"مش قادرين نطلع ولا نيجي، بطلنا نأمن ع بيوتنا، مرة ضربوا غاز ع الدار وكسروا الشباك " هذه كلمات الحاجة أم جمعة(60 عامًا) والتي تسكن بجوار معبر سجن عوفر العسكري غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلّة. الحاجة التي أخذت تحدثنا وتطلعنا على معناتها وجيرانها من خلال سياسة العقاب الجامعي التي يتعرض لها سكان جوار سجن عوفر العسكري خلال المواجهات شبه اليومية التي تشهدها المنطقة بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال. [color=red]"فلسطين الآن"[/color] رصدت بالصور والمقابلات معاناة المواطنين الذين يسكنون في محيط سجن عوفر العسكري من سياسة العقاب الجماعي التي يستخدمها الاحتلال بحقهم. [title]خسائر مادية فادحة[/title] أم أحمد (30 عاما) والتي حرق جزء كبير من صالون منزلها تقول: "يستهدفنا الاحتلال بشكل يومي بقنابل الغاز ، ولأكثر من مرة تم كسر شبابيك المنزل وحرق جزءً منهم". وأضافت "حرق جزء من الصالون ونحن موجودين بداخل المنزل حيث تمكنا من إطفاء الحريق بصعوبة وسط تواجد لقوات الاحتلال ومشاهدتهم دون أن يقوم أحدهم بشيء سوى النظر". المواطن محمد زكريا يحدثنا: "استهدفوا سيارتي لأكثر من مرة رغم عدم وجود شبان يلقون الحجارة كما يدعي الاحتلال بقربها". ويضيف: "التأمين لا يتعرف علينا ويقول لنا هذه الحوادث تندرج تحت بند "خسائر الحرب" والتي لا تغطيها شركات التأمين وفق لوائحها الداخلية". أما رئيس بلدية بيتونيا "ربحي دولة" فيقدر الخسائر المادية في تلك المنطقة بما يزيد عن آلاف الشاقل من خلال استهداف الاحتلال لأبواب المنازل والشبابيك وسياراتهم بشكل متعمد وبفترات زمانية متعددة دون وجود مواجهات في كثير من الأحيان. [title] خوف على الأطفال[/title] أم محمود (26 عامًا) والتي تسكن في عمارة سكنية مطلة على سجن عوفر يستخدمها جنود الاحتلال لاعتلاء سطحها والعمل على قنص الشبان وراشقي الحجارة بسبب كشفها للمنطقة جغرافياً تقول : "بطلنا نأمن ع أطفالنا خارج باب البيت فمن الممكن وبأي لحظة أن يتم اعتقالهم بحجة الاشتباه بهم بإلقاء الحجارة". وتتابع : "عندما يكون الاحتلال في داخل العمارة او أمامها فإن حالة من الرعب تصيب الأطفال خاصة مع استمرار الجنود بإطلاق الرصاص وقنابل الصوت التي تهز العمارة نتيجة انفجارها". أم أنس (45 عامًا) والتي تسكن بمنطقة بعيدة نسبيّا عن سجن عوفر ولكنها مطلة عليه بحكم الارتفاع الجغرافي تقول : "لحظات كان تفصل بين رصاصة وابني الذي كان يمر بجانب الشباك حيث استهدف الاحتلال منزلنا بالرصاص الحي بشكل مباشر ودون سابق إنذار". وأحصى "دولة" ما يزيد عن 15 حالة اعتقال لأطفال المنطقة حيث تتهمهم قوات الاحتلال بالقاء الحجارة ويتم اعتقالهم لتواجهدهم بالمنطقة علمًا أنها منطقة سكنهم. [title] خطورة صحية[/title] ونوّه "دولة" إلى وجود 5 حالات إجهاض بين النساء نتيجة استهداف الاحتلال المستمر بقنابل الغاز المسيل للدموع، إضافة غلى عشرات حالات الاختناق نتيجة دخول قنابل الغاز إلى داخل المنازل أثناء تواجد الأطفال والنساء بداخلها. وأشار إلى أن الاحتلال وفي كثير من الأحيان يمنع سيارات الإسعاف من نقل المصابين بالمنطقة حيث يضطّر سكان المنطقة لنقلهم من خلال سياراتهم الخاصة رغم الخطورة الشديدة على حياتهم. ويقول حمزة هريش (25 عامًا) والذي يملك والده مزرعة للأبقار: "نتيجة الغاز المسيل للدموع والاستهداف المباشر والمتعمد للمنطقة خسرنا عددًا من الأبقار والعجول بالإضافة إلى خسائر فادحة بالحليب على مدار أسابيع". [title] عقاب جماعي[/title] يقول "دولة" إن الاحتلال يحاول من خلال استهداف المواطنين بشكل شبه يومي لدفعهم للوقوف في وجه الشبان الذين يشتبكون مع قوات الاحتلال. ويضيف "فشل الاحتلال في مخططه وأصبح الآن يعاقب السكان عقابين على عدم الاستجابة له، وأيضاً لعدم منعهم الشبان من إلقاء الحجارة من جوار المنازل ومحاولة حمايتهم من الاعتقال وغيره". أبو علاء (48 عامًا) يقول "عند عودة أطفالنا من المدارس يمنعهم الاحتلال من الوصول للمنزل سواء مشيًا على الأقدام أو من خلال باص المدرسة حيث يبقى أطفالنا لساعات متأخرة في الشوارع منتظرين السماح لهم بالوصول للمنازل". ويبقى سكان جوار سجن عوفر في الخطوطية الأمامية لاستهداف الاحتلال، وتسجل المنطقة بشكل شبه يومي اعتداءات وخروقات من قبل الاحتلال، مناشدين كافة الجهات الحكومية والدولية العمل بشكل سريع على إنهاء معاناتهم وتوفير الحياة الآمنة والطبيعية لهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.