17.46°القدس
17.22°رام الله
16.08°الخليل
22.34°غزة
17.46° القدس
رام الله17.22°
الخليل16.08°
غزة22.34°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: جديد عباس وقديمه مع استجداء التفاوض

لا جديد لدى عباس، بل تكرار لنفس المواقف، مع استعادة لحكايات قديمة كان نسيها لبعض الوقت، وها هو يستعيدها، وبالطبع لاعتبارات خاصة وشخصية، تماما كما أنه يدير ممارساته السياسية على إيقاع شخصي في معظم الأحيان، بما في ذلك الاستمتاع بالسلطة/ الدولة الموجودة حاليا، والتي تمنحه الزعامة، مع تسهيلات لمقربين يستفيدون من الوضع الراهن. عباس في المقابلة كان فيما يشبه حالة التوسل لاستئناف المفاوضات، وهذه المرة دون شروط مسبقة، مذكرا نتنياهو بضرورة حل الدولتين لحل النزاع والأمن والاستقرار، ويبدو أن هذا البعد الجديد ذو صلة بمخاوف انفجار انتفاضة في الضفة الغربية؛ يبذل هو وشريكه نتنياهو جهودا مضنية من أجل الحيلولة دون اندلاعها. ولأن الجمود السياسي يساهم في تفجير الانتفاضة، فإن من الضروري استئناف المفاوضات وبث الوهم من جديد بإمكانية تسوية، ولا يُستبعد أن يستجيب له شريكه الأمني نتنياهو، لتصبح الشراكة أمنية وسياسية في آن، لاسيما أن الأخير في حاجة لتغيير الانطباع الذي أخذ عنه في الحملة الانتخابية حين اضطر إلى رفض حل الدولتين من أجل مغازلة أقصى اليمين، مع أن الكل يدرك أن ذلك محض كذب، لأن حل الدولتين مصلحة لا جدال فيها للكيان الصهيوني، بشرط أن تكون الدولة الفلسطينية العتيدة بالشروط التي يطرحها دائما، والتي لا تبتعد كثيرا عن شروط أسلافه مع بعض التفصيلات، الأمر الذي يدركه عباس تماما، لكنه كما قلنا معني باستمرار بث الوهم بإمكانية الحصول على دولة بالشروط إياها، فيما يمضي برنامج الدولة المؤقتة دون توقف على الأرض، وفي حدود الجدار، بحيث تغدو في حالة نزاع حدودي مع جارتها. كل حكايات التلويح بوقف التنسيق الأمني (التعاون بتعبير أدق، وشيء آخر بتعبير أكثر دقة)، والتي خرجت من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومن المجلس المركزي ذهبت أدراج الرياح، وبقي كل شيء على حاله، بل تصاعد بسبب المخاوف من اندلاع الانتفاضة. الجديد في المقابلة هو استعادة حكاية قديمة سبق أن رددها مرارا وتكرارا عن حماس وقبولها بالدولة المؤقتة، إلى جانب قصة ساقها أيضا في السابق عن دولة في قطاع غزة مع فصلها عن الضفة وحكم ذاتي للأخيرة (ماذا يوجد حاليا؟!!)، مع إضافة (أوردها سابقا أيضا) مفادها أن الرئيس المصري السجين (مرسي) قد وافق على ضم جزء من أراضي سيناء إليها (دولة القطاع)، الأمر الذي كذبه مستشاروه (لم يرد هو لأنه سجين)، وهو استجداء بائس للقيادة في مصر، وبالطبع من أجل إبعادها عن محمد دحلان، وحيث تبدو المعركة مع دحلان من أهم اقضايا التي تثير أعصاب السيد الرئيس، فضلا عن العلاقة مع حماس التي يريد منها أن تقدم له القطاع كاملا شاملا كي يقول لها بعد حين إن السلاح مرفوض خارج “الشرعية”، لأن الشرعية هي ما يريح نتنياهو، بينما يزعجه أي سلاح خارجها!! قلنا، ونكرر أن لا أمل في أن يغير هذا الرجل نهجه، ولا برنامجه، وهو لن يفعل بعد الثمانين، وليس أمام الشعب في ظل تمسك فتح به رغبا أو رهبا، غير تفجير الانتفاضة، وهو سيفعل على كل حال. متى؟ لا ندري، ولكن المقاومة هي قدر الشعب في ظل الفشل الذريع للمسار الآخر.