22.78°القدس
22.55°رام الله
21.64°الخليل
25.18°غزة
22.78° القدس
رام الله22.55°
الخليل21.64°
غزة25.18°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: دعوة نتنياهو ليهود أوروبا

ماذا يقف خلف دعوة نتنياهو ليهود أوروبا بالهجرة إلى إسرائيل؟! الإجابة على هذا السؤال تسير في اتجاهين متكاملين لا متناقضين: الأول - هو الاتجاه الاستراتيجي الدائم والمقرر في السياسة الإسرائيلية لجلب يهود العالم حيثما كانوا للإقامة في فلسطين المحتلة، حتى تتمكن الدولة من معالجة العديد من القضايا الناتجة عن قلة عدد سكان دولة الاحتلال وسط محيط من العرب المعادين لها. ومن هذه المشاكل : حلّ مشكلة الصراع الديموغرافي داخل فلسين المحتلة، بسبب تزايد المواليد العرب على ضعف المواليد اليهود. الأمر الذي يعد في نظرهم إخلالا بالتوازن السياسي، وديمقراطية الدولة، ويعاظم من مشكلة الولاء في أثناء الحروب كما يفسرها جهاز الأمن الإسرائيلي. والاتجاه الثاني- التكتيكي، أو قل المرحلي، الذي يهدف للوصول بسكان الدولة، من وجهة نظر إسرائيلية إلى عشرة ملايين نسمة في العامين التاليين، وهو هدف دخل عناوين الدعاية الانتخابية للأحزاب الصهيونية والدينية، ومن ثمة استغلال الدعوة كورقة سياسية تظهر مسئولية اسرائيل عن يهود العالم، وحرصها على أمنهم وحياتهم، وابتزاز الدول الأوربية لبذل مزيد من الرعاية لليهود من ناحية، وقمع المهاجرين العرب والمسلمين ، والتضيق على حياتهم وأنشطتهم، ومن ثمة لم يبال نيتنياهو بالاتهام الضمني لقادة الدول الأوربية ، وهنا( فرنسا، والدنمارك ، وألمانيا)، بنقص حماية الدولة لهم ؟! كانت دعوة نيتنياهو بلغة مباشرة وفجة، وتخلو من الدبلوماسية التي اعتادتها دول أوربا، الأمر الذي استجلب ردودا مقابلة من شخصيات رسمية في هذه الدول ترفض دعوة نيتنياهو، ففي الدنمارك قالوا هم مواطنين دانماركيين كما أنهم يهود، وأن الدنمارك تكون افضل وأجمل بوجود اليهود، ومثل هذا القول قالت فرنسا وألمانيا أيضا، ووعدت هذه الدول بقمع التهديدات المتطرفة قبل وقوعها. إن أية دراسة موضوعية ومعمقة لردود الدول الغربية، بما فيها من تمسح، وعواطف، تكشف عن عمق النفوذ اليهودي الصهيوني في هذه البلاد، ومدى تأثيرها على السياسات الخارجية لهذه الدول، لا سيما في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لقد باتت السياسة الخارجية لهذه الدول أسيرة رضا دولة اسرائيل، و قد تمكنت حكومة نيتنياهو من استثمار حادث فرنسا و الدنمارك لصالح الصهيونية، وضد مصالح الجاليات العربية والإسلامية بشكل جيد جدا ؟! و هكذا يلتقي الاتجاه الاستراتيجي، والاتجاه الثاني المرحلي و السياسي معا ، لخدمة المصالح اليهودية، وتعميق الأثر اليهودي في السياسات الخارجية لأوربا، وتوجيهها لمعادات الإسلام وتيارات الإسلام السياسي، تحت التسمية المضللة ( الإرهاب) وهي تسمية لا يمكن قياسها، وليست لها معايير دولية متفق عليها. المهم أن لليهود في العالم قيادة تخدمهم حيثما كانوا، وتسارع لإغاثتهم ونجدتهم، حتى ولو كانوا في بلاد مستقرة، وأكثر استقرارا من دولة الاحتلال ، وليس للعرب أو المسلمين مثل هذه القيادة التي تحمي دماءهم من السفك والنزف في فلسطين، وبورما، وأفريقيا الوسطى، وحتى في كارولينا في أميركا؟!