16.91°القدس
16.65°رام الله
15.53°الخليل
21.64°غزة
16.91° القدس
رام الله16.65°
الخليل15.53°
غزة21.64°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: مفارقات القمة

كشفت القمة العربية عن مجموعة من المفارقات المؤلمة، رغم أن جميع من حضر القمة وافق على عاصفة الحزم، وطالب اليمنيين بالحوار، والاستفادة من الفرص المتبقية لإنقاذ اليمن. ومن هذه المفارقات: المفارقة الأولى: نقلت وكالات الأنباء أن رئيس السلطة محمود عباس وبخ محمود الهباش مستشاره الديني لتصريحاته الأخيرة وطلبه بعاصفة الحزم ضد حماس في غزة. حسنا، ولكن من يوبخ محمود عباس نفسه لأنه أعاد تصريح الهباش في القمة العربية بشكل أو بآخر، وطلب عاصفة الحزم لليبيا وسوريا وحماس، حيث الفتن على حد زعمه. وقد سخرت جريدة رأي اليوم من هذه الدعوة لأنها لا تدعو لعاصفة حزم ضد (إسرائيل) لإنهاء احتلالها ؟! فمن يوبخ الرئيس لقوله السمج؟! المفارقة الثانية: عاصفة الحزم تقوم مبرراتها على دعم طلب الشرعية اليمنية المنتخبة والتي يمثلها عبد ربه منصور هادي. حسنا، لأن دعم الخيار الديمقراطي القائم على الانتخابات الحرة النزيهة فضيلة، وحاجة ماسة عربيا للإصلاح والتغيير اللذين تنشدهما الشعوب، خروجا من الاستبداد، ولكن الصحف ووسائل الإعلام تحدثت عن شرعية محمد مرسي المعتقل الآن في السجون، وطالبت القمة بتفسير المفارقة هذه. فما تعريف النظام العربي للشرعية؟! وهل لها تعريف واحد؟! المفارقة الثالثة تقول: إن القمة العربية قررت إنشاء قوة عربية مشتركة للتدخل السريع ضد الإرهاب، ويكون الانضمام إليها اختياريا؟! وهنا سألت وسائل الإعلام باستغراب عن اتفاقية الدفاع العربي المشترك؟! وهل القوة المشتركة تحصر عملها داخل العواصم العربية، أي ضد إرادة التغيير الشعبية، أم أنها ستعمل ضد (إسرائيل) لتحرير الأراضي العربية المحتلة ؟! هذه قوة هي في رأي بعض المهتمين لحماية الخائفين لا لتحرير المظلومين ؟! المفارقة الرابعة تقول: إن القضية الفلسطينية تراجعت إلى مؤخرة كلام المتحدثين أمام القمة، والوحيد الذي قدمها في كلامه هو الملك سليمان، والأمير تميم. وهذا مشهد يريح نتنياهو و(إسرائيل)، فالعرب مشغولون حتى في باب الخطابات بأنفسهم وبمشاكلهم، ولم تعد (إسرائيل) لهم مشكلة. هناك مواقف قوية للخائفين على المستوى الداخلي كما قالت المصادر، ومواقف شكلية واعتذارية على مستوى القضية الفلسطينية. هذا إذا استثنينا كلمة الأمير تميم التي عبرت عن مفارقة خامسة من مفارقات القمة، حيث قال: لا يصح أن نقول إننا مع فلسطين ونحمل هم سكانها، ونحن نحاصرهم، ولا نعمل شيئا لتخفيف الحصار عنهم؟! صدق تميم في مفارقته. المفارقة السادسة جاءت في شكل سؤال مثير لمصطفى بكري الصحفي، حيث أبدى استغرابا شديدا لغياب دولة الإمارات عن القمة العربية في شرم الشيخ من خلال غياب رأس الهرم وصاحب القرار في الإمارات ؟! لست أملك جوابا عن سؤال مصطفى بكري، لكن المنطق يقول إن غيابها غير طبيعي ؟! في ظل هذه الأجواء والمفارقات يمكن القول إن فلسطين لم تحظ بقرارات جيدة، ولا باهتمام جيد، وربما يرجع هذا لخلل في النظام العربي، ويرجع أيضا لخلل في الأداء الفلسطيني على مستوى القيادة. حيث كان الأداء حزبيا، وضعيفا، ومحبطا.