أن تجد الزوج وزوجته أمام شاشة التلفاز يتابعان بشغف وحرارة مباراة لكرة القدم، ويصيحان فرحاً بدخول "جووول" في المرمى، هي لقطةٌ نادرة وربما لن تصادفها أبداً إلا في مباراة في نهائيات كأس العالم، إذا كانت الزوجة متحمسةً لتلك اللحظة. الرياضة عموماً وكرة القدم خاصةً هي "الضُرة" الخفية للزوجة، لأنها تجذب وتخطف زوجها منها لساعات طويلة في مشاهدة تسعين دقيقة من المباراة، وتليها ساعة في سماع "الأستوديو" التحليلي للمباراة، وتكون محظوظة إذا ما انتهت المباراة بفوز فريق زوجها، وإلا انقلب لكائنٍ شرِس إذا ما هُزم فريقه. يتحول بيت السيدة أم يوسف إلى "ستاد" كروي ومقهى شعبي وقت بث المباريات سيما مباريات كأس العالم، فزوجها يحب "لمة" الأصدقاء عند مشاهدة المباراة، ليشعر بالإثارة والتشويق وكأنه داخل ستاد المباراة. وتقول أم يوسف لـ"فلسطين":"الحي كله تسوده حالة من السكون أثناء بث المباريات الهامة، وفجأة يقطع هذا الصمت الرهيب مقاطع من الصراخ والشجار بين المشجعين، وحينها أعرف الفريق الفائز والخاسر من الصراخ والتشجيع، دون أن أرهق زوجي بالسؤال". وحتى تتأقلم مع توتر هذا الحدث الموسمي..فقد قررت أم يوسف، مؤخراً، مشاركة زوجها متعته في هذه اللعبة الشعبية، كحال المناصرات في الملاعب الخضراء ممن يصرخن ويرقصن فرحا إذا ما انتصر فريقهن. [title]موسيقى تصويرية![/title] فيما السيدة هاجر تصف كرة القدم بعدوتها اللدود، فما أن يبدأ بث المباراة على شاشة التلفاز، تتأهب إلى الخروج من المنزل أو الانشغال بتنظيف البيت، فزوجها يتسمر أمام الشاشة دون حراك مصحوبا "بموسيقى تصويرية" تصدر منه من هتافات أو "شتائم" على الحكام واللاعبين في حال خسارة فريقه. وتقول هاجر:"لا أعلم ما الذي يحبه الرجال في كرة القدم، فهؤلاء اللاعبون يركضون وراء قطعة من الجلد، إنه منظرٌ مثير للأعصاب، وفي النهاية يغضب الرجال ويثورون لتبدأ بعدها المشاجرات بينهم وحتى مع زوجاتهم، ويتعكر جو البيت بعد المباراة". [title]يشاهدها خارج البيت[/title] أما مشاهدة المباريات بالنسبة لإيمان هي مجرد عادة لدى زوجها كأن يشاهد مسلسلا أو حتى مسرحية فهذا الأمر لا يزعجها، بل تستغل أوقات عرض مباريات "الأهلي" و"الزمالك" لتطلب منه مكافأة في حال فاز "المارد الأحمر". ولا تجد السيدة إيمان حرجا في مشاهدة المباريات مع زوجها ولكن وفق مزاجها ورغبتها، فهي ليست من مشجعي "الكورة" بل مجرد تسلية لا أكثر، ولا تنزعج منها لأن زوجها غالباً ما يشاهد المباريات مع أخيه خارج البيت. [title]بداية الطريق اعتياد[/title] وفي ذات السياق، كتبت د.نعمت عوض الله المستشارة الاجتماعية في موقع "أون إسلام": "إن مشاركة الزوجة زوجها في مشاهدة المباريات الكروية التي تمقتها هي نوع من الاعتياد، فبداية الطريق العادة، لذا شاركيه في مشاهدة المباراة وأشعريه أنك تفهمين ما يقوله". وأوصت، في مقالها، الزوجة التي تريد أن تكسب زوجها وتمتلكه بمشاهدة المباراة وإن كانت مرغمة، وأن تتأنق له وتتجمل ويمكن أن تعد له الطعام والشراب، وتجلس بجواره، مجاملةً إياه في كل هتاف وصراخ وكأنها تفهم ما يدور حولها.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.