ستقوم معركة "هار مجدون"، وهي معركة فاصلة بين قوى الخير "إسرائيل وأمريكا" وبين قوى الشر "العرب والمسلمين والأوروبيين"، وفي تلك المعركة سيجري تدمير العالم، وسيعود المسيح ليحكم ألف سنة، بعد أن ينسف المسجد الأقصى، ويبنى مكانه هيكل اليهود الثالث، ويرى المسيحيون الصهاينة "إنجيليو أمريكا الجدد" أن نهاية العالم بدأت مع إنشاء الكيان الصهيوني، وتنتهي مع تجمع غالبية اليهود في أرض الميعاد. فكيف ستكون أوروبا جزءاً من قوى الشر رغم وجود أغلبية مسيحية فيها؟! صحيفة "يديعوت أحرنوت" أجابت عن السؤال، ونشرت مقالاً افتتاحياً بعنوان "مستقبل الإسلام في أوروبا" توقع فيه كاتب المقال أن تتحول أوربا كلها إلى الإسلام مع نهاية القرن الحالي، ولاسيما إذا استمر نمو المظاهر الإسلامية في أوروبا، وازدياد بناء المساجد والمراكز الإسلامية، مقابل تراجع "المسيحية” على المستوى المجتمعي والمؤسسي.. ويستشهد الكاتب ببيان الفاتيكان الرسمي، الذي جاء فيه: إن الإسلام هو الديانة الأكثر انتشاراً في العالم، إذا بلغ عدد المسلمين في العالم مليار وثلاثمائة واثنين وعشرين مليون مسلم، متجاوزاً بذلك عدد المسيحيين بثلاثة ملايين مؤمن"، وذلك نقلاً عن الوكالة الدولية للأخبار. وقد لاحظ الفاتيكان الإقبال المنقطع النظير من جانب مواطنين غربيين "مسيحيين" و"يهود" على اعتناق الدين الإسلامي خلال السنوات الأخيرة، رغم حملة التشويه التي تقودها ضده جهات أخرى معادية للمسلمين، ورغم الأموال التي تنفق على حملات التبشير. وتكفي الإشارة إلى فرنسا وحدها، حيث يعتنق الإسلام 40 ألف مواطن فرنسي سنوياً، حسب أرقام وزارة الداخلية الفرنسية. لابد من التذكير في هذا السياق، أن تزايد عدد المسلمين يجيء رغم تزايد عدد المنظمات المسيحية الصهيونية العاملة في أمريكا والعالم، والتي تجتهد لنشر الأفكار المسيحية الصهيونية، والتي تجاوزت عددها 300 منظمة، ويقدر عدد المشتركين فيها بعشرات الملايين، وتقوم بجمع التبرعات التي تصب أموالها بطريقة غير مباشرة في (إسرائيل)، ويعد "جيري فولويل" أحد أعمدة المسيحيين الصهاينة، وقد حصل على جائزة المتطرف اليهودي "جابوتنسكي" نظير خدماته لليهود، ولأنه يقول: "إن الحزام الإنجيلي في أمريكا هو حزام أمن (إسرائيل) الأوحد، وقد نشر كتاباً بعنوان "كشف اللثام عن الإسلام" يصف فيه الرسول عليه الصلاة بالسلام بـ"الإرهابي"، وأنه رجل عنف وحرب، وأن عيسى وموسى -عليهما السلام- مثال للمحبة والتسامح. سأحرص في نهاية مقالي على الربط بين موقف بعض الدول الأوروبية المنتقد لسياسة (إسرائيل) الاستيطانية، وبين حملة التخويف من الإسلام الزاحف على أوروبا، وإثارة الفزع من المجهول، مع التذكير بأهمية (إسرائيل) القوية وسط بلاد المسلمين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.