بعد أن اعتقد كثيرون أن برشلونة دخل في مرحلة استقرار النتائج، جاء السقوط بشكل مستغرب، فالخسارة كانت أمام مالاجا، وكانت في ملعب كامب نو مما زادها غرابة، وهو ملعب لم يعرف برشلونة فيه السقوط في مباريات مضمونة في أخر 10 سنوات، حتى في أسوأ أحواله إلا نادراً. اللقاء أمام الفريق الأندلسي، كشف عن شجاعة للضيوف، واستعراض في بعض المواقف، وذكر بلقطات أخرى شاهدناها هذا الموسم والموسم الماضي، فما فعله أردا توران من تمريرة بالكعب بين أقدام بيكيه في لقاء الذهاب من بطولة الدوري، وما فعله مهاريو ريال سوسيداد الموسم الماضي عندما انتصروا 3-1، واستعرضوا بطريقة غريبة جداً أمام برشلونة وفي منطقة جزائه. الحالات السابقة تشير إلى العنصر المساعد لبرشلونة في انتصاراته، والذي يمكن تسميته العنصر "X"، لأنه غير ملموس وغير قابل للقياس، لكن نتائجه تظهر على أرض الملعب، هذا العنصر هو خوف الخصوم منه، ورهبتهم من السقوط بشكل كارثي أمامه. في سنوات بيب جوارديولا، كان الزائر للكامب نو يتمنى العودة خاسراً بنتيجة قليلة، فلا يحاول استفزاز لاعبي برشلونة، ولا يفكر بالاستعراض بقدر ما يفكر بكرات عملية قد تساعده على خلق المفاجأة، لكن عنصر رهبة برشلونة في نفوس خصومه اختفى، الأمر الذي زاد من المفاجآت. المدربون الخبراء في رياضة الكاراتيه يؤكدون لتلاميذهم قاعدة واحدة "لا تخف"، ويضيفون "أن الخوف يشوش التفكير، ويمنع اللاعب من الإبداع ويجعل تركيزه ضعيفاً، ويأخذه إلى دور رد الفعل بدلاً من الفعل ذاته"، ولعل هذا ما كان برشلونة يستفيد منه في الماضي، وما جعل كثيرين يصفونه بقولهم "الفريق الذي يسبق الآخرين ذهنياً في أرض الملعب". نتائج الموسمين الأخيرين والفترة السيئة هذا الموسم، والمشاكل الكثيرة التي تسربت من اللاعبين، تجعل الخصوم يواجهون البرسا بخوف أقل وإيمان أكبر، فيكون تركيزهم حاضراً، وإبداعهم ظاهراً، على العكس عما كان يجري في الماضي، مما جعلنا نشاهد سقوطين غريبين في كامب نو أمام سلتا فيجو وملاجا، وفوزاً صعباً للغاية أمام فياريال وظروف غير مريحة في الكثير من المباريات.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.