22.46°القدس
22.11°رام الله
21.08°الخليل
25.34°غزة
22.46° القدس
رام الله22.11°
الخليل21.08°
غزة25.34°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

من المقاتلين القدامى..

خبر: "عبد الرازق".. 44 عاماً ولا تزال الذكرى حيه

رغم مرور نحو 44 عاماً على ارتقاءه شهيداً، إلا أن تلك السنين الطويلة لم تمحِ ذكرى الشهيد مصطفى محمد عبد الرازق عن أهله ومحبيه. يروي ابنه عبد الناصر، وهو يقف بتل يشرف على المكان الذي شهد اللحظات الأخيرة لوالده، حين قضى في معركة مع الاحتلال بجبل موفية، المتاخم للحدود الفلسطينية –الأردنية: "لا أستطيع نسيان وداع أبي الأخير لي، فقد كنت طفلًا لا أتعدى الثلاث سنوات، يوم جاء للمنزل، فضمني إلى صدره، ثم أعادني إلى الأرض". لا زالت صورته في ذهني، فقد كان يلبس القمباز (الزي التقليدي)، ويلف رأسه بكوفية، ثم أسرع إلى جبال ابزيق وجباريس، ولم يعد إلينا. [title]ذكرى لن تُمحى[/title] ويشعر الراوي أن ذكرى والده لا زالت تسكن في المنطقة كلها، بالرغم من استشهاده في معركة مع الاحتلال يوم 27 آذار1971، حين كان عضواً في مجموعة (عز الدين الطوباسي- أبو دواس)، واعتاد التنقل بين وديان طوباس وجبالها من جهة، والأراضي الأردنية من أخرى. يقول عبد الناصر في حديثه لـ [color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "كنت صغيرًا في عائلة من أربعة أولاد وست بنات، وحملت صاحب الترتيب قبل الأخير فيها، وعندما بدأت أكبر صرت استمع إلى الكثير مما يُقال عن والدي، ولحظات استشهاده، ومطاردته التي بدأت بعد وقت قصير من النكسة في جبل موفية". استشهد والده برفقة اثنين من أفراد خليته أحدهم من بلعا بطولكرم والثاني من الدوايمة بالخليل، وجرح رمضان البطة (أصيب بجراح خطيرة أثناء المواجهة وتم اعتقاله وحكم بالسجن 4 مؤبدات قضى منها خمسة عشر عامًا، وأفرج عنه عام 1983 في عملية تبادل الأسرى الشهيرة )، الذي ظن جنود الاحتلال أنه شهيد بعد إصابته، وإبراهيم القريوتي وفؤاد راجح من "عنبتا". [title]خلية منظمة[/title] واستنادًا إلى الروايات التي جمعها عبد الناصر من زملاء والده ومعارفه، فإن خليته كانت تحمل عتادًا عسكريًا، وتتجه نحو جبال طوباس؛ لتأسيس قواعد متقدمة، لكنه أمرها انكشف قبل الوصول. يضيف "دخلت عام 1999 إلى المكان الذي سقط فيه والدي، وشاهدة الكهف الذي احتمى فيه مع خليته، واستمعت لروايات من رعاة أغنام وصولوا المنطقة، بعد وقت قصير من المعركة، فشاهدوا آثار موقد النار، والدماء فيها". ووفق الابن الذي أبصر النور عام 1965، فإن والده كان طويل القامة، أسمر البشرة، قوية البنية، واتصف بالتسامح والعطف، وكان دائم العطاء، وأحب مساعدة الآخرين، في أحلك الظروف وأقساها. تنقل الشهيد عبد الرزاق بين فلسطين والأردن وسوريا، لكنه أصر على العودة إلى مسقط رأسه، وكان من أوائل أنوية العمل الثوري بعد النكسة، لكنه ومنذ وداعه عائلته لم يعد إليها، فقد دفنه الاحتلال في مقابر الأرقام. يتابع ابنه "ما زاد من وجع أسرتنا عدم وجود قبر لأبي، فلو كنا نعرف مكان دفنه لخفف هذا من أحزاننا. ومنذ 44 عامًا ونحن نتوجع، وخاصة حين نسمع عن استرداد جثامين شهداء الثورة، فنتمنى أن يكون من بينهم، ثم يخيب أملنا". [title]أحلام خضراء[/title] ويسرد أن والده درس للصف الرابع الابتدائي، والتصق بالأرض كثيًرا، وعمل بالزراعة في أرضنا على مقربة من المنطقة التي استشهد في ربيع عام 1971، فكان يمتلك 150 دونماً صادرها الاحتلال وحولها إلى ساحة رماية لتدريباته. كما كان يحلم كثيرًا بأن يمدها بالماء ليزرعها بالخضروات والبطيخ والشمام، وهو ما حققناه لوالدي بعد أكثر من أربعين سنة، حين ربطنا نحو 2200 دونمًا من أراضي سهل البقيعة بالماء من بعد 25 كيلو متراً، وبدأنا ننعش أحلام والدي. "لا أحد يشبه أبي في صفاته، ولم يبق لنا الاحتلال أي شيء من آثاره سوى صورته، فقد داهموا المنزل بعد رحيله، وصادروا مقتنياته الخاصة" وفق ابنه الذي تعطش لرؤيته لو لحظة واحدة.