دخل أبو يزن بيته ويداه مليئتان بالأكياس بعد عودة حميدة من السوق وتشكيلة جميلة من البضائع وبعض الأسماك وأجنحة الدجاج, وبدأ يتفقد أكياسه وأغراضه فارداً عضلاته أمام زوجته بجودة البضائع التي اشتراها, ثم تنهد فجأة وقال لزوجته "صدق الحبيب المصطفى حينما قال أن التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء". "خير شو القصة يا أبو يزن" ردت زوجته قائلة, فسارعها لقد غشني التاجر, اشتريت منه بعض الأسماك بسعر مرتفع لجودته, وقد أشرت إليه أني أريد من "الدنيس والجرع والقراص فقط" أنظري ماذا في الكيس؟ نظرت أم يزن فوجدت عشرات الأسماك التالفة الصغيرة الموجودة داخل الكيس, فقاطع أبو يزن ما تنوي أن تقوله مبرراً ما حصل " رأيت أبو يوسف في السوق وسلمت عليه, وفي هذه الغفلة استغلني التاجر و وضع الأسماك التالفة داخل الكيس, لماذا يصر التجار على أن يأكلوا المال الحرام لماذا؟ " أضافت أم يزن " قبل أيام ذهبت لشراء "جَاكِيتْ" لابنتي الكبيرة فرأيت أحداها في محل أعجبت البنت, أقسم التاجر عشرات المرات, وأطلق عشرات القذائف من الأيْمَانْ المغلظة والمرققة والمملحة والمجففة والحلوة و"الدايت" بأن هذه الجاكيت من تركيا, مطالباً أن نسامحه فقط بعشرة شواكل مربح , نظرت ابنتك للجاكيت فوجدت "التِكِتْ" وقد كتب عليه "made in china" فلم نشتريه, ووجدناه في محل آخر بثمن أقل وكلام صريح . نصح أبو يزن زوجته قائلاً "عليك يا أم يزن أن تكوني حذرة, و"عِيِنِيكِي مفتحة دايماً " حتى لا يضحك عليك أحد من التجار" نظرت أم يزن له وتبسمت وقالت" وما أجمل أن أكون نبيهة وحذرة مع أن يكون التجار صادقين وأمناء, وأخشى أن الأمانة بدأت تضيع" .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.