16.35°القدس
16.09°رام الله
14.97°الخليل
21.26°غزة
16.35° القدس
رام الله16.09°
الخليل14.97°
غزة21.26°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: حماس تنأى بنفسها عن أزمة الإخوان المسلمين الأردنيين

ما زال ارتباط حركة حماس بجماعة الإخوان المسلمين في أكثر من بلد عربي مثار جدل داخلها، وبينها وبين الأنظمة العربية, كالسلطة الفلسطينية ومصر وسوريا, التي تطالبها بالتخلي عن ارتباطها العضوي بالجماعة الأمّ "الإخوان المسلمين"، والاقتصار على هويتها الفلسطينية، دون التواصل معها تنظيميًّا وسياسيًّا. الجديد في الموضوع، الاتهام غير المسبوق الذي وجهته بعض قيادات الإخوان المسلمين في الأردن، بوجود تنظيم سري يقود الجماعة, مرتبط بحماس، هذا الاتهام الخطير واجهته حماس بنفي قاطع، وعبرت عن استهجانها لهذه المزاعم، فليس هناك تنظيمات سرية أو علنية تتبع حماس في الأردن، وطالبت الأطراف المختلفة داخل جماعة الإخوان المسلمين الأردنيين بعدم إقحام حماس في خلافاتهم الداخلية، لأن سياسة حماس راسخة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والأحزاب العربية. من الواضح أن الزج باسم حماس في الخلاف الدائر بين قيادات الإخوان الأردنيين مردّه طرفان: إما جهات تريد الإساءة لحماس، أو لا تمتلك المعلومات الكافية؛ لأن كافة الأطراف الأردنية تدرك أن حماس لا علاقة لها بالشأن الداخلي، لأنها حركة تحرر وطني لا شأن لها غير تحرير فلسطين ومواجهة الاحتلال. وحماس تدرك تمامًا أن اتهامها بتشكيل تنظيم في الأردن، وممارسة التأثير والنفوذ على الإخوان المسلمين هناك، يأتي في توقيت سيئ، لأن علاقتها مع الأردن ليست في أحسن أحوالها، في ظل انضمام المملكة للقوى الإقليمية التي تلاحق الإسلاميين، كما تربط الأردن علاقات تحالف وثيقة مع السعودية ومصر والإمارات, التي تعتبر "الإخوان المسلمين" عدوًّا يجب ملاحقته. المتفق عليه أن أبناء الإخوان المسلمين في الأردن يكنّون قدرًا كبيرًا من الاحترام لحماس، ولهم مواقف مؤازرة ومؤيدة لها، خاصة على صعيد المساهمة في دعمها إعلاميًّا وسياسيًّا، لكن التنافس الداخلي بين مستويات قيادية معينة في الإخوان, دفع بقضية حماس لواجهة الأحداث، ولم يكن هذا موفقًا؛ لأن بعض قيادات الإخوان أراد استثمار حماس لتعزيز مواقعه التنظيمية داخل الجماعة، وكسب مساحات إضافية من التأييد فيها. الخلاف داخل الإخوان المسلمين حول تنظيم حماس المزعوم، وتأثيرها داخل الجماعة، لم يقتصر على أقطاب الجماعة، بل تعداه إلى نقاشات حادة على شبكات التواصل الاجتماعي, بين مؤيد للاقتراب من حماس أو الابتعاد عنها، في ظل أزمة تاريخية تمرّ بالإخوان المسلمين، الحركة الإسلامية الأكبر في الأردن. تبدو حماس في حالة صدمة حقيقية من إقحامها في أزمة داخلية تعصف بالإخوان المسلمين في الأردن، لتجد نفسها في مرمى نيران أحد طرفي الأزمة، مناكفة بالطرف الآخر، في قضية لا ناقة لها فيها ولا جمل، رغم أنها أجبرت على مغادرة الأردن عام 1999, عقب ضغوط دولية مورست على المملكة. المواقع الإعلامية المقربة من حماس والإخوان المسلمين, تداولت تفنيدًا للاتهامات الموجهة للحركة بتشكيلها تنظيمًا سريًّا داخل الأردن، جاء فيه أن هذا الاتهام فيه إهانة بالغة لقيادة جماعة الإخوان، ويحمل تهديدًا للوحدة الوطنية الأردنية، واستدعاء للعصبية الجغرافية بين الفلسطينيين والأردنيين، وتفويضًا لخصوم حماس للعمل المُعلن على تجريمها وحصارها، وإنهاء وجودها. ولذلك فإن خطورة اتهام حماس بتكوين تنظيم سري في الأردن، أو التأثير على قيادة الإخوان المسلمين, ينبع من حساسية التكوين الديموغرافي في الأردن، والأصول الفلسطينية لبعض الشخصيات رفيعة المستوى في الجماعة، مما يدفعهم للمبالغة في تبني مواقف حماس على حساب القضايا الأردنية الداخلية المحلية، واتهام البعض الآخر لهم بتقديم الاهتمام بحماس وفلسطين دون منح ذات الأولوية للهمّ الوطني الأردني. كما أن حماس غير منحازة لأحد الأطراف داخل الإخوان المسلمين الأردنيين على حساب طرف آخر، رغم وجود بعض المحسوبين على حماس ممن لديهم علاقات شخصية فقط مع بعض قيادات الجماعة، لكن هناك نفي قاطع لتشكيل تنظيم سري لحماس داخل الأردن، وأي اتهام بهذا الخصوص كلام خيالي، ولا صحة له على الإطلاق، وليس سوى دعاية إعلامية من أحد طرفي الخلاف داخل الإخوان لمواجهة الطرف الآخر. تتمنى حماس لو لم تصل الأمور داخل الإخوان المسلمين الأردنيين لهذا المستوى من تبادل الاتهامات، لأن اتهامها بتشكيل تنظيم سري داخل المملكة يعدّ لوائح اتهام ضدها تتلقفها السلطات الأردنية التي تلاحق من له علاقة بالحركة في البلاد، وتزيد هذه الاتهامات، حتى لو لم يتم إثباتها، من أجواء الفتور بينها وبين عمان، في وقت تبدو فيه الحركة في أمسّ الحاجة لوصل ما تقطّع من علاقاتها الإقليمية والعربية.