"يا "حسام" أنا جوعانة بدي آكل، وما في شي في التلاجة!"، قالتها "لبنى" لـ"عريسها" بصوتٍ ناعس في أول صباح لهما معاً.. فطالبها "حسام" بانتظار حضور أهلها ليجلبوا معهم الطعام والمؤن للثلاجة وفق عادات عائلته..وانتظرت "لبنى" دون طعام حتى آذان العصر إلى أن حضر أهلها الذين لم يكونوا على علمٍ بتلك العادة!. ما تعرضت له "لبنى" وهو اسم مستعار نوعٌ من العادات والتقاليد التي تتبعها بعض العائلات في قطاع غزة، والمتمثلة في أن أهل العروس يتحملون مسؤولية إحضار الطعام لابنهم العروس في الأيام الثلاثة الأولى لزواجها، وبالتأكيد هناك عاداتٌ أخرى غريبة نوعًا ما تُمارس طقوسها في "صباحية العرسان".. "فلسطين" أطلّت برأسها على عادات الناس في "الصباحية" لترى كيف يعبر الأقارب عن فرحتهم، محاولة في ذلك أن نعرض لكم الأسلوب الأنسب كي يُتبع في يومٍ تاريخي وحساس من هذا النوع. [title]ما بين اليوم والأمس[/title] كما تقول أم هاني إنه قديماً كان أهل العروس يذبحون خروفاً لابنتهم في صباح يوم العرس، مشيرة إلى نه من الأمور التي كانت تنتهك الحياء والخصوصية أن تعرض أم العروس "الملاءة" التي عليها علامة الشرف ليراها المقربون!. قد ينعقد حاجبيك دهشةً عزيزي القارئ مما قالته تلك السيدة,, لكن بإمكانك أن تطمئن..فقد تطور تفكير الناس إلى حدٍ كبير في الوقت الحاضر.. لتندثر تلك العادات شيئاً فشيئاً، لتحل مكانها عاداتٌ أكثر تحضراً. وبالانتقال لأم علي التي زوّجت ثلاثا من بناتها، فقد سألناها عن طبيعة العادات في ذلك اليوم لتجيب:"على الأغلب تقوم عائلتا العروسين في "الصباحية" بزيارتهما في وقتٍ مناسبٍ لهما وبالاتفاق معهما، حيث يتم إحضار الحلويات والعصائر وطعام الغداء، بينما ترتدي العروس "فستان سواريه"، أو "طقم" رسمياً وتقوم إحدى قريباتها بتزيينها زينةً خفيفة، ولا مانع من وجود بعض الأغاني والأهازيج التي يرقص على ألحانها الحاضرات، وفي الغرفة المجاورة ضيافة الرجال تكون دون اختلاط، وإن لم يسمح لأهل العروس بدخول الصالة يوم الزفاف، فإن والدها يتولى يوم "الصباحية" أخذ "النقوط" من أعمامها وأخوالها ولفّها بـ "شاشةٍ" بيضاء وتسليمها لابنته بعد مغادرة الجميع. [title]عجيبة غريبة[/title] لكن تمر بعض المظاهر أحياناً في يوم الصباحية والتي لا يجد المرء أمامها سوى "اللاتعليق"..فأم سمير تقول أن الحظ لم يحالفها في يوم صباحية ابنتها التي تزوجت قبل عشر سنوات، إذ تصادفَ وقت الحفل آنذاك مع ولادة ابنتها الثانية، كان سر امتعاض تلك الأم كما تقول: "تمنيت أن ألّفّ على الحاضرات بما يثبت علامة الشرف لابنتي..فذلك شيء مهم بالنسبة لتقاليد عائلتنا". أما بشرى التي تزوجت قبل ثلاثة أشهر فقد استغربت حين طلبت منها حماتها أن ترتدي فستان العرس مرة أخرى صباحاً، حيث يأتي أهل زوجها لينقطونها وهي ترتديه، رغم أنه من المتعارف عليه أن ذلك يحدث يوم العرس!. [title]رجاءً.. لا تتدخلوا![/title] بدورها، بينت الاختصاصية الاجتماعية د. فتحية اللولو أن العروسين في أول ليلة بعد إنهاء إجراءات الزفاف يكونان متعبين من ناحية نفسية وجسدية، لما سبق من تحضيرات وضغط نفسي وتوتر طوال الأيام التي سبقت حفل الزفاف. وتشير د. اللولو، في حديثها لـ "فلسطين"، إلى أن العروسين قد يشعران بالخجل في أول ليلة إضافة للتوتر السابق، "وفي ظل الرعب المسيطر بحتمية إنجاز أمر "الدخول" في الليلة الأولى، فإن الارتباك يسيطر عليهما ويسبب لهما مشاكل نفسية سيئة"، وفق قولها. وتقول: "الأصل ألا يتم التدخل في الحياة الشخصية للعروسين الجديدين"، لافتة النظر إلى أنه يجب أن تكون لديهما ثقة بنفسيهما والقدرة على اتخاذ موقف حازم، وعدم السماح لأي كان بالحديث معهما في موضوع كهذا. وتنصح د. اللولو عائلة العروسين بأهمية تركهما على راحتهما في اليوم الأول بعد الزواج وعدم إزعاجهما بالاستيقاظ مبكرًا لحاجتهما الماسة للراحة بعد الإرهاق والتعب، متابعة: "تعد العائلات أنه لاستكمال الفرحة لابد من الاستيقاظ المبكر وإحضار الحلويات والعصائر ووضع بعض الأغاني، دون الالتفات إلى أن العروسين منهكان جدًا". وتشدد على ضرورة توعية الأمهات بعدم التدخل في الحياة الشخصية للعروسين، وترك إدارة حياتهما لهما بالطريقة المناسبة التي يريانها هما بعيداً عن تقاليد وعادات عائلتيهما .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.