11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
17.09°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة17.09°
الأربعاء 04 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: بتعارف الخطبة.. لا تتقمص دور "المُحقق كُونان"!

لم أنس ما نقلته لي إحدى صديقاتي حين تقدم أخوها لخطبة إحدى الفتيات، لقد كان حقاً موقفاً غريباً بل وقلما يحدث، فقد جهز نفسه ليسألها عن "رؤوس أقلام" رتّبها في عقله وفقاً "للأهمية" التي يراها، إلا أنه صُدم بها وهي تدلف إلى غرفة الضيوف كأنها "ريحٌ عاصفة" وبيدها ورقة وقلم، حيث أخذت الأسئلة تنهمر عليه كالمطر، فما كان منه إلا أن اعتذر وقرر عدم الرجوع لخطبتها...لقد كانت أشبه بـ"المُحقق كونان"!. ترى كيف يجب أن يجري اللقاء في "تعارف الخطبة"؟..وما أبجديات لغة الحوار بين الطرفين؟ "فلسطين" رصدت بعض المواقف ونقلت رأي أهل الاختصاص في هذا الجانب. تقول الشابة "عبير أحمد":"في العادة يأتي الخاطب وينتظر أن تُقدم له الفتاة كوبًا من العصير أو قدحًا من الشاي، ثم تجلس مطأطئة الرأس وتحفظ كل نقش في سجادة الغرفة أو حتى تحفظ شكل حذائه لعدم قدرتها على رفع عينيها ولو لحظة". [title]مواضيع عامة[/title] وحسب تجربتها فإن الأسئلة التي يسألها لها العريس تكون إجابتها عبارة عن "هزّات رأس" أو بصوتٍ مبحوح تمامًا، أو تكتفي بأحد أفراد العائلة ليجيب عنها سواء كان والدها أو والدتها أو أخاها، مضيفةً:"أما أن تسأل هي فأمرٌ غير وارد في المطلق.. ولربما يعد عيبًا في مجتمعنا وتكتفي بما يسأله والدها فقط!!". ولكن كيف للكثيرين ممن يحتارون في طريقة التصرف المناسبة في جلسةٍ ستقرر مصير شخصين، أن يخرجوا بقرارٍ صائب قدر الإمكان..المستشارة الاجتماعية د. نعمت عوض الله تحدثت لـ"فلسطين" عبر الهاتف بنصائح مجدية تستحق الأخذ بها. تقول:"عادةً ما يكون اللقاء الأول "مبدئياً" أي من أجل البحث عن القبول فقط بين الطرفين، وليس هناك من أهميةٍ للخوض في الأسئلة وإنما الحديث في مواضيع عامة جدًا كالحديث عن أوضاع البلاد وما شَابه لمعرفة هل هناك قبول من عدمه". وتلفت النظر إلى أنه بعد حصول القبول والموافقة المبدئية، يمكن أن يحدث لقاء ثانٍ للتعارف أكثر بعيداً عن الأهل، بحيث لا يسمعونهم. ولكن كيف ينساب الحديث عندئذٍ بدون ارتباك؟!..تشير د.عوض الله إلى أنه يفضل عندها أن تدار طريقة الحديث بالحوار وفتح مواضيع للحديث عنها ومعرفة رأي الطرف الآخر فيها، منوهةً إلى ضرورة البعد عن الحديث بطريقة الأسئلة فبدلاً أن يسأل الشاب الفتاة: "هل تحبين قراءة الشعر؟!"، يتحدث عن الشعر وآخر قصيدة قرأها ومن خلال الحديث يستكشف مدى علاقتها بالشعر من عدمه. وتبين أن طريقة السؤال والجواب تشعر الشخص كأنه يجلس في غرفة تحقيق ومن الممكن أن يعمل على "تنميق" إجاباته وفق ما يرضي الطرف الآخر لا وفق طبيعته الحقيقية، متابعةً: "ولكن الحوار وتجاذب أطراف الحديث سيكشف الكثير عن شخصية المتحدث". [title]كأنه صديقٌ عزيز[/title] وتنصح د. عوض الله الفتاة بألا تبحث عن وظيفة الخاطب بقدر بحثها عن إنسانيته، مكملة: "كثيراً ما عندما أسأل فتاة عن مواصفات الشخص الذي تتمنى الارتباط به، تقول: "إنها تريده مخلصاً لوطنه ودينه وذا دور اجتماعي متميز في المجتمع"، إضافة إلى كثير من الصفات التي ترتبط بوظيفة الشخص. وتعلّق على هذه المواصفات بقولها: "تعجب الفتيات بموقف الداعية الفلاني وبكلامه في النصح ويبدأن يحلمن برجل يمتلك هذه المواصفات وهن لا يعرفن مقدار المعاناة التي تعانيها زوجته في المنزل فهو ماهر في وظيفته فاشل بامتياز كزوج، والأمر ينعكس أيضًا على الشاب الذي يعجب باختصاصية ما ويتناسى أنها في وظيفتها مرموقة، ولكن بالنسبة كحياتها الزوجية قد تكون مليئة بالمشاكل". وتضيف: "التركيز الأول في الحديث مع الشخص هو البحث عن المواصفات والشروط الإنسانية فيه وإيجاد الاهتمامات المشتركة بين الطرفين، أو التي تصل إلى منطقة الاشتراك وتنميتها"، مؤكدةً أن الزواج لا يتعلق بالشكل الخارجي أو الشهادة الجامعية أو الوظيفة المرموقة بل هو ارتباط روح بروح لابد من توفر الإنسانية فيه. وتقول: "في هذا اللقاء على الطرفين أن يتذكرا كيف يُنسج حديث مع الصديق العزيز على القلب وجعلا طريقة الحوار مثلها تمامًا"، متسائلةً: "فهل من المعقول أن تتحدث بصيغة "سين وجيم" مع أقرب الأصدقاء إلى قلبك؟!، بالطبع لا وإنما يكون الحوار انسيابيًا تمامًا".