16.35°القدس
16.09°رام الله
14.97°الخليل
21.26°غزة
16.35° القدس
رام الله16.09°
الخليل14.97°
غزة21.26°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: قمة في ظروف استثنائية

اليوم السبت, تبدأ أعمال القمة العربية السنوية في شرم الشيخ بمصر. قمة عادية في ظروف استثنائية. قمة عربية مفتوحة على الصراعات الدموية الساخنة التي تشهدها الساحات العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج. في الخليج وحوله تشتعل نيران حروب استثنائية فرضها الفشل العربي في بناء أنظمة ديمقراطية قادرة على التعامل مع رغبات الشعوب. قمة ستكون مشغولة لأذنيها بتطورات القتال في اليمن، ودور تحالف (عاصفة الحزم) في معالجة الأزمة اليمنية الداخلية وتداعياتها الإقليمية. ثمة عملية جراحية تجري في اليمن من خلال الطيران الحربي، وثمة تهديدات إيرانية وحوثية بتوسيع رقعة الحرب والصراع، وإدامة القتال والتوتر. قمة استثنائية تلتقي في أجواء قتال مستعر في اليمن، وفي سوريا، وفي العراق، وفي ليبيا، دون بوادر ممكنة لحلول سياسية. قمة عربية مشغول جلّ أنظمتها بقضاياها الداخلية، على حساب القضية الفلسطينية، وربما تقفز عن عودة نتنياهو للحكم، وتصريحاته بانتهاء ما يسمى حلّ الدولتين، وانتهاء مسألة الانسحاب من الضفة الغربية؟! سيحاول محمود عباس تذكير القمة بتطورات القضية الفلسطينية وتراجع فرص الحلّ، ولكن ليس هناك ما يضمن تجاوب القمة مع المطالب الفلسطينية العاجلة، لأن قادة العرب البارزين لا يودون الآن الدخول في مواجهة مع الطرف الإسرائيلي لأكثر من سبب. في (إسرائيل) ثمة تحليلات سياسية عسكرية تتحدث عن فصل قطف الثمار في التحالف غير المعلن بين (إسرائيل) وعدد من الأنظمة العربية. ومن ثمة فإن القمة العربية لن تتخذ قرارات راديكالية في مواجهة تصريحات نتنياهو الأخيرة، وستدعم القمة عملية عودة محمود عباس إلى المفاوضات، مع تجديد التمسك بالمبادرة العربية. وهنا نودّ أن نذكر القمة العربية بمعاناة قطاع غزة، وبوطأة الحصار المشدد على غزة، وقابلية غزة للانفجار في وجه الاحتلال ، والذهاب إلى حرب اضطرارية مرة أخرى، ما لم يتدارك العرب السكان ببعض المسكنات العاجلة، ودفع (إسرائيل) ومصر إلى تخفيف الحصار المشدد على غزة. غزة لا تعمل لتجديد القتال، ولا ترغب فيه، ولكن من ظهره إلى الحائط لا يبالي بالخسائر المحتملة، لذا على القمة أن تعمل من أجل منع حرب جديدة في غزة. قد يعرض عباس على القمة جهوده في بناء المصالحة، وقد يلقي باللوم على حماس لتعطل الإعمار، وقد يبرز ورقة زيارة الحمد الله الأخيرة إلى غزة عنوانا على مصداقيته، وعدالته، غير أن الحقيقة التي سيخفيها قطعا في مقالته عن القمة أنه هو شخصيا جزء من مشكلة غزة، وجزء من مشكلة الحصار، وجزء من مشكلة الإعمار، وأنه يوظف معاناة غزة في أمور سياسية لا شأن للمتضررين بها، لذا نطلب من القمة قولا صريحا وواضحا في مسألة الإعمار، ورفع الحصار، وإجبار عباس على تلبية مطالب سكان غزة. قمة عادية في ظروف استثنائية ، فهل ستجلب هذه القمة اهتمام المواطن العربي، أم سيتركها المواطن ويذهب لحضور مباراة كرة القدم في الدوري الأوروبي، كعادته مع قمم سابقة؟! الظرف الاستثنائي في حاجة لقرارات استثنائية تقدم حلولا عملية للمواطنين، لا وعودا كلامية. حين ينزف الدم نحن في حاجة إلى قرارات تغطي فلسطين واليمن وسوريا والعراق وليبيا، وتمنع الاستبداد والتدهور، وتمنع الحرب الطائفية والإقليمية، وتقطع أنف التدخلات الإسرائيلية قبل استفحالها، فلن تكون (إسرائيل) حليفا البتة