18.82°القدس
18.5°رام الله
17.19°الخليل
23.84°غزة
18.82° القدس
رام الله18.5°
الخليل17.19°
غزة23.84°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: "الجمعيات".. حل مؤقت لتجاوز الأزمات المالية

طالما سمعنا في الأفلام المصرية عبارة "أصلي داخل بجمعية 2 جنيه وربع".. التي تعنى أن مجموعة من الأشخاص ملتزمون بدفع هذا المبلغ بصورة دورية ويستلمه أحدهم في كل مرة. هذه التجربة ليست جديدة على الفلسطينيين، لكنها أيضا باتت سمة عامة عند الغالبية، خاصة من أصحاب الدخل المتوسط والبسيط، وكذلك لدى الموظفين الحكوميين، وبين الجيران وحتى طلبة الجامعات والمدارس. سوء الأحوال الاقتصادية وتراجع الدخل وزيادة متطلبات الحياة اليومية، وعوامل أخرى، تدفع الكثيرين للدخول بمثل هذه الجمعيات، التي بنظرهم تعينهم على أداء ما عليهم من إلتزامات مالية بعيدا عن الوقوع في الدين أو حتى التعامل مع البنوك والدخول في اشكالية شرعية في حال كان هناك فوائد ربوية. "مجد. ك" وهو صاحب سوبر ماركت في طولكرم صاحب خبرة جيدة في هذا المجال، فهو يشكل ويشارك في جمعيات منذ نحو 6 سنوات، أقصرها لـ6 شهور وأطولها امتدت لعام ونصف تقريبا. يقول لـ[color=red]"فلسطين الآن":[/color] "أوافق على الدخول في "جمعية" بناءً على عدة شروط منها معرفة الأشخاص المشتركين معي، ومدى إلتزامهم المالي، وبعدهم عن "التلاعب".. لذا فالموظفين هم أكثر الفئات التي أثق بها، فلديهم راتب يصلهم شهريا، -وإن كانت متقطعة خلال الآونة الأخيرة بسبب احتجاز الاحتلال الإسرائيلي لأموال الضرائب- كما أن حاجتهم تدفعهم للالتزام والبعد عن "اللف والدوران". يتابع "صاحب الحاجة تكون له الأولوية.. لا شك أن من يشارك في هذه التعاونيات هو بحاجة للمال، لكن هناك من هو أكثر إحتياجا، كأن تكون عنده مناسبة قريبة أو التزام مالي مستعجل، وما دام هناك ارتياح لدى الجميع فنوافق على وضع إسمه الأول". وأضاف "الجمعيات أسلوب لتجاوز الأزمة المالية ونقص السيولة لدى البعض، كما أنها أسلوب للإدخار لآخرين.. وهؤلاء من نسميهم "كمالة عدد"، فهو يشترك من أجل "تحويش" مبلغ معين قد يلزمه خلال عام أو أكثر، ولا يريد أن يضع أمواله في البنك، فيدخل معنا، ولا يسأل متى يستلم حصته، فنضعه أخر إسم". [title]مواجهة التلاعب[/title] الخوف من عدم التزام أحدهم أو أن تكون سمعته في التعاملات المالية غير جيدة، يدفع المشتركين لوضع إسمه أخيرا، وحينها سيلتزم بدفع ما عليه طوال مدة الجمعية، ويقبض أخيرا، وحينها تنتفي إمكانية التلاعب عنده أو احتمال النصب على الآخرين. كما أن هناك إمكانية الدخول بـ"نصف او ربع تذكرة"، كأن يشترك أكثر من شخص بالقيمة ذات، ويتقاسمون المبلغ بناء على ذلك. أو أن يدخل شخص بأكثر من حصة. [title]استفادة كبيرة[/title] واستفاد كثيرون من الجمعيات، يقول أحدهم "في مرة قبضت مبلغ 15 ألف شيكل، وظفتها في اتمام حفل زفافي كاملا، ومرة أخرى اشتريت بضاعة جديدة لمحلي". سائد موظف يتقاضى راتبا يناهز 3 آلاف شيكل، بيته بالأُجرة وعليه التزامات لأقاربه، ابتاع سيارة، سعرها 25 ألف شيكل. من حوله تسائلوا من أين استطاع جلب المال!!. فكان الرد بانه اشترك منذ نحو عام بجمعية عدد أعضائها 15 شخصا، بدفعة شهرية ألف شيكل، وحين جاء دوره تسلم مبلغ 12 ألف شيكل، كانت بمثابة الدفعة الأولى لثمنها. يقول لـ"قبسطين الآن": "لم أجد افضل من هذه الطريقة لجمع هذا المبلغ، فلو اعتمدت على نفسي لما استطع جمع ربعه. الآن المهمة انجزت والحمد لله".. يضحك قليلا ويتابع "عليّ استكمال دفع الجمعية بشكل شهري، وكذلك إكمال ثمن السيارة لصاحبها.. أُفكر في الدخول بجمعية جديدة استلمها أول شخص، للخروج من هذه الإشكالية". [title]جمعية يومية[/title] اشكال الجمعيات يتنوع، بناء على طبيعة المشاركين فيها. فإضافة للجمعية الشهرية هناك شكل مُيسر وأسهل من ذلك، ألا وهي الجمعية اليومية. يقول "سهيل. ح": "أنا سائق تكسي، اشتركت مع زملائي في المكتب بجمعية يومية بقيمة 30 شيكلا فقط، من غير أيام الجمع. نحن 15 مشتركا، أي أننا نجمع يوميا 450 شيكل، وشهريا بحدود 11 ألف شيكل،. وهو مبلغ ممتاز جدا عندما يتوفر بيد سائق". ويضيف "ميزات الجمعيات اليومية أنك لا تشعر بالمبلغ الذي تدفعه، فثلاثين شيكلا شيء لا يذكر. ولا يخل بالميزانية العامة. وتجدهم في نهاية الشهر 11 ألفا.. عندما اشركت طلبت أن اتقاضى المبلغ في شهر ديسمبر الماضي حتى أسدد اقساط إبنتاي في الجامعة، والحمد لله تمت الأمور على ما يرام". [title]آلية مجدية[/title] الخبير الاقتصادي د. نائل موسى دويكات المحاضر في جامعة النجاح بنابلس أثنى على الفكرة، التي تؤكد مدى الفقر والحال المتدهور الذي وصل إليه المجتمع الفلسطيني. ووصف دويكات تلك الطريقة بالمجدية خاصة لدى شريحة الموظفين، مشيرا إلى أن ذلك يعرف بعلم الاقتصاد بـ"اقتصاديات التعاون"، كون الجمعيات تعمق التعاون والثقة بين افراد المجتمع. وأضاف لـ"فلسطين الآن": "الجمعيات نوع من الإدخار الإجباري، وتجميع رأس المال بأسلوب سريع ومأمون بعيدا عن الخسارة، وحتى بعيدا عن القروض البنكية التي يرفضها الكثيرون". ونوه إلى عوامل نجاح الجميعات يتمثل بأن يكون المشتركون من المستوى المالي ذاته، والأفضل أن يعرفوا بعضهم البعض، إمّا بسبب العمل أو السكن، وهذا يسهل عليهم الجبابة والتقاسم بكل أريحية".