حلّ المشكلات التي تعاني منها ، على مستوى الحصار، أو على مستوى إعادة الإعمار، أو على مستوى المصالحة الداخلية الفلسطينية، أو على مستوى ترسيخ الاستقرار في المنطقة، مع حياة كريمة لغزة، ولو كان قادما لمساعدة غزة في تجاوز مشاكلها لاجتماع مع قيادة المجلس التشريعي بصفته المؤسسة الوحيدة التي تملك شرعية قانونية في النظام الفلسطيني، غير أنه تجاهل نواب الشعب، كالعادة التي كانت قبل تشكيل حكومة التوافق. توني يزور غزة لأنه يشعر أن الاستقرار مهدد بالانفجار أو بحرب جديدة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال والعدوان. ومؤشرات عدم الاستقرا يمكن قرأتها بشكل لافت للنظر في شكوى اسرائيل لمجلس الأمن متهمة حماس بالاستعداد لحرب جديدة؟!، ويمكن قرأتها في دعوات ليبرمان وجالنيت لشن حرب جديدة بعد مارس على غزة؟! ، ويمكن قراءتها في خطابات حماس التي تتحدث عن نفاذ الصبر على الحصار وتخلف الإعمار، ويمكن قراءتها أيضا في الصحف العبرية، ودراسات مراكز الأبحاث المتخصصة التي تحذر من حشر غزة وحماس في الزاوية، وجعل ظهرهما للحائط. توني بلير جاء إلى غزة ليقوم بعمل تقييم ذاتي لكل هذه المؤشرات، وتقديم تقرير شخصي إلى الرباعية الدولية، قبل أي ضغط يمكن أن تتخذه الرباعية على اسرائيل من ناحية، ومحمود عباس من ناحية ثانية، باعتبار أن المجتمع الدولي لا يريد حربا جديدة في غزة، في ظل حرب التحالف الدولي في العراق والشام، وفي ظل النار التي تزداد اشتعالا في ليبيا، واليمن، حتى ولو كانت الرباعية من أهم المطالبين بنزع سلاح غزة؟!. لست واثقا من عدالة توني بلير، ولا من دقة تقريره، كما أني لست واثقا من موضوعيته وحياديته في معالجة حالة الصراع بشكل عام ، وحالة المعاناة التي سببها الاحتلال والحصار والحرب لغزة وسكانها، ووما يؤيد حدسي وسوء ظني به : أنه عاد في تصريحاته الأخيرة إلى اسطوانته المشروخة التي تتضمن شروط الرباعية مطالبا حماس بالالتزام بها، متحدثا حديث مجاملة لا حديث قرار ومسئول عن رواتب الموظفين، وعن ادخال مواد الإعمار. باختصار توني بلير يزور غزة لتحسين إدارة مشاكل غزة من خلال الرباعية لا لإيجاد حلول جيدة وجذرية لمشاكل غزة، من خلال ثقل الرباعية الدولية في القرارات الى تخص غزة ومشاكل سكانها.