ذهب أحمد إلى أمه والفرح يقفز من عينيه، ليصارحها بأنه وجد نصفه "الآخر" الذي رأى أنه يمكن مع صاحبته مواصلة المشوار، وحين سألته أمه:"من تكون صاحبة الحظ السعيد؟"..فكان الجواب:"ابنة جيراننا منى"، وعندئذٍ تغيرت معالم وجه والدته، لتزمجر كأسدٍ غاضب:"لم تعجبك سوى المطلقة يا أحمد!، "ست البنات" تتمنى الزواج منك، فأنت شابٌ متعلم وحاصل على درجة الماجستير في الهندسة، ولا ينقصك شيء ..إن كنت تريد الزواج منها فلتذهب..لكن أنا لو وقفت لي "كشجرة" فلن أوافق"...إلا أن أحمد لم يأبه لكلام والدته واتجه نحو خياره وفق قناعةٍ تامة. قصة أحمد تتشابه مع كثيرٍ من تجارب الشباب الذين واجهوا رفضَ أهلهم لزوجاتهم، إما لسببٍ غير مقنع أو لأسبابٍ وجيهة فعلاً، لكن في هذه الحالة ما هو الموقف الصحيح الذي يجب أن يتخذه الشاب..هل يواصل المِضي قُدماً ، أم أن الأفضل هو العدول عن هذا القرار؟ من خلال التقرير التالي سعينا لأن نستقصي الإجابة. [title]لا أناسبهم اجتماعياً[/title] السيدة نجاح تجربةٌ تتحدث عن نفسها، فأهل زوجها مازالوا يقاطعونها لعدم رضاهم عن اختيار ابنهم لها رغم مضي سبع سنوات على زواجه، ويعدونها خطفت ابنهم لتبعده عن أهله وتسيطر عليه. تقول:"تعرفتُ على زوجي أثناء فترة الدراسة في مصر، وبعد عودتنا إلى غزة تزوجنا رغم تعنّت أهله بعدم الموافقة على الزواج، ولكن لإصرار زوجي ورفضه الزواج بأخرى خضعوا لرغبته على مضض، وحتى الآن يمنعوني من دخول بيتهم ويعدونني عدوة لهم". وعن سبب رفض أهله لزواجهما، تجيب:"حجتهم كانت أنني لا أناسب مستواهم الاجتماعي، وأرادوا تزويجه بفتاة من ذات مستوى اجتماعي معين، وبعد زواجي انقطعت العلاقة بيننا، وطبعا حُمّلت جريرة ما حدث". [title]استرضيتُها ولم ترض[/title] أما الشاب محمد إبراهيم، فله قصة أخرى مع رفض أمه لتزويجه من فتاةٍ أعجَبته لخلقها وتدينها، لكن هذا لم يُعجب أمه التي أرادت تزويجه بفتاة على "القالب" أي ذات جمال فتان، فمن أعجبته لا تحمل المواصفات التي تريدها والدته_على حد قوله. يضيف:"حاولت إقناع والدتي بكل السبل ولكن دون جدوى، ففضلتُ أن أصرف نظر عن اختياري، وسأعمل على استئناف الدراسات العليا في الجامعة". فيما السيدة "أ.ف" التي تزوجت بابن عمها منذ عشر سنوات، ورُزقت منه أربعة أبناء، فقد شهد زواجها فترةً لا بأس بها من الشد والجذب مع "حماتها" التي لم توافق أن تكون زوجة لابنها، لشدة الخلافات القائمة بينها وبين عائلتها. وتشير إلى أن زوجها استعانَ بحكماء العائلة لإقناع والدته بالموافقة على الزواج، وبالفعل وافقت، ولكنها حتى الآن لم ترض عني وتفتعل المشاكل دائماً، لأني دخلت بيتها رغماً عنها". وتضيف:"إنها تعاملني بالحسنى أمام الناس، ولكنها سرعان ما تنقلب إلى عدوةٍ في غيابهم، فلم أجد حلاً سوى الابتعاد عن الاصطدام معها، لذا أقتصر على زيارتها في المناسبات، فزوجي ملّ من كثرة المشاكل والشكوى، وهي في النهاية أمه ولا يمكنه مقاطعتها". واختتمت (أ.ف) تجربتها بهذه الخلاصة:"أكاد أجزم أن "الكنة" مهما كانت إنسانةً حسنة، فإن أهل الزوج يبقون كارهين لها، لذا أنصح أي فتاة تتعرض لموقفٍ من هذا النوع ألا تتزوج من شابٍ لا يرحب أهله بها، وذلك مهما كانت مواصفاته تناسبها، لأن شيئاً من عدم التوفيق سيحالفها بعد الزواج بسبب عدم رضا أحد الوالدين". [title]إعادة الصلات الاجتماعية[/title] المحاضرة في قسم الدراسات الإنسانية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، رضا عبد العال، قالت لـ"فلسطين" في حديثٍ هاتفي: "إن الأصل في الخطبة الاتفاق بين الشاب وأهله على الفتاة التي سيخطبها، لتجنب المشاكل مستقبلا لاسيما إذا كانت الحياة مشتركة بين الشاب وأهله. وأضافت:"وعليه أن يعلم أنه سيواجه العديد من الصعوبات والمشاكل مع أهله في بداية الأمر، تصل إلى انعدام الصلات الاجتماعية معه، لذا الاتفاق أساس البداية الصحيحة لحياة زوجية مستقرة". وفيما يتعلق بإصرار الشاب على خطبةِ فتاةٍ غير راضين أهله عنها، تجيب:"لا يجب ألا يخرج الشاب عن طاعة ورضا أهله، لأن رضا الله من رضا أهله، ولكن إذا كان سبب الرفض غير مقنع فعليه أن يناقشهم في الأمر، ويدخل أطرافاً حكيمة وشخصيات لها تأثير على أهله، ولكن دون فرض واستخدام أسلوب استبدادي معهم". وأشارت إلى أن الدراسات والأمثلة الواقعية بينت أن الفتاة لها الدور الأساسي في كسب أهل زوجها وإعادة الصلات الاجتماعية معهم، من خلال امتلاكها لمهارات اجتماعية لبناء نوعٍ جديد من العلاقات مع عائلة زوجها لتثبت عكس رؤيتهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.